رأى الرئيس التنفيذي لشركة البحرين للاتصالات (بتلكو) بيتر كالياروبولوس، أن وجود مزودين اثنين قويين للهاتف النقال في البحرين كاف جدا لتقديم خدمات اتصالات ممتازة بسبب صغر السوق البحرينية، وخصوصا في ظل نسبة النفاذ المرتفعة للشبكة.
وذكر أنه لن يكون بمقدور مشغل ثالث للجوال مواصلة العمل في سوق البحرين في ظل المنافسة الشرسة الحالية بين المزودين, وهما «بتلكو» وشركة «ام تي سي فودافون» البحرين التي بدأت العمل منذ نهاية العام 2003 وأنهت احتكار «بتلكو» لخدمة دامت أكثر من عقدين.
وأبلغ كالياروبولوس «الوسط» ردا على أسئلة «وفقا لمستويات النفاذ التي تبلغ بين 120 في المئة و150 في المئة طبقا للتقديرات المعتدلة، وبسبب صغر حجم السوق التي تخدم نحو 750 ألف شخص, فإن دخول أي مزود ثالث للهاتف النقال، سواء كانت تسهيلات أو مزودا حقيقيا لن يتسطيع بناء عمل متواصل في المستقبل».
وقال كالياروبولوس «أي مشغل ثالث محتمل يحتاج إلى نصيحة حقيقية بشأن حال العمل وأساسيات السوق المفترضة». وأضاف « التنافس بين مشغلين اثنين قويين وإصلاحات تنظيمية بناءة هي أكثر من فعالة لتقديم إضافة إلى المشتركين».
وشركة «بتلكو» مملوكة معظمها إلى الحكومة البحرينية بشكل مباشر وغير مباشر بعد أن باعت الشركة البريطانية «كيبل أند وايرلس» أسهمها في مطلع العام الجاري لترتفع بذلك نسبة الحكومة إلى 75 في المئة. ويتم تداول باقي أسهم الشركة في سوق البحرين للأوراق المالية.
وكان الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «ام تي سي فودافون» البحرين أحمد الشطي أبلغ «الوسط» أن النفاذ إلى الهاتف النقال في البحرين, حسب الدراسات, يبلغ بين 110 و130 في المئة، وأن هذه المسألة تحتاج إلى إعادة نظر، «وفي مثل هذه السوق يجب أن تكون هناك دراسة متأنية حتى لايتضرر المشغل الجديد والقديم، خصوصا أن سمعة البحرين في سوق الاتصالات جيدة».
وأضاف إن بعض التصاريح التي أصدرتها الهيئة التي تشرف على تنظيم الاتصالات في البحرين لم يتم تفعيلها حتى الآن «وأعتقد أن سوق البحرين لا تحتاج (إلى مشغل ثالث) غير أننا نرحب بالمنافسة».
كما كشف مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) ألن هورن أن سوق البحرين صغيرة ولا تحتمل مشغلا ثالثا للهاتف النقال بسبب وجود تقنية متقدمة يمكن أن تقدم خدمات اتصالات ممتازة عبر خدمة اللاسلكي ما يعطي المشتركين خيارات أوسع. وقال: «سأكون مندهشا لو تم طلب رخصة لمشغل ثالث».
ويرى محللون أن السماح لمزود ثالث بالعمل في هذه المملكة الصغيرة في الوقت الحالي قد يربك قطاع الاتصالات بدلا من أن يضيف إليه قوة ويزيد من التعقيدات الخاصة بالبنية التحتية للقطاع التي لاتزال تتحكم فيها «بتلكو» حتى الآن، وتسرع خروج شركات حصلت على رخص من الهيئة في وقت سابق من السوق.
ومن المنتظر أن تقرر الهيئة في نهاية شهر أغسطس/آب مدى إمكان الترخيص لمزود ثالث للهاتف الجوال بعد أن أجلت الهيئة القرار إلى حين الانتهاء من الدراسة الإستراتيجية لسوق الاتصالات.
وقال هورن إنه لا يعتقد أن السوق تشبعت بخدمات الاتصالات إذ لايزال هناك متسع لتقديم خدمات مختلفة.
كما ذكر أن التكنولوجيا تتقدم بسرعة، والآن يمكن عرض الكثير من التكنولوجيا بأقل الأسعار, وأن كلفة طرح الخدمات هي اليوم أقل من الأيام السابقة لأن التكنولوجيا تعني عرض المزيد من الخدمات، والحصول على عائد للمستثمرين في رقعة صغيرة من الأرض. لكن كالياروبولوس قال: «طبعا هناك الكثير من الطلبات الجديدة والخدمات يتم تطويرها للهاتف الجوال يوميا تقريبا، من ضمنها عمليات دفع فواتير الهاتف الجوال، وبناء خدمات آمنة للهاتف اللاسلكي، وكذلك الإدارة والكثير من الخدمات المتصلة بالتجارة والمعلومات والترفيه».
وأضاف «طرح هذه الخدمات يعتمد على الطلب، وأن معظم هذه الطلبات تقدم منذ مدة في السوق وأن المزيد آت في الطريق».
ويقول مطلعون إنه في ظل التقنية الحديثة فإن جهازا واحدا يمكن أن يقدم عدة خيارات للمستهلكين في آن واحد بحيث يمكنهم الحصول على خدمة واي فاي Wifi , والهاتف الجوال وبلوتوث (Bluetooth) أو الاتصال عن طريق «مينا تيليكوم» أو «ام تي سي» (MTC-Vodafone) أو «بتلكو».
ومنذ أن فتحت البحرين قطاع الاتصالات للمنافسة قدمت الهيئة أكثر من 100 رخصة إلى شركات مختلفة ولكن معظم هذه الشركات لا تزال دون المستوى المطلوب، ما عدا بعض الشركات من ضمنها «ام تي سي فودافون», وهي المنافس الرئيسي لـ «بتلكو».
ونظرا لصغر سوق البحرين بدأت الشركتان الرئيسيتان وهما «بتلكو» و»إم تي سي» التوسع إقليميا لتعويض النقص، والاستفادة من الخبرات التي لديها، وكذلك توظيف أموالها في الأسواق الناشئة مثل الأردن واليمن وبعض الدول الإفريقية.
فقد أعلنت الشركتان تملك حصص في شركات اتصالات، والاستحواذ على بعض الشركات تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات, بالإضافة إلى السعي إلى دخول سوق المملكة العربية السعودية والتي تعد من أكبر الأسواق في المنطقة، وتخدم نحو 23 مليون نسمة.
العدد 1773 - السبت 14 يوليو 2007م الموافق 28 جمادى الآخرة 1428هـ