أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس (الأربعاء) وقفا فوريا لإطلاق النار في دارفور ودعا إلى نزع أسلحة الميليشيات. وجاء إعلان البشير بعدما استمع إلى التوصيات النهائية لمبادرة «أهل السودان» التي من شأنها توفير أساس لمؤتمر مصالحة في دولة قطر سيعقد قبل نهاية العام.
وقال البشير: «أعلن موافقتنا على الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار بين القوات الحكومية والحركات المسلحة على أن تتوافر آلية مراقبة فاعلة مشتركة من كل الأطراف».
الخرطوم - قنا، رويترز
تسلم الرئيس السوداني عمر البشير التقرير الختامي لملتقى «أهل السودان» لحل قضية دارفور، مؤكدا اعتماد توصيات ومقررات الملتقى التي سيتم تنفيذها على أرض الواقع بالتضامن مع جميع الجهات ذات الصلة،كما أعلن وقفا لإطلاق النار فيما رفضته إحدى حركات التمرد في الاقليم.
وأعلن الرئيس البشير عند مخاطبته الجلسة الختامية للملتقى أمس عن وقف الحملات الإعلامية والوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في دارفور على أن تتوافر آلية مراقبة فاعلة من قوات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وقال إن قدرة شعب بلاده وإدراكه لعظم المسئولية وإحساسه بمعاناة أهل دارفور سيسهم في تحقيق مطالب أهل السودان.
وأبدى الرئيس السوداني موافقته على زيادة عدد الولايات في دارفور وتشكيل لجنة لإعداد دراسة في هذا الخصوص مع التوجيه بإعادة النظر في المحليات «المجالس المحلية» ، كما أبدى موافقته على مبدأ التعويضات للمتضررين وتقديم الدعم، مبينا أنه تم اعتماد مبلغ أربعين مليون جنيه سوداني (حوالي عشرين مليون دولار) لهذا الغرض. وأكد البشير الالتزام بتقديم خدمات مقدرة وتكوين لجان من الملتقى للاتصال بالحركات غير الموقعة على اتفاقية سلام ابوجا.
وأوضح البشير الذي يواجه خطر اتهام المحكمة الجنائية له بارتكاب جرائم حرب في دارفور أنه سيشن حملة فورية لنزع سلاح الميليشيات وتقييد استخدام القوات المسلحة للسلاح.
من جهتها قالت حركة العدل والمساواة وهي إحدى فصائل المتمردين الرئيسية في دارفور إن وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة السودانية ليس جديّا، وتوعدت بمواصلة القتال إلى أن يتحقق توزيع عادل للسلطة والثروة.
وقال نائب القائد العام لحركة العدل والمساواة سليمان صندل في اتصال هاتفي «نحن لن نوقف إطلاق النار إلا بعد الوصول إلى اتفاق في إطار يضمن الحقوق الأساسية للحركة». وأضاف «لا يمكن أن نوقف إطلاق النار مجانا».
ولم يعد الرئيس السوداني في تصريحاته أمس بالإفراج عن سجناء دارفور السياسيين، وكان ذلك من بين ما أوصت به مبادرة أهل السودان.
وكان ملتقى أهل السودان لحل مشكلة دارفور قد اختتم أعماله في وقت سابق أمس بحضور الرئيس الاريتري أسياسي افورقي وممثلي عدد من الدول الشقيقة والصديقة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية . وأوصى الملتقى بضرورة تبني السياسات والمواقف التي تؤدي إلى تحقيق السلام وإشاعة ثقافة الصلح والسلام والتوافق وضمان الحريات والحقوق العامة المضمنة في الدستور، وحث كل القوى السياسية والمواطنين للمشاركة السياسية والوطنية.
ودعا كذلك إلى إعلان وقف العدائيات بكل صورها وإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد ودعوة الحركات الدارفورية المسلحة لوقف إطلاق النار وكل أشكال الأعمال العدائية ، ومطالبة الوسيط الدولي بحكم تكليفه للمعاونة في تحقيق السلام المبدئي اللازم لبدء المفاوضات مع إفساح المجال للقوات الأممية المشتركة لتلعب دورها في إيقاف العدائيات وتأمين مسيرة السلام.
يذكر أن مبادرة ملتقى أهل السودان بدأت أعمالها في الخرطوم في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ