العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ

نهر دجلة ملوث ومحرّم سنيا وشيعيا

«منذ أعوام ونحن نصطاد سمك «الشبوط» من نهر دجلة ونستفيد من المال الذي نجنيه في إطعام عائلاتنا. أما الآن، فنحن ممنوعون من الصيد بعد أن تم تحريمه»، يقول الصياد العراقي سعيد أبوخالد بأسى.

فتوى تحريم صيد السمك من نهر دجلة أصدرها أئمة السنة والشيعة بعد أن صرّح مسئولون حكوميون من وزارة البيئة أواخر شهر مايو/ أيار بأن نهر دجلة أصبح ملوّثا وأن مياهه باتت غير صالحة للشرب أو الاستعمال الشخصي.

ويضيف أبوخالد (49 عاما) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الناس لا يقبلون على شراء السمك الذي يصطادونه جرّاء خوفهم مما يسمعونه عن تلوث المياه، و»لكننا لا نملك أي طريقة أخرى لإطعام عائلاتنا».

النهر أصبح مصدر خطر على كل الصعد، فوفقا لتصاريح الشرطة المحلية تعرّض الكثير من الصيادين للاغتيال على أيدي مقاتلين وهم يحاولون الصيد في نهر دجلة. ففي منطقة الأعظمية التي تعتبر إحدى أهم مناطق الصيد، صرّح العقيد في الشرطة إياد جميل بأنه عثر في الشهرين الأخيرين على العديد من الجثث المرمية على ضفاف النهر، قُتل أصحابها وهم يحاولون الصيد، وبعضهم وجدوا داخل زوارق صيد وهم يحملون عدّة صيدهم.

وأضاف جميل «إننا ندعو الصيادين إلى توخي الحذر؛ لأنه بإصرارهم على الصيد يعرضون حياتهم للخطر. فنحن لا نستطيع حماية كل شخص يحاول الصيد، بالرغم من أننا ندين الاغتيالات التي ينفذها المقاتلون تماشيا مع الفتاوى التي أصدرها زعماؤهم الدينيون».

فتاوى ومنع

وعن هذه الفتاوى قال الشيخ عبدالله محمد، وهو زعيم ديني سني كان قد أصدر واحدة من هذه الفتاوى: «لقد ارتأينا إصدار الفتوى بعد أن أصرّ الناس على الصيد من النهر وشرب مياهه الملوثة».

وأكد الشيخ محمد للشبكة أن الأئمة علموا باعتماد الكثيرين على الصيد لتوفير لقمة عيشهم لكنه عزا فتوى تحريم الصيد إلى أن هدفهم هو إبعاد الناس عن المياه الملوثة ؛ليتقوا شر الجراثيم التي قد تصيبهم بأمراض قد تودي بحياتهم.

ووفقا للفحص الذي أجرته وزارة البيئة على مياه النهر، فقد تم العثور على عدد من الملوثات والبكتيريا في العينات المفحوصة، حيث صرح دريد عبد الستار، أحد البيولوجيين المسئولين عن هذا الفحص في وزارة البيئة، بأن الكثير من الجثث والنفايات الصناعية رميت في النهر الأشهر الأخيرة، وأن عددا من قنوات مياه الصرف الصحي تصب فيه.

وأشار إلى أن «مياه النهر غير آمنة وليست صالحة للشرب نهائيا كما أن الأسماك الموجودة فيه ربما تكون قد تعرضت هي الأخرى للتلوث».

كما أقر أحد الأطباء في مستشفى محلي بخطورة مياه النهر بعد أن تم التبليغ عن الكثير من حالات التسمم خصوصا بين الأطفال بعد أن شربوا منها أو تناولوا سمك «الشبوط».

العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً