عندما تأتي الساعة الـ 7.00 مساء، تتجه أنظار عشاق كرة اليد البحرينية عموما، الأهلاوية والباربارية وخصوصا، إلى أم الحصم، إلى صالة بيت التمويل الخليجي تحديدا، لمتابعة اللقاء المرتقب بين بطل الدوري والخليج النادي الأهلي، وحامل لقب دوري العام الماضي نادي باربار، في آخر مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد، في لقاء يتوقع أن تزحف له جماهير صفراء وبنفسجية منذ وقت مبكر من انطلاقته الحقيقية.
والحدث يفرض نفسه، فالمباراة مباراة كؤوس والخاسر من الكبيرين ينهي موسمه مبكرا، فإن كان الخاسر النسور فإنه يخرج مكتفيا بلقب الدوري ولقب بطولة مجلس التعاون، وإن كان الخاسر البنفسج فإنه يخرج خالي الوفاض من هذا الموسم، ولذلك فإنه لا تباين في الرغبة لدى الفريقين، والهدف لديهما الفوز ومواصلة المشوار نحو الكأس، ومقولة إن الأهلي اكتفى بالبطولتين، نراها غير دقيقة، فالأهلي فريق بطولات وقلعة كؤوس كرة اليد البحرينية، وإذا كان للذهب طريق فلن يتخلف عنه.
المؤثرات النفسية على المباراة!
تحيط بهذه المباراة أجواء مثيرة تجعلنا نؤكد أنها قمة أو معركة حقيقية، فما حدث في نهاية الدوري سيلقي بظلاله على هذه المباراة بلا أدنى شك، وهذا ما استوحيناه من معسكر الفريقين، فالبارباريون يعتقدون أن الأهلي تعمد اللعب بالصف الثاني أمام النجمة ليخسر ويحل الأخير ثانيا كما أشار مدربهم التونسي لطفي الباهي في تصريحه لـ «الوسط الرياضي»، في الوقت الذي ينفي الأهلاويين ذلك جملة وتفصيلا، والبارباريون بعد ذلك ردوا بطريقتهم الخاصة حين جاءوا بلاعبين من الصف الثالث للفريق لملاقاة الأهلي في نهائي الدوري أثار امتعاض الأهلاويين وإن لم يبينوا ذلك للعامة إلا أنها مؤثرة بلا أدنى شك، في الوقت الذي كان لاعبي الفريق الأساسين يتدربون في النادي استعدادا لهذه الموقعة، علما أن مدرب البنفسج التونسي لطفي الباهي وضع برنامجا خاصا لهذه الموقعة قبل نهائي الكأس بثلاثة أيام حسبما ينقل، إذا كل تلك المؤثرات ستنعكس بالتأكيد على أجواء المباراة وتزيد من سخونتها.
كيف سيواجه الفريق الآخر؟
نعتقد أن السلاح الحقيقي للفوز في هذه المباراة، هو الدفاع القوي والتطبيق السليم لـ «الفاست بريك»، وهذا العامل سيكون عامل الحسم وخصوصا في مثل هذه المباريات المتكافئة، وبالنسبة إلى باربار، فمن الأفضل له أن يعمل بهذا الأسلوب إذا ما أراد الفوز في المباراة لثلاثة أسباب رئيسية، أولهما أنه يمتلك حراسة قوية ممثلة في تيسير محسن، وثانيهما أن الاعتماد على قدرات الشقيقين جعفر ومحمود عبدالقادر إن كانت مثمرة في بعض أوقات المباراة فإنها لن تكون كذلك باستمرار، وخصوصا أن الأخير لا يزال متأثرا بالإصابة ولم يعد لحساسيته على الكرة بعد، وثالثهما أن الفريق يمتلك مجموعة من اللاعبين أصحاب البنية الجسمانية المناسبة في الدفاع ما يجعله صلبا كالعائد أحمد التاجر وحسن مدن بالإضافة إلى فاضل شمسان إذا ما أراد الباهي اللعب بطريقة 6/صفر كما لعب في مباراة القسم الأول، وكان ناجحا إلى أبعد الحدود في الشوط الأول فقط.
وبالنسبة إلى الأهلي، فالفريق يجيد اللعب بمختلف الطرق الدفاعية المتقدمة، في ظل وجود حسين فخر بالإضافة إلى أحمد طرادة، ولا نعتقد أن مدربه التونسي عبدالرحمن حمو سيلجأ للعب بطريقة 6/صفر، لأن ذلك سيسهل على البارباريين طريق الوصول للمرمى، وخصوصا أن مستوى الحراسة في الفريق متذبذب، ولا يمكن الاعتماد عليه، لذلك فإنه من المتوقع أن يلجأ لطريقة 5/صفر/1 لمراقبة جعفر أو محمود عبدالقادر، أو حتى 4/صفر/2 على الاثنين، وذلك بحسب ظروف المباراة ومعطياتها، ونجاح الأهلي في إنهاء أو تقليل خطورتهما سيعطي الفريق الأفضلية في المباراة، إذ إن نسبة التسجيل للاثنين لا تقل عن 50 في المئة أو حتى 60 في المئة من عدد الأهداف المسجلة لباربار في كل مباراة، وإذا كتب للحراسة الأهلاوية التألق فذلك سيخفف العبء والضغط على بقية اللاعبين لا محالة.
الحلول الهجومية في الفريقين
بالنسبة إلى الأهلي، فالحلول التهديفية متنوعة جدا، وفي هذا الموسم أصبح يسجل من كل المراكز تقريبا، ويمتلك خطا خلفيا قويا ممثلا في القائد سعيد جوهر والقائد الآخر أحمد عبدالنبي بالإضافة إلى صادق علي، وهذا الخط يعتبر من أفضل الخطوط الخلفية على مستوى الدوري، واللافت في الأهلي أنه يمتلك البديل الناجح والقادر على تقديم الإضافة، كماهر عاشور وإن لم يقدم مستواه الحقيقي في هذا الموسم وحسين فخر بالإضافة إلى نادر البلوشي في ظل غياب علي حسين عن المباراة بداعي الإيقاف، أما بقية الحلول الهجومية فتكمن في لاعب الجناح الأيمن البارع عباس مال الله صاحب الكفاءة العالية، بالإضافة إلى أحمد طرادة في الدائرة وكذلك رائد المرزوق أو محمود الونة في مركز الجناح الأيسر، وهذين المركزين أقل المراكز تسجيلا.
أما باربار، كما ذكرنا يعتمد في هجومه المنظم على قدرات الشقيقين محمود وجعفر عبدالقادر بشكل أساسي، وأما بقية الحلول فتتمحور في لاعب الجناح الأيمن عبدالإله جعفر أو أحيانا صانع الألعاب عبدالله علي، وأما بقية المراكز فتعتمد على معدل التمويل من الشقيقين ومدى حضورهما في المباراة، ولذلك فإن الباهي لابد أن وضع بعض اللمسات الفنية المهمة على فريقه في الهجوم، بحيث أوجد الجندي المجهول الذي يقوم بواجب التسجيل أو خلق فرص التسجيل في ظل الرقابة المتوقعة على الشقيقين، والوحيد الذي يستطيع القيام بذلك هو محمد المقابي الذي يجيد المراوغة الاختراق (واحد ضد واحد).
السيناريو المتوقع للمباراة
يتوقع أن يلعب باربار بطريقة 6/صفر، ويعتمد على الهجوم الخطاف مستغلا سوء البداية في الأهلي كالعادة، وبالتالي يتقدم في النتيجة بفارق جيد من الأهداف كما حدث في المباراة قبل السابقة لهما، ثم يدخل الأهلي مع منتصف الشوط أجواء المباراة، ويبدأ أحمد عبدالنبي في التحرك، ويقلص الأهلي الفارق مع نهاية الشوط، والشيء الذي يميز الأهلي أن نفسه في المباراة طويلا، ولا يأبه بالفارق الكبير في النتيجة عليه، بل يلعب حتى آخر رمق من المباراة، بعد ذلك في الشوط الثاني، يتوقع أن تكون المباراة منغلقة، بحيث يقل معدل التسجيل، ويكون الأداء الدفاعي يتفوق على المهارات الهجومية، ويتوقع أن تصل للأشواط الإضافية، وتحسم بعد ذلك لأي من الفريقين.
توقعات المتابعين
- توقع مدير الفريق الأول بنادي النجمة فهد الخثلان فوز النادي الأهلي بالمباراة.
- توقع مدرب نادي البحرين المصري خالد نوح فوز النادي الأهلي بالمباراة.
- توقع مدرب نادي سماهيج حسن السماهيجي فوز نادي باربار بالمباراة.
- توقع مساعد مدرب منتخبنا الوطني جاسم بوحمود فوز الأهلي بالمباراة.
- توقع مدير كرة اليد بنادي البحرين أحمد الأحمدي فوز باربار بالمباراة.
- توقع نجم النجمة الدولي مهدي مدن فوز النادي الأهلي بالمباراة.
- توقع عضو كرة اليد السابق بالنجمة محمد طالب فوز الأهلي بالمباراة.
- توقع مدرب الشباب التونسي محمد فتحي فوز باربار بالمباراة.
- توقع نجم النجمة الدولي السابق محمد عبدالنبي فوز الأهلي بالمباراة.
- توقع مدرب أم الحصم الوطني خالد الحدي فوز باربار بالمباراة.
العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ