قد يكون الفوز باللقب أمرا ليس صعبا، وهو وارد لكل الفرق وخصوصا تلك المعدة فنيا وبدنيا ونفسيا، ولكن الاحتفاظ باللقب قد يمر بمراحل صعبة تحتاج إلى التهيئة النفسية أولا، وابعاد الفريق عن الضغوط النفسية حتى يكون في حال تسمح له الاحتفاظ باللقب.
شاطئية الطائرة المتمثلة في منتخبنا (أ) والذي يضم النجمين صادق إبراهيم وقادر عبدالله، ومنتخبنا (ب) النجمين حسن عقيل وايمن هرونة، قد شاركا ابطالنا الفرسان والمحرق وبناء الأجسام بإضافة انجاز آخر إلى تلك الانجازات خلال يومي (الخميس والجمعة) باحتفاظ منتخبنا (أ) بلقب البطولة الشاطئية للطائرة. وما اسعدنا كثيرا وأكد علو كعب طائرة البحرين الشاطئية أن فرسي رهان النهائي كان بحرينيا صرفا، ما جعلنا نتابع النهائي بنفسٍ راضية وقانعة بالفريق الفائز أيا كان. وحدث ذلك في اليوم نفسه الذي حقق فيه المحرق انجازه الكبير بفوزه بكأس الأندية الآسيوية وتحقيق فرسان البحرين في القدرة العالمية المركز الثالث على رغم الظروف الصعبة التي واجهها الفرسان في تلك الملحمة العالمية.
وجاء انجاز الشاطئية للطائرة بعد يوم من انجاز الأبطال في بناء الأجسام، إذ حقق البطل حسين جاسم ذهبية (75 كجم) والبطل الواعد عباس مكي فضية (65 كجم) ليؤكدوا أنهم على الوعد الذي قطعوه على أنفسهم بتحقيق هذه الانجازات الرائعة.
هذه الانجازات التي تحققت في يومين واضاءت سماء المملكة لم تفت على ملك البلاد فعاجلها بالتكريم السريع، واصدر أوامره السامية بمنح هؤلاء الابطال وحدات سكنية نظير ما قدموه لبلادهم يوم أن رفعوا العلم الأحمر عاليا حين قال لهم الملك «أنتم مفخرة البحرين». جميعنا سعد لهذا التكريم العاجل والذي أكد حرص القيادة على تكريم كل من يحمل اسم البحرين في تلك المحافل عاليا ويقدم انجازاته عربون حبه للوطن، وهذا أسعد كل الابطال وأدخل في قلوبهم السعادة البالغة حتى جعلوه وساما على صدورهم واعتبروه أعظم وسام في مشوارهم الرياضي، وعاهدوا الملك أن يواصلوا على هذا المنوال لتحقيق المزيد من الانجازات.
ولكن ما حزّ في أنفسنا جميعا أن يحرم ابطال الشاطئية للطائرة من شرف لقاء ملك البلاد أولا والاستماع إلى كلماته المعنوية ثانيا ومن تكريمه كالأبطال الذين حققوا الانجازات الكبيرة باصطفافهم مع زملائهم في الألعاب الأخرى ليشهد لهم التاريخ بأنهم ساهموا في رفع اسم البحرين عاليا في المحفل الخليجي.
نأمل من الجهة المعنية التي رفعت الأسماء إلى الديوان الملكي أن تتدارك الأمور في لقاء آخر مع ابنائه هؤلاء الأبطال حتى يجبر خاطرهم المكسور.
ونحن على ثقة كبيرة في شخص عاهل البلاد بأن يبادر بنفسه وبلفتة أبوية لابنائه الأبطال ويقوم بتكريمهم، وهذا ما اعتدنا عليه من الملك تجاه هؤلاء الأبطال.
لا لتجنيس ريكو
أوردت الصحافة المحلية أخبارا تفيد بأن مهاجم المحرق المحترف البرازيلي ريكو على طريق التجنيس وحمل الجواز البحريني، وقريبا سيكون ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول في مرحلته المقبلة.
في الوقت الذي يؤكد فيه هؤلاء تجنيس ريكو، ينفي رئيس المحرق ونائبه علمه بهذا الخبر، وأكدا ان ريكو مازال برازيليا ولم يتم تجنيسه بعد.
مع تناقض الموقفين فنحن لنا رأي في هذا الصدد، فأولا لماذا تتم إثارة هذا الموضوع والمنتخب الوطني أمامه موقعة مهمة في مرحلة التصفيات الأخيرة لبلوغ نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا ونحتاج إلى تكاتف الجميع بعيدا عن تشتت الأفكار وابتعاد الذهنية عن التركيز، ما ينعكس بالسلب على نتيجة المنتخب الكروي في ظل افتقاده 4 من نجومه الأساسيين.
هذا الخبر سيدخل الصحافة بين الأخذ والرد بين موافق ومعارض وبالتالي يفقد المنتخب الوطني الدعم المعنوي من قبل الصحافة المحلية لمباراة استراليا في البحرين، والتي تعتبر منعطف طريق نحو تجديد الأمل نحو المنافسة على احدى البطاقتين المؤهلتين مباشرة إلى النهائيات في جنوب افريقيا، وبالتالي يحتاج المنتخب إلى الاستقرار المعنوي والنفسي في هذا الجانب.
نعود إلى النقطة المثارة وهي تجنيس ريكو، إذ نسأل لمذا يتم الترويج إلى تجنيسه، هل لخطورته الهجومية! وهل سيفيدنا مع المنتخب الوطني وليستفيد منه المحرق كبحريني ما يعطيهم الفرصة في جلب محترف آخر يتألق ويقدم العروض الجيدة ويؤكد خطورته ومستواه الفني الكبير حتى يصار مرة أخرى إلى تجنيسه بغرض حاجة منتخبنا الوطني لمثل هؤلاء والقائمة تطول!
إذا كان الهدف من تجنيس ريكو الاستفادة من مستواه الفني وموهبته التهديفية فما حال مهاجم البسيتين روبرت الذي هو الآخر يمتلك موهبة التهديف، وانا أجزم لو لعب هذا اللاعب في صفوف المحرق لحصل على لقب هداف الدوري مبكرا، فهذا يعني ان علينا تجنيسه بل علينا تجنيس حسونة الشيخ وربيع الصفوي؛ لأنهما ايضا من أفضل المحترفين في الدوري البحريني، وبالتالي لا نعطي الفرصة إلى ابن البحرين لكي يصول ويجول من أجل رفع سمعة البلد، ونحن لدينا العنصر البشري في هذا المجال ولكنهم يحتاجون إلى الصقل والفرصة لابراز موهبتهم ونجوميتهم المستقبلية.
ألم نعِ الدرس الكبير بعد تجنيس النيجيريين جون وفتاي وما بدر منهما من مشكلات كثيرة أحرجت المسئولين باتحاد الكرة الذين وقفوا مكتوفي الأيدي من دون أن يصدروا أي قرار ضدهم حتى احترفا في الخارج!
واليوم يفتح ملف آخر في تجنيس ريكو الذي جاء من البرازيل ملكة الكرة في العالم، والذي يأمل ويتشرف كل برازيلي أن يكون من ضمن فريقها العالمي بل يسعى إلى طرح اسمه بقوة إلى أن يكون محترفا في بقاع العالم وخصوصا أوروبا! ونسأل ألم يخطر ببال ريكو هذا الأمر ولماذا يصر على بقائه في البحرين والحصول على الجنسية البحرينية! وهل في ذلك الغيرة على وطن ليس بوطنه، وهل عندما تتأخر عنه مستحقاته المالية سيكون هو الحال لدى اللاعب المواطن المتسامح من أجل الوطن!
في الأخير، نطلقها صرخة مدوية ونقولها: لا لتجنيس ريكو؛ حتى لا تسقط كرتنا ويضعف دورينا بهذه الأمور، ويسقط معها المحرق بعدما كان متسيدا الفرق المحلية وشيخا للخليجية وبطلا للآسيوية وعندها لا ينفع الندم والحسرات!
أين المعلق الكروي من الوفد الاعلامي!
الوفد الاعلامي للقناة الرياضية الذي شارك المحرق أفراحه في لبنان، وغادر إلى هناك ليقدم وجبة اعلامية في رسالة يومية تابع من خلالها الجماهير هنا في البحرين اعداد المحرق قبل لقائه الحاسم والذي خرج من الأحمر بفوز كبير وبانجاز فريد أسعد كل البحرين.
ولكن الفرحة لم تتم بشكل أكبر خصوصا أن الوفد الاعلامي كان متكاملا ولكن كنا نأمل أن يرافق الوفد أحد المعلقين الرياضيين ممن كانوا مع الحدث دائما ولا أحدد أي اسم بل هناك الكثير من المعلقين كان على وزارة الاعلام عند اختيارها لوفدها الاعلامي أن تضم احد المعلقين، ولا نعتقد ان هذا المعلق سيثقل موازنة الوزارة بل سيجعل النجاح متكاملا. ونأمل في المستقبل ومثل هذه الظروف أن يكون المعلق له الدور بالمساهمة في تحقيق الانجازات بإذن الله.
العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ