سمحت الكويت للدينار الكويتي بالارتفاع نحو 1.7 في المئة أمام الدولار المتدهور أمس (الأربعاء)؛ ما شجع المستثمرين على المراهنة على قيام منتجي نفط خليجيين آخرين بإعادة النظر في ربط أسعار صرف عملاتهم بالدولار.

وصعد الدينار الكويتي إلى أعلى مستوياته في 18 عاما في حين ارتفع الريال السعودي والدرهم الاماراتي بعدما تفاجأت السوق بحجم ثالث رفع لقيمة العملة الكويتية فيما يزيد قليلا على شهرين.

وقال خبير إفريقيا والشرق الأوسط لدى «كاليون كريدي أجريكول» في باريس، كوسيلاس ماميس: «تبحث الاسواق عن البلد الذي يرجح أن يكون التالي».

وقال البنك المركزي إنه سيجري تداول الدينار الكويتي بسعر 0.28200 دينار كويتي للدولار وسيشتري البنك الدولار بسعر 0.28195 دينار كويتي ويبيعه بسعر 0.28205 دينار كويتي. كان السعر السابق للعملة الكويتية هو 0.28690 دينار كويتي للدولار.

وقال مدير الخزانة لدى بنك الامارات الدولي في دبي روهيت كديا: «لم يعد الدينار الكويتي عملة مقدرة بأقل من قيمتها. الكويت انتهت الآن والانتباه يتحول إلى الدرهم».

وسجل الدرهم 3.6716 مقابل الدولار بارتفاع طفيف عن مستواه قبل الاعلان. وارتفع الريال السعودي إلى 3.7495 من 3.7505 -3.7506.

وقال نائب الرئيس التنفيذي في مصرف عمان المركزي محمد ناصر أمس إن «سلطنة عمان ترى في تراجع الدولار مرحلة عابرة مستبعدا» رفع قيمة الريال.

وأوقعت الكويت مشروع العملة الخليجية في أزمة في 20 مايو/ أيار الماضي عندما تخلت عن ربط عملتها بالدولار وتبنت سلة عملات قائلة إن ضعف العملة الاميركية يؤجج التضخم بجعله الواردات أكثر كلفة. وارتفعت عملة الكويت - رابع أكبر مصدر للنفط في الشرق الاوسط - نحو 2.5 في المئة منذ 19 مايو الماضي.

وقال الاقتصادي في مصرف إتش. إس. بي. سي في دبي سايمون وليامز: «اذا نظرنا الى حجم هبوط الدولار خلال العام الماضي أو نحو ذلك فسنجد أن التعديلات اتاحت للكويت استرداد جزء صغير مما فقدته».

وهبط الدولار صباح أمس الى أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر أمام الين وسط مخاوف من اضطراب سوق الائتمان الاميركية وضعف قطاع الاسكان بالولايات المتحدة.

وفي وقت سابق من هذا الاسبوع بلغ أدنى مستوى على الاطلاق مقابل اليورو وهوى إلى أقل مستوى في 15 عاما أمام سلة من 6 عملات رئيسية.

ورفض المصرف المركزي الكويتي الكشف عن تكوين سلة العملات، مكتفيا بالقول إنها تتكون من عملات تستخدمها الكويت في الاستيراد والاستثمار وإن الدولار أحد المكونات الرئيسية للسلة.

وقبل خطوة اليوم تكهن ستاندرد تشاترد بنك بأن العملة الاميركية تمثل نحو 70 في المئة من السلة. وقال خبير اقتصاد المنطقة في «ستاندرد تشارترد» ستيف برايس: «يعني هذا أن تمثيل الدولار بنسبة 70 في المئة من السلة كبير جدا أو أنهم يريدون ارتفاع الدينار الكويتي مقابل عملات رئيسية لانهم قلقون بشأن ضغوط تضخمية».

وبلغ معدل التضخم في الكويت 5.15 في المئة بنهاية مارس الماضي وفقا لأحدث البيانات المتاحة. وبحسب كاليون، إن زهاء 38 في المئة من واردات الكويت تأتي من منطقة اليورو مقارنة بـ 39 في المئة للإمارات و51 في المئة لقطر. وحملت الصحف الكويتية سلسلة من التقارير أمس عن تأثير تراجع الدولار على التضخم. وجاء التقرير الاقتصادي الرئيسي في صحيفة «القبس» الكويتية بعنوان «مواطنو الخليج و(أوبك) خسروا ربع قدراتهم الشرائية» وركز على ضعف الدولار.

عمان تستبعد رفع قيمة عملتها

قال القائم باعمال محافظ المصرف المركزي العماني، محمد ناصر أمس (الاربعاء) إن سلطنة عمان لاتنوي رفع قيمة عملتها لان انخفاض الدولار مرحلة عابرة.

وقال ناصر لـ (رويترز) «لاننوي عمل أي شيء».

وأضاف «نحن مرتاحون لسعر الصرف. انها مرحلة عابرة (للدولار) وسينتعش».

وسمحت الكويت أمس للدينار بالارتفاع نحو 1.7 في المئة أمام الدولار، ما جدد التكهنات في السوق بأن هبوط العملة الأميركية قد يدفع دولا خليجية أخرى إلى إعادة النظر في ربط عملاتها بالدولار.