واصل النسر الأصفر التحليق الرائع في سماء كرة اليد البحرينية، وتبقت بينه وبين اللقب الثالث خطوتان، الخطوة الأولى الشباب، والخطوة الثانية الفائز من لقاء النجمة والدير إذا ما تخطى الشباب قبل ذلك، وجاء الفوز المستحق على باربار في أول أمس الأول ليضع النسور أمام فرصة لتحقيق إنجاز جديد، وهو تحقيق ثلاثية الموسم، بدءا بالبطولة الخليجية، مرورا ببطولة الدوري، وأخيرا بطولة الكأس وهو المرشح الأول لها قياسا بالمستوى الفني الذي قدمه في هذا الموسم، والذي يستحق عليه أن يكون الأفضل بين الأندية.

وكل المتابعين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر موقعة (الأهلي وباربار)، فالكل توقع لها أن تكون ملحمة فنية راقية تعكس قوة الدوري في البحرين، وتعوضهم عما حدث في نهاية الدوري، وفعلا كان لهم ما أرادوا، وأمتعنا لاعبو الفريق بأداء غاية في الجمال، وقدموا مباراة غنية من الناحية الفنية، إلا أن ما شوهها التصرفات التي بدرت من الجماهير وبالتحديد جماهير باربار عقب نهاية المباراة، والتي امتدت بين اللاعبين في الممر المؤدي إلى غرفتي التبديل، ثم بين الجماهير في مواقف السيارات، في مشهد غير حضاري ألبتة، لم نظن أن نراه بهذه الصورة التي عكرت جمالية المباراة كما ذكرت.

وإذا كنا نتحدث عن هذه المباراة من كل جوانبها، فيجب ألا نبخس حق الطاقم التونسي الذي قاد المباراة بنجاح تام، وعرف كيف يسيطر عليها منذ البداية حتى النهاية إلى أن أوصلها إلى بر الأمان، وكان شديد التعامل مع الأخطاء، ولم يعط الفرصة لأي من لاعبي الفريقين بالتمادي في ذلك، ولم يفرق بين الفريقين في مسألة العقوبات التصاعدية سواء للأهلي أو لباربار، ويحسب للجنة الحكام بالاتحاد الاختيار الموفق لهذا الطاقم المتميز.

الاتحاد تسرع في قراره

لا أحد يشجع السلوك غير الرياضي، ولا أحد يقف أمام اتخاذ العقوبات ضد المتسببين في حوادث الشغب، ولا أحد يرضيه ما حدث في المباراة من تجاوزات أوضحناها، ولكن القرار الذي اتخذه الاتحاد تجاه الناديين كان متسرعا جدا، بدليل أن إعلانه جاء بعد أقل من 45 دقيقة من نهاية المباراة، من دون العودة إلى شريط المباراة، وجاء قرار الغرامة (4 آلاف دينار بحريني) ليفاجأ به الجميع من دون استثناء.

والحق يقال، إذا كانت جماهير النادي الأهلي أخطأت مرة فإن جماهير باربار أخطأت مرتين، ولا يمكن المساواة بينهما بأي حال من الأحوال، وذلك كان واضحا للعيان، وإن جماهير باربار أخطأت فهذا لا يستدعي غرامة الـ 4 آلاف دينار على النادي، فالمبلغ كبير جدا جدا، ثم ان على الاتحاد طالما أن الحوادث تواصلت أن يبحث جيدا فيها، كالذي حدث في الممر، وقبل ذلك على الاتحاد أن يسعى للوصول للمتسبب في هذه الحوادث.

التنظيم دون المستوى

كنا نتوقع أن يكون التنظيم داخل الصالة أفضل مما شاهدناه، فهل يعقل أن يسمح للجماهير بدخول العصي وما شابه من الأشياء الصلبة، وهل لم يكن يتوقع الاتحاد حدوث أي من حوادث الشغب والخروج عن النص، ثم كيف يعطى الفريقان غرفتين متجاورتين في الوقت الذي تحوي الصالة 4 غرف، غرفتان في كل جانب، كل ذلك ساهم في زيادة حدة الحوادث في المباراة، إذا لولا ذلك لما تشابك اللاعبون في الممر، ولم تكن الأشياء الملقاة من قبل الجماهير بهذه الخطورة.

«}» يقترح

- نقترح أن يبادر الاتحاد سريعا بلم الشمل من جديد، بعقد اجتماع ودي بين الناديين تحت مظلته، لمناقشة الحوادث كاملة، وحتى الغرامة المفروضة، وذلك للوصول إلى حل يرضي الطرفين.

- أن يقوم أحد الناديين بزيارة الآخر، ويفضل أن يكون باربار صاحب المبادرة لتذويب ما حدث في المباراة، بحيث تصفو النفوس، وتبقى الرياضة تجمع ولا تفرق.

وقمنا بالتحدث مع رئيس الاتحاد عبدالرحمن بوعلي بالإضافة إلى نائب رئيس نادي باربار حسن الشويخ، وكذلك رئيس جهاز كرة اليد بالنادي الأهلي علي عيسى لإيصال مقترحات «الوسط الرياضي»، لمعرفة آرائهم الرسمية.

بوعلي: لن نتراجع

عن العقوبة أبدا

شدد رئيس الاتحاد عبدالرحمن بوعلي على أن الاتحاد لن يتراجع عن الغرامة المالية التي فرضها على ناديي باربار والأهلي نتيجة الحوادث التي صاحبت نهايتها، وأشار بوعلي في تصريحه إلى أن الاتحاد استنفد كل أنواع العقوبات إلا أن التجاوزات الجماهيرية لن تتوقف، مضيفا «لم يبق لنا إلا هذا الحل «.

وأكد بوعلي أن الاتحاد اتخذ قرار الغرامة مستندا إلى اللائحة (42-23) في لوائح التي الاتحاد التي تجيز لمجلس الإدارة أخذ ما يراه مناسبا في الحالات التي لم تذكر في اللائحة وأن للاتحاد الحق في تفسير بنود اللائحة، مشيرا إلى أن اللائحة (42-22) تؤكد على تحمل الأندية المسئولية الكاملة لما يبدر من جماهيرها. وطالب بوعلي في تصريحه للناديين بضرورة الاجتماع فيما بينهم، مؤكدا مقترح «الوسط الرياضي» قائلا: «أتمنى أن يجتمعوا في القريب العاجل لتذويب الخلافات بينهم، قبل المناسبات المقبلة التي تجمع لاعبيهم سواء في الدوري العام أو مع المنتخبات الوطنية، فنحن في البحرين أسرة واحد ومن المفترض أن ما حدث سحابة صيف يجب ألا تتكرر مرة أخرى».

الشويخ: الفكرة طيبة وسنبادر بزيارة الأهلي

وأبدى نائب رئيس نادي باربار حسن الشويخ تقبله التام لمقترح «الوسط الرياضي»، وأكد أن الفكرة طيبة وأنها ستلقى الترحيب الكامل من مجلس إدارة ناديه، وأضاف الشويخ «لا مانع لدينا، وسنبادر بعمل زيارة للنادي الأهلي لنتفق معهم على كل شيء، فكلانا متضرر مما حدث بعد المباراة، فعلاقتنا مع الأهلي متميزة، وبيننا وبينهم تعاون دائم، ولم يقصروا معنا قط».

وقال أيضا: «الخلافات التي حدثت بين الجماهير يجب أن يؤخذ بها، فالإدارة هي من تتحكم بالجماهير وليس العكس، لذلك نؤكد أن علاقتنا بالأهلي لن يؤثر فيها ما حدث، ونحن متأكدون من سعة صدرهم معنا».

وعن قرار الغرامة المفروض على الناديين قال: «أعتقد أن القرار كان متسرعا، وكان على الاتحاد التفكير جيدا قبل إعلانه، وأكبر دليل على أنه جاء متسرعا اتخاذه بعد 45 دقيقة من نهاية المباراة، وأقترح في النهاية أن نجتمع بالأهلي أولا ثم بالاتحاد».

علي عيسى: نرحب

بالزيارة ونبقى إخوة

وأكد في الجانب الآخر رئيس جهاز كرة اليد بالنادي الأهلي علي عيسى، أن ناديه يؤيد مقترح «الوسط الرياضي»، وقال: «بالنسبة إلى ما يتعلق بزيارة باربار، فليس لدينا مانع في ذلك، فهم إخوة لنا، والرياضة تجمع ولا تفرق كما ذكرتم، وسنرحب بهم أفضل ترحيب، وسنفتح قلوبنا لهم، وسنوضح لهم الأسباب التي أوصلت الأمور لما حدث عقب نهاية المباراة الماضية».

وفيما يخص قرار الاتحاد بفرض غرامة مالية كبيرة على ناديه نتيجة للحوادث التي صاحبت المباراة، وإمكان الاجتماع به للوصول إلى صيغة مرضية كما اقترح «الوسط الرياضي»، قال بوعيسى: «إلى حد الآن لم نتسلم خطابا رسميا من الاتحاد بهذا الخصوص، ولا نعلم اللوائح التي استند إليها الاتحاد في ذلك، ولكن يوم يصلنا القرار رسميا، لابد أننا سنناقشه، ولن نختلف فيه مع الاتحاد».