العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ

صقور آنجوس في مواجهة اليابان...وأسود الرافدين في موقعة مع المارد الكوري

مواجهتان عربيتان شرق آسيويتان في نصف نهائي آسيا

يخوض المنتخبان السعودي واليابان بطل الدورتين الماضيتين مواجهة من العيار الثقيل يمكن أن تطلق عليها تسمية «أم المعارك» الكروية اليوم الأربعاء في نصف نهائي كأس آسيا الرابعة عشرة الكرة القدم، الذي يشهد أيضا مواجهة مثيرة بين العراق وكوريا الجنوبية.

المنتخبان السعودي والياباني يحتكران ألقاب كأس آسيا في الدورات الست السابقة، ففاز به الأول أعوام 1984 و1988 و1996، والثاني أعوام 1992 و2000 و2004.

ويتضمن سجل منتخب كوريا الجنوبية لقبين أيضا في النسختين الأوليين عامي 1956 و1960.

وحده العراق من بين فرسان المربع الذهبي للبطولة الحالية الذي لم يتوّج بطلا، وكان أفضل إنجاز له فيها المركز الرابع العام 1976.

وفضلا عن السعي للوصول إلى المباراة النهائية وإحراز اللقب، فإن حسابات أخرى تدخل ضمن اهتمامات المنتخبات الأربعة، إذ إن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر أن يتأهل الثلاثة الأوائل في البطولة الحالية مباشرة إلى نهائيات الدورة المقبلة العام 2011.

ومن المتوقع أن تقام الدورة الخامسة عشرة في قطر ؛لأنها المرشحة الوحيدة للاستضافة بعد انسحاب إيران والهند، ولكن الاتحاد الآسيوي سيؤكد الخبر رسميا في اجتماعه في التاسع والعشرين من الشهر الجاري في جاكرتا.

وكانت منتخبات تايلند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا قد أعفيت من خوض تصفيات التأهل إلى البطولة الحالية بحكم احتضان كل بلد لمباريات مجموعته، فانحصرت المنافسة بالتالي على 12 بطاقة أخرى.

لقاء العمالقة

إنها من دون شك معركة كروية منتظرة بين منتخبين يعتبران الأفضل على الساحة الآسيوية منذ سنوات، وسيكون للفائز فيها حظ وافر في إحراز اللقب والانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز به برصيد أربع مرات.

وتحمل هذه المعركة في طياتها آثارا ثقيلة خصوصا بالنسبة إلى المنتخب السعودي الذي ذاق المرارة ثلاث مرات أمام نظيره، وينتظر بالتالي الفرصة المناسبة لرد اعتباره أمامه.

فالتقى المنتخبان السعودي والياباني في نهائيات كأس آسيا ثلاث مرات، الأولى في نهائي النسخة الحادية عشرة في هيروشيما حين فاز أصحاب الأرض 1-صفر محرزين لقبهم الأول في البطولة ومعلنين عن قوة كروية مهمة في طريقها إلى غزو القارة الآسيوية.

المواجهة السعودية اليابانية انتقلت هذه المرة إلى لبنان في النسخة الثانية عشرة العام 2000 حين وقع المنتخبان في مجموعة واحدة، وقدر لهما أن يلتقيا فيها في الجولة الأولى لكن النتيجة كانت ثقيلة على السعوديين الذين سقطوا 1/4.

وشكلت الخسارة صدمة داخل المعسكر السعودي، وكان مدرب «الأخضر» حينها التشيكي ميلان ماتشالا (مدرب البحرين حاليا) الضحية فأقيل فورا وأسندت القيادة الفنية إلى السعودي ناصر الجوهر.

المواجهة الثالثة كانت في لبنان أيضا وفي المباراة النهائية بالتحديد إذ تكررت المواجهة بين القطبين الكبيرين، وسنحت فرصة للمنتخب السعودي للتعويض عندما حصل على ركلة جزاء فشل مهاجمه حمزة إدريس في ترجمتها، فانتهت المباراة يابانية بهدف وحيد سجله شيجيوشي موتشيزوكي.

وأوقعت القرعة المنتخبين السعودي والياباني في مجموعة واحدة أيضا في التصفيات المؤهلة إلى هذه البطولة، ففاز الأول 1/صفر ذهابا، والثاني 3/1 إيابا.

الصورة مختلفة تماما الآن بعد التغييرات التي غيّرت وجه المنتخبين بشكل جذري،

فالمنتخب السعودي يخوض البطولة الحالية بتشكيلة جديدة تماما لا تضم أي لاعب من المنتخب الذي خاض نهائيات لبنان، بينما بقي بعض عناصر الخبرة في المنتخب الياباني من الذين شاركوا قبل سبعة أعوام وأبرزهم الحارس يوشيكاتسو كاواغوشي والخطيرين شونسوكي ناكامورا وناهيرو تاكاهارا.

ويقود السعودية في هذه البطولة مدرب برازيلي اثبت كفاءته حتى الآن هو هيليو سيزار دوس أنجوس، واليابان المدرب البوسني ايفيكا أوسيم.

ويتحمّل المدربان عبئا ثقيلا، فانجوس هو البرازيلي الثالث الذي يشرف على تدريب السعودي في النهائيات الآسيوية بعد كارلوس البرتو باريرا الذي قاده إلى اللقب العام 1988، ونيلسون مارتينيز العام 1992، بينما أوسيم مطالب بتكرار إنجاز الهولندي يوهان أوفت (1992) والفرنسي فيليب تروسييه (2000) والبرازيلي زيكو (2004).

ولن ينسى السعوديون أيضا أن اللقب الياباني الأول العام 1992 قطع الطريق أمامه لفرض سطوتهم على الكرة الآسيوية كان يمكن ان تمتد لسنوات طويلة إذ كانوا يسعون إلى إحراز اللقب الثالث على التوالي قبل أن يتعثروا في الخطوة الأخيرة.

وما بين خسارة النهائي أمام اليابان عامي 1992 و2000، كان «الأخضر» يؤكد أنه بات منافسا دائما على الألقاب الآسيوية حين أحرز الكأس للمرة الثالثة العام 1996 في أبو ظبي متغلبا على الإمارات 4/2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر/صفر.

قدم المنتخبان عروضا جيدة حتى الآن لكنها كانت متفاوتة بين مباراة وأخرى، فبدأ الياباني بطيئا بتعادله مع قطر 1/1، قبل ان يرفع أوسيم الصوت مبكرا في وجه لاعبين قائلا لهم: «لا أريد هواة داخل الملعب»، فانتفضوا وحققوا فوزين على الإمارات وفيتنام، قبل أن يتخطوا استراليا التي رشحها الجميع لإحراز اللقب في مشاركتها الأولى في البطولة الآسيوية وذلك بركلات الترجيح 4/3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1/1.

ويتميز المنتخب الياباني بقدرته على السيطرة على الكرة وتمرير الكرة أكبر قدر ممكن بين لاعبيه ثم الانطلاق بالهجمات السريعة وتمرير الكرات بعرض الملعب من الجهتين اليمنى واليسرى.

انجوس اعتبر أن المباراة ضد اليابان: «ستكون صعبة جدا، مضيفا «فلديها أسلوب مختلف ولاعبوها يملكون إمكانات عالية ويمتازون بالسرعة، فنحن نحترمهم كثيرا لكننا لا نخاف منهم».

من جهته، سار أداء المنتخب السعودي في خط تصاعدي، فالبداية كانت مقبولة بتعادل مع كوريا الجنوبية، قبل أن يقتنص فوزا ثمينا من إندونيسيا على أرضها، ثم كشف لاعبوه إمكاناتهم بفوز كبير على البحرين بأربعة أهداف نظيفة، وكانت المباراة مع أوزبكستان المعروفة بقوة لاعبيها البدنية محطة مهمة للسعوديين لإظهار موهبتهم في التمرير وتبادل الكرات وسهولة صناعتهم للهجمات أمام المرمى.

تميّز السعوديون بسرعتهم في الهجمات المرتدة وبقوة خط وسطهم، لكن بانت ثغرات في خط الدفاع ضد أوزبكستان خصوصا في الكرات العرضية، فضلا عن إهدارهم عددا كبيرا من الفرص.

وإذا كان تاكاهارا وناوهيرو وايندو مصدر الخطورة عند اليابانيين، فإن ياسر القحاني ومالك معاذ وعبد الرحمن القحطاني وتيسير الجاسم وأحمد الموسى ورفاقهم اثبتوا علو كعبهم في البطولة حتى الآن.

وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب الياباني سيخوض المباراة في هانوي حيث كان مقره منذ انطلاق البطولة، بينما تحمّل المنتخب السعودي مشقة السفر من جاكرتا أمس، فضلا عن أن برنامج المباريات منح اليابانيين يوما إضافيا من الراحة اذ خاضوا مباراتهم في ربع النهائي السبت، بينما كانت مباراة السعودية وأوزبكستان في اليوم التالي.

المواجهة الأولى من نوعها

العراق ممثل العرب الثاني في نصف النهائي يسعى إلى تحقيق إنجاز تاريخي بالفوز على كوريا الجنوبية والوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، إذ إنه سقط في المحاولة الماضية العام 1976 أمام الكويت 2/3 قبل أن يحل رابعا في أفضل نتيجة له في البطولة حتى الآن.

لفت العراق الأنظار في مبارياته الأربع حتى الآن واستحق بلوغ نصف النهائي قياسا على أدائه الجيّد وروح لاعبيه القتالية وفنياتهم العالية خصوصا قائده وهدّافه يونس محمود ونشأت أكرم وهوار محمد.

ميزة المنتخب العراقي أنه لا يخشى مواجهة المنتخبات القوية، وخير دليل على ذلك فوزه الصريح على نظيره الاسترالي 3/1 في الدور الأول في أهم اختبار له في البطولة.

ويدرك البرازيلي جورفان فييرا الذي تولى تدريب منتخب العراق لمدة شهرين لقيادته في البطولة أن ما حققه فريقه حتى الآن يعتبر إنجازا، لكنه يبدو مصمما على متابعة المشوار والوصول إلى النهائي على الأقل.

معنويات لاعبي المنتخب العراقي مرتفعة جدا خصوصا أنهم يعتبرون أن كل نجاح لهم يشكل فرحة للشعب العراقي الذي يمر في محنة صعبة، ما يدفعهم إلى تقديم المزيد.

وعانى المنتخب العراقي أيضا من عبء السفر من فيتنام إلى كوالالمبور لمواجهة الكوريين، ووصل إليها على دفعتين بسبب صعوبات في وسائل النقل.

يونس محمود رفع سقف التحدّي بقوله: «مباراتنا أمام كوريا الجنوبية ستكون مباراة للعمر، ومباراة تاريخية ونريدها أن تكون انعطافة بارزة في مشوار الكرة العراقية على الصعيد القاري».

وتابع: «لنا شرف كبير أن ندافع في المواجهة المقبلة عن الانتصار الذي تحقق ببلوغنا نصف النهائي لنكون من بين أفضل أربعة منتخبات على الصعيد الآسيوي، فنحن نسعى لمواصلة رحلة تحقيق الحلم الأكبر باتجاه المباراة النهائية».

وقد تلقى فييرا أنباء سارة من الجهاز الطبي للمنتخب العراقي عن إمكانية مشاركة لاعب الوسط صالح سدير (25 عاما) بعد تعرضه إلى إصابة في ركبته ضد استراليا.

وقال فييرا: «أنا سعيد لسماع ذلك ؛لأننا قد نستفيد من إمكاناته في نصف النهائي حتى وإن لم يشارك أساسيا»، مضيفا: «انه من اللاعبين المهمين في المنتخب ويعرف جيدا الطريقة التي نريد اعتمادها، فجهوزيته قد تسهل المهمة علي من الناحية التكتيكية».

وعتب فييرا على لاعبيه رغم الفوز على فيتنام بقوله: «على الرغم من الفوز وبلوغنا الدور نصف النهائي فانا لست راضيا عن أداء المنتخب ويتوجّب علينا اللعب بطريقة أفضل إذا ما أردنا بلوغ الدور النهائي»، معتبرا أن أداء اللاعبين «تميز بالأنانية».

في المقابل، يسعى الكوريون إلى إعادة اللقب إلى سيئول للمرة الأولى منذ 47 عاما، إذ أنهم فشلوا منذ فوزهم باللقبين الأولين في إعادة الوصل مع الكأس، مع أنهم خسروا في المباراة النهائية ثلاث مرات في أعوام 1972 أمام إيران، و1980 أمام الكويت، و1988 أمام السعودية.

تحسن مستوى المنتخب الكوري الذي يقوده الهولندي بيم فيربيك ويتميز بتنظيم جيّد خصوصا في خطي الوسط والدفاع، لكنه لايزال يفتقد الفعالية الهجومية رغم وجود المهاجمين لي غونغ دوك ويوم كي هون ولي تشون سو.

ولم يسجل الكوريون سوى ثلاثة أهداف في أربع مباريات حتى الآن، وجاءت بواقع هدف في كل مباراة في الدور الأول، في حين انتهت مواجهتهم مع الإيرانيين في ربع النهائي بالتعادل السلبي قبل ان تحسم بركلات الترجيح 4/2.

ويضم المنتخب الكوري حارسا ممتازا هو المخضرم لي وون جاي الذي صد ركلتي ترجيح للإيرانيين مهدي مهداوي ورسول خطيبي.

فيربيك أعلن مرارا انه هدفه: «الوصول إلى النهائي وإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 47 عاما»، معترفا بوجود مشكلة في خط الهجوم تحول دون تسجيل لاعبيه عددا أكبر من الأهداف.

العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً