اكتشف وفد منتخبنا الوطني للسنوكر أنه تعرض للسرقة منذ الوهلة الأولى التي حط فيها رحاله في مطار العاصمة الباكستانية كراتشي التي تستضيف بطولة آسيا الثالثة والعشرين في الفترة من 11 حتى 18 يونيو/ حزيران الجاري.
وتفوجئ أفراد الوفد المكون من عضو مجلس إدارة اتحاد البليارد والسنوكر رئيس الوفد صلاح مراغي، والمدرب نيك بارو، واللاعبين حبيب صباح ومحمد الشيخ، بالإضافة إلى الصحافي الزميل أحمد كريم بأن حقيبة الأخير تعرضت للسرقة!
وتوجه رئيس بعثتنا إلى موظف الاستقبال في مطار كراتشي ليخبره عن الحادثة، وقام ممثل شركة طيران الخليج بالمطار المذكور بفتح محضر يسجل حالة السرقة، وأعطى تطمينات إلى رئيس الوفد بسير الأمور على النحو الذي يتمناه بعد أن قام بإجراءات رسمية تتابع الحادثة بشكل مباشر.
ولا تبدو المخاوف التي حملها أفراد الوفد الذي يشارك في البطولة إلى جانب 16 وفدا آسيويا عن الوضع في باكستان مبالغا فيها، إذ بدا واضحا أن البلد يعيش حالا من عدم الاستقرار ويفتقد إلى الأمان، وفيما كان الطقس يُشكل الهاجس الأكبر لأفراد بعثتنا كون العاصمة كراتشي المطلة على الخليج العربي مهددة بالتعرض إلى موجة هائجة من إعصار (جونو) المداري، تضاعفت المخاوف بعد الوصول إلى مقر سكن الوفود بفندق الشيراتون الذي كان محاطا بطوق أمني يعطي انطباعا واضحا على وجود قلاقل أمنية في البلد المجاور إلى أفغانستان وإيران.
وبعد استقرار البعثة في الفندق، قام لاعبا منتخبنا حبيب صباح ومحمد الشيخ بالتعرف على نتائج القرعة التي وضعت الأول في مجموعة غامضة، فيما وضعت الأخير في مجموعة حديدية تضم عددا من اللاعبين المصنفين.
وخاض لاعبا المنتخب أول تدريباتهم على صالة نادي كراتشي بقيادة المدرب نيك بارو، واتسم التدريب بالجدية وتجلت الرغبة الحقيقية عند اللاعبين في الاستفادة من الحصة التدريبية التي تسبق مبارياتهم الرسمية بـ 17 ساعة.
ويخوض حبيب صباح مباراته الأولى أمام اللاعب العراقي رينوت وليام، فيما يخوض زميله محمد الشيخ المباراة الأولى أمام اللاعب الفيتنامي نيغاين فاكلونغ.
لم تكن أجواء البطولة مختلفة عن الأجواء المتوترة في باكستان، إذ قامت اللجنة المنظمة بتغيير القرعة بعد انسحاب منتخب إيران بصورة مفاجئة، ووضعت القرعة اللاعب حبيب صباح في المجموعة السابعة التي اتسمت بالغموض، إذ تضم كلا من: ياسين مرشاند (الهند)، فيشان غير (باكستان) ورينوت وليام (العراق)، فيما أوقعت القرعة اللاعب محمد الشيخ في المجموعة الثالثة التي تشكلت أضلاعها من لاعبين مصنفين على المستوى الآسيوي، وضمت كلا من: سيبوج سينيا (تايلند)، نيغاين فاكلونغ (فيتنام)، خورام أغها (باكستان).
ووصف اللاعب حبيب صباح مجموعته بالغامضة، وقال إنها تضم اثنين من اللاعبين غير المعروفين باستثناء اللاعب الهندي ياسين مرشاند الذي سبق أن تقابل معه في بطولات سابقة، وقال: «أعتقد أن المجموعة التي أوقعتني بها القرعة غامضة، فهي تضم لاعبين غير معروفين، ولكني أعرف جيدا أن اللاعب الهندي ياسين مرشاند أبرزهم، فقد سبق لي وأن تقابلت معه في بطولات سابقة وتبادلنا الفوز في المباريات».
وتابع: «في اعتقادي أن البطولة ستتسم بالصعوبة ولكني عاقد العزم على تحقيق نتائج إيجابية».
من جانبه، قال اللاعب محمد الشيخ إن المجموعة التي أفرزتها القرعة تضم اثنين من اللاعبين المصنفين على المستوى الآسيوي، موضحا أن اللاعب التايلندي سيبوج سينيا يعد المصنف الثالث على آسيا، وفيما يحتل اللاعب الباكستاني خورام أغها المركز الحادي عشر في تصنيف القارة الصفراء.
وأضاف الشيخ «صحيح أن مجموعتي صعبة، لكني لا أبحث من خلال الاعتراف بذلك على شماعة أعلق عليها خسارتي إن حدثت لا سمح الله، أُفكر حاليا في التأهل إلى الدور الثاني بشكل جدي، وبعد التأهل سيكون لكل حادث حديث».
من جهة ثانية، خاض لاعبا منتخبنا محمد الشيخ وحبيب صباح تدريباتهم الأولى على صالة نادي كراتشي التي تبعد نحو 500 متر عن فندق الشيراتون، وقاد التدريبات التي اتسمت بالجدية المدرب البريطاني نيك بارو، الذي أعطى اللاعبين نصائح وإرشادات من أجل الظهور بمستوى أفضل في المباريات الرسمية.
ولم يخلو مشوار الذهاب إلى نادي كراتشي من المواقف المخيفة، إذ بدا السير في شوارع العاصمة الباكستانية في الساعة الـ 10.00 مساء أشبه ما يكون بالمغامرة، وخصوصا بعد النصائح والتحذيرات التي وجهها الطباخ الذي يعمل بالفندق إلى أفراد الوفد، إذ قال لهم إنه من الخطر الخروج في المساء في هذا البلد وذلك لوجود عصابات مسلحة وقُطاع طرق تتعرض للمارة الأجانب وتسرق كل ما بحوزتهم من أموال ومقتنيات وكل ذلك تحت تهديد السلاح، الذي يتم استخدامه في حال عدم الامتثال إلى أوامرهم.
ولحسن الحظ أن بعثتنا لم تتعرض لهذه العصابات وهي في طريقها للذهاب إلى نادي كراتشي، بيد أن المفاجأة التي كانت بانتظارهم تمثلت في إيقافهم من قبل رجال الشرطة حينما طالبوهم بالتوقف والدخول في أحد المباني بسبب مرور موكب مسئول رفيع في الحكومة الباكستانية.
ولم تترك هذه الحادثة التي رفعت من حجم الضغط النفسي على أفراد البعثة آثار سلبية أثناء قيام اللاعبين محمد الشيخ وحبيب صباح بالتدريبات، إذ بدا واضحا على اللاعبين الجدية والرغبة الحقيقية في الاستفادة من الحصة التدريبية التي تسبق مبارياتهم بأقل من 17 ساعة للظهور في البطولة بشكل مشرف يعكس مدى التطور الملحوظ الذي طرأ على لعبة السنوكر البحرينية.
وقام الوفد بزيارة إلى الصالة التي ستقام عليها مباريات البطولة في الفندق بعد العودة مباشرة من التدريبات، وكانت الساعة تشير وقتها إلى الساعة 12.30 مساء، وكان العمال منهمكين في تركيب الطاولات وتجهيز الصالة لاستقبال المنافسات التي ستنطلق في الصباح.
وقال مدير البطولة زيباج: «إن الصالة ستكون جاهزة بالكامل منتصف الليل، وأوضح أن أسباب تأخر تجهيز الصالة إلى هذا الوقت بسبب تفادي اللجنة المنظمة حجز الصالة بفترة طويلة ودفع مبالغ مالية إضافية لإدارة الفندق، مضيفا ان اللجان المنظمة في غالبية البلدان تتبع هذا الأسلوب حتى تتفادى دفع أموال إضافية للفنادق أو الصالات التي تستضيف البطولات.
وأعرب زيباج عن ارتياحه لمشاركة البحرين في البطولة ورحب بأفراد وفدنا بحرارة وقال: «إنني سعيد جدا بمشاركة البحرين في هذه البطولة التي تقام على أرضنا، نعرف جيدا مملكة البحرين ولاحظنا التطور الملموس الذي ظهرت عليه في السنوات القليلة الماضية. أتمنى لكم مشاركة موفقة وأهلا بكم في باكستان».
من جهة أخرى، لم يعر المدرب البريطاني نيك بارو المستمعين إلى الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف بباحة فندق الشيراتون اهتماما، وتوجه بصورة مباشرة إلى جهاز التلفزيون المزروع في إحدى زوايا الباحة لمتابعة النشرة الإخبارية الرياضية التي كانت تتناول خبر فوز مواطنه سائق فريق ماكلارين مرسيدس لويس هاملتون بجائزة كندا الكبرى للفورمولا 1.
وبعفوية قام المدرب بارو الذي يرافق منتخبنا في مشاركته الآسيوية بباكستان برفع مستوى صوت التلفزيون من دون أن يضع في اعتباره أن هناك فرقة موسيقية تعزف للزبائن الجالسين في المطعم الرئيسي في باحة الفندق، وغمرت نيك فرحة عارمة حينما استمع إلى تقرير مفصل يتناول خبر تصدر مواطنه هاملتون بطولة العالم للفورمولا 1 بعد أن رفع رصيده إلى 48 نقطة متفوقا على زميله في الفريق فرناندو ألونسو إثر حصوله على المركز الأول في سباق كندا.
وأفصح بارو عن إعجابه بهاملتون ولم يكف عن كيل المديح إليه، وقال: «إن هذا السائق سيكون بطل العالم في يوم من الأيام، إنه يتسابق بطريقة مذهلة».
وقال مدرب منتخبنا إنه أصبح يتابع سباقات الفورمولا 1 بصورة منتظمة بعد أن شاهد النتائج الرائعة لمواطنه هاملتون، موضحا «ان هذا الأخير ينتظره مستقبل باهر في عالم الفورمولا 1 لأنه لم يغب عن منصة التتويج في السباقات الستة التي شهدتها البطولة حتى الآن»، معتبرا أن ما حققه السائق الصغير الملقب بـ (تايغر وود) يعد إنجازا بحد ذاته.
وتوقع بارو أن يتوج هاملتون بلقب البطولة هذا الموسم إذا ما حافظ على تألقه في جميع السباقات المتبقية، معتبرا تفوق هاملتون في النقاط وتصدره البطولة التي يشارك بها سائقون أكثر منه خبرة ونجومية دليل واضح على الموهبة غير العادية التي حباها الله هذا السائق، مشيرا إلى أن البريطانيين يشعرون بالفخر بالنتائج الايجابية التي يحققها مواطنهم، وأن عددا كبيرا منهم يحرص على متابعة سباقات الفورمولا 1 بسببه.
من جهته، توعد مدرب منتخبنا السابق ولاعب المنتخب الباكستاني محمد صالح منافسيه بالنيل منهم وخطف لقب البطولة التي تقام على أرضه وبين جماهيره.
وقال صالح، الذي يعد أحد اللاعبين البارزين على مستوى آسيا، إنه لن يفرط في الفرصة الذهبية التي تهيأت له بعد أن قامت باكستان باستضافة البطولة، موضحا أنه يرغب بشكل جدي في إحراز اللقب هذه المرة بعد أن فشل في تحقيقه في النسخة قبل الماضية حينما خسر أمام اللاعب الصيني جين لو في المباراة النهائية.
وأشار صالح إلى أنه استعد بشكل جدي للدخول في أجواء المنافسة من خلال المعسكر الذي انتظم فيه قبل نحو 3 أسابيع من موعد انطلاق البطولة، موضحا أن القيمين على الاتحاد الباكستاني يولون أهمية بنتائج منتخب بلادهم وإنهم عبروا عن هذا الأمر بصورة مباشرة، وقالوا للاعبين انه من غير المقبول ان يخرج كأس البطولة من حدود باكستان.
وتوقع صالح، الذي أشرف في فترة من الفترات على تدريبات منتخبات البحرين الوطنية للسنوكر، أن تشهد البطولة تنافسا كبيرا، موضحا أن غالبية الدول المشاركة تشارك بلاعبين بارزين وسيكون من الصعب جدا التغلب عليهم، لكنه قال كذلك انه سيستمد قوته من الجماهير الباكستانية التي ستحرص على متابعة اللقاءات التي سيخوضها.
العدد 1740 - الإثنين 11 يونيو 2007م الموافق 25 جمادى الأولى 1428هـ