نجح المنتخب السعودي لكرة القدم في استعادة هيبته في النهائيات الآسيوية وأكد من خلال وصوله إلى نصف النهائي أن ما تعرض له في البطولة السابقة في الصين كان مجرد كبوة جواد.
فقد عاد «الأخضر» للمنافسة في البطولة الحالية بأسماء جديدة ثبتت أقدامها في التشكيلة، وربما تستمر في صفوفه لسنوات عديدة كون متوسط أعمار اللاعبين لا يتجاوز الثانية والعشرين، ما يعني أن المستقبل ينتظر نجوم الكرة السعودية للإعداد جيدا لكأس العالم 2010.
ويعتبر المونديال المقبل هدفا استراتيجيا بالنسبة إلى الاتحاد السعودي للعبة إذ يهدف إلى مشاركة مثالية تختلف عن المشاركات السابقة في نهائيات كأس العالم أعوام 98 و2002 و2006، إذ يسعى إلى إعادة انجاز مونديال 1994 عندما تأهل المنتخب إلى الدور الثاني.
منح الاتحاد السعودي للمدرب الجديد البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس الصلاحيات الكاملة ببناء منتخب قوي يضم عناصر جديدة تدعم صفوفه في السنوات المقبلة، لا سيما أن فشل مواطنه ماركوس باكيتا عزز هذه النظرية بعد إخفاق «خليجي 18»، فضلا عن عدم الظهور بالمستوى المطلوب في نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006.
ورغم قصر الفترة التي فصلت بين مجيىء انجوس إلى السعودية وانطلاقة كأس أسيا، فإنه فاجأ الجميع باختيارأكثر من سبعة لاعبين جدد للعب في القائمة الأساسية بالإضافة إلى أن أغلب الاحتياطيين هم من الأسماء الجديدة أيضا.
ومن الممكن اعتبار المنتخب السعودي الحالي بأنه «كتيبة» انجوس ؛لأنه جازف في وقت ضيّق باختيار الجيل الجديد.
وقدّم المدرب للمرة الأولى حارسا أنسى الجمهور السعودي أخبار عودة حارس القرن في آسيا محمد الدعيع بعد كل إخفاق، إذ نجح في جعل ياسر المسيليم حارس النادي الأهلي واحدا من نجوم البطولة الآسيوية. ولم يخيّب المسيليم الظن به فقدم مستويات رائعة وساهم بدرجة كبيرة في وصول المنتخب إلى نصف النهائي.
وفي خط الدفاع، اختار أنجوس أسماء تشارك مع الأخضر للمرة الأولى في بطولة كبيرة مثل كأس أسيا فزج بثلاثة مدافعين في القائمة الأساسية هم: كامل الموسى ووليد عبد ربه وأسامة هوساوي، وأعاد أحمد البحري من جديد للمشاركة أساسيا بعد أن أبعد عن المنتخب في دورة الخليج الماضية.
وأثارت مشاركة خط كامل من خطوط المنتخب من دون عنصر الخبرة جدلا واسعا قبل البطولة ولكن خفت وطأة الانتقادات بعد بلوغ الدور الثاني لتعود ولو بخجل بعد مباراة أوزبكستان في ربع النهائي إذ أكد بعض النقاد أن الدفاع السعودي هو أضعف الخطوط ويفتقد لعامل الخبرة، ولكن أعضاء الجهازين الفني والإداري للمنتخب لديهم رأي آخر.
وفي الوسط، اختار أنجوس لاعبا احتياطيا في ناديه، ويلعب أصلا في خط مهاجم، وهو أحمد الموسى شقيق كامل الموسى، فأشركه أساسيا وسط استغراب الجميع حتى القريبون من المنتخب ولكن المدرب نجح في رهانه فقدّم أحمد الموسى مستويات رائعة في الدور الأول وشارك في جميع مبارياته أساسيا وسجّل هدفا رائعا في مرمى البحرين، وعندما شارك في الدقائق العشرين الأخيرة أمام أوزبكستان نجح في تعزيز النتيجة بتسجيله الهدف الثاني.
وأعاد أنجوس النجومية من جديد للاعب النادي الأهلي تيسير الجاسم الذي عاش أسوأ مراحله مع المنتخب تحت إشراف باكيتا بعد أن قدمه المدرب الأرجنتيني السابق غابرييل كالديرون في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006، وتألق الجاسم وسجل هدفين رائعين أمام البحرين، وكاد يسجل في مرمى أوزبكستان أكثر من مرة لولا سوء الطالع خصوصا في الكرة التي تلاعب فيها بثلاثة مدافعين داخل المنطقة ولكن الحارس الأوزبكي أفسد عليه هدفا جميلا.
وأبقى أنجوس على المحورين خالد عزيز وسعود كريري وهما من لاعبي الخبرة في الوسط، وقد شاركا إلى جانب عمر الغامدي الذي يعاني من إصابة في العديد من المناسبات مع المنتخب السعودي.
ولكن المدرب قدم في هذه البطولة نجما مهاريا على غرار اللاعبين الكبار في السعودية من أمثال محيسن الجمعان نجم حقبة الثمانينات الذي ساهم في الفوز باللقب العام 1984 وهو عبد الرحمن القحطاني فذكّر الجماهير بالجمعان لتشابه الأسلوب والانطلاقة والتسديد من خارج المنطقة.
وشكل عبد الرحمن القحطاني الذي تمت إعارته من الاتفاق إلى الاتحاد هذا الموسم ثقلا كبيرا في الوسط، وسجل هدفا في مرمى البحرين هو الأول له مع المنتخب، وصنع أكثر من فرصة لزملائه آخرها لياسر القحطاني الذي سجل الهدف الأول ضد أوزبكستان.
وفي الهجوم، احتفظ أنجوس بالنجمين ياسر القحطاني ومالك معاذ، وضم إليهما سعد الحارثي؛ ليكون بديلا ناجحا بدليل ما فعله عندما شارك في الدقائق الأخيرة أمام كوريا الجنوبية ثم تسجيله الهدف الحاسم في مرمى إندونيسيا الذي أهدى السعودية فوزا ثمينا في الثواني الأخيرة.
العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ