حقق المنتخب الوطني فوزا ثمينا على المنتخب البرازيل في افتتاح بطولة كأس العالم للناشئين، وجاء الفوز القيصيري لمنتخبنا الوطني بعد مباراة مارثونية إنتهت بنتيجة (29-28)، في الوقت الذي إنتهى فيه برازيليا بفارق 6 بنتيجة (18-12)، واقيمت المباراة على صالة بيت التمويل الخليجي بحضور جماهيري متوسط العدد كان مؤملا أن يكون أكبر من الذي حضر بكثير، ولكن القلة اللذين آزروا المنتخب بقيادة رئيس رابطة نادي الرفاع إبراهيم علي أدت الواجب كاملا.
ولم يكن أشد المتفائلين الذين تابعوا شوط المباراة الأول يتوقعون أن ينهي المنتخب المباراة بهذه النتيجة، وذلك قياسا بالأداء المتواضع الذي ظهر به المنتخب في الشوط الأول والذي بان بأنه حمل وديع لا يقوى على مجاراة القوة البرازيلية الكبيرة، ولكن الشوط الثاني ظهر لاعبو المنتخب أشبه بأسود شرسة دافعت بكل ما لديها من قوة عن الشباك الذي تألق فيها وبكل أمانة الحارس محمد عباس الذي كان أحد نجوم المباراة الكبار، وإذا كان المنتخب دافع بقوة عن الشباك فإنه ضرب بقوة على الشباك البرازيلية من أيدي أحمد عباس وياسر الملاح وعلي ميرزا بالإضافة إلى حسين الصياد وعلي حسين الذين تناوبوا على التألق في الشوط الثاني بالتحديد في الوقت الذي كان فيه ياسر الملاح نجم الشوط الأول بالنسبة لمنتخبنا الوطني من دون منازع.
وأحسن مدرب منتخبنا الوطني التشيكي بيتر سول قراءة المنتخب البرازيلي في الشوط الثاني، بعد أن وصل إلى قناعة بأن طريقة الـ 3/2/1 التي لعب بها في الشوط الأول ليست مجدية لوقف الخط الخلفي البرازيلي القوي، ولذلك حينما غيّر الأسلوب الدفاعي إلى 4/0/2 نجح في تكبيل هذه القوة والحد من خطورتها بدليل أن البرازيل التي سجلت 18 هدفا في الشوط الأول سجلت 10 أهداف فقط في الشوط الثاني، وفي النهاية لا يمكننا إلا القول أن جل لاعبي المنتخب كانوا نجوما في المباراة وأكدوا بأنهم على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم قي حمل العلم البحريني للأدوار المتقدمة.
وبالعودة لأجواء المباراة فقد بدأ المنتخب الوطني المباراة بتشكيلة مكونة من محمد عبد الحسين في الحراسة بالإضافة إلى أمين الدعام وحسن شهاب وعلي ميرزا وأكبر المرزوق ومحمد المقابي وكذلك علي حسين، ولعب في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم أكبر المرزوق، فيما المنتخب البرازيلي لعب بطريقة 3/2/1 للضغط على الخط الخلفي في منتخبنا الوطني، وبدا التسرع واضحا على أداء المنتخب خلال الدقائق الأولى من بين يديه، بالإضافة إلى أكثر من فرصة سانحة لافتتاح التسجيل، إلا أنه كان موفقا في الدفاع، والبرازيل أفتتحت التسجيل في المباراة في الدقيقة 4 عبر لاعب الخط الخلفي سوزرا، وسجل أول محمد المقابي في الدقيقة 6 أول هدف في تاريخ البحرين في بطولة كأس العالم للناشئين، والبرازيل تقدمت في النتيجة مع الدقيقة (4-1) مستفيدة من الأخطاء الهجومية التي وقعها فيها المنتخب كسوء التمرير والاستلام بالإضافة إلى الضعف الواضح في الدفاع جهة أمين الدعام وحسن شهاب في الجهة اليمنى من دفاع المنتخب على الدائرة بدليل أن لاعب الجناح الأيسر في البرازيل ألفيس سجل 3 أهداف من الأهداف الخمسة التي تقدم فيها البرازيل مع الدقيقة 10 (5-2).
وبادر مدرب منتخبنا الوطني التشيكي بيتر سول بعد ذلك بإشراك محمد المقابي بدلا من أمين الدعام لسد الثغرة الدفاعية بالإضافة إلى تنشيط الجانب الهجومي في المنتخب، وأشرك ياسر الملاح بدلا من السلاطنة في الخط الخلفي لإيجاد مزيد من الحلول الهجومية خصوصا أن الأخير يمتاز بالتصويب والإختراق، وبالفعل تحسنت الوضعية الهجومية للمنتخب على العكس من الدفاع الذي أنشكف في عمقه بعد أن ركز البرازيليين على التصويب من الخط الخلفي عبر مورالي والتسقيط على لاعب الدائرة، وصارت النتيجة مع الدقيقة 14 (8-5) مع العلم أن 3 من أهداف المنتخب جاءت من رمية 6 امتار، ثم (11-6) في الدقيقة 18، ولم يجد بيتر سول حلا للخط الخلفي البرازيلي الذي واصل التسجيل من الخط في أهداف يتحمل مسئوليتها نوعا ما الحارس محمد عبد الحسين خصوصا وأن التصويبات من قرابة العشر أمتار الأمر الذي دعا سول في نهاية المطاف لاستبداله بمحمد عباس، وتألق ياسر الملاح الدقائق التي شارك فيها منذ بداية الثلث الثالث في التصويب المركز من الخط الخلفي.
وفي الدقيقة 20 خرج البرازيلي بيريلا للإيقاف، ونجح المنتخب في تقليص الفارق إلى 5 أهداف (13-8) في الدقيقة 22 لولا التسرع وإضاعة الفرص خصوصا علي ميرزا الذي أضاع رمية 6 أمتار لتقلص الفارق أكثر، ولم تستمر صحوة منتخبنا الوطني وأعاد البارزيليين الفارق إلى 6 أهداف (15-9) في الدقيقة 26 مستغلا سوء حالة المنتخب في الهجوم المتركز على فرديات ثلاثي الخط الخلفي، ولم يكن علي حسين موفقا بتاتا، وإنتهى الشوط الأول بعد ذلك بنتيجة (18-12).
وفي الشوط الثاني، لعب المنتخب بطريقة 4/0/2 لمراقبة جيولومرس بالإضافة إلى أفضل لاعبي المنتخب البرازيلي سوزا، وشارك أحمد عباس في الهجوم لتنشيط الخط الخلفي، ولكن ذلك لم يمنع البرازيل من رفع الفارق إلى 7 أهداف مع الدقيقة 6 (21-14)، وساعدها في ذلك نقص المنتخب بإيقاف حسام مدن في الدقيقة 4، وقدم بعد ذلك منتخبنا الوطني أفضل 5 دقائق له في المباراة، وتألق الحاس محمد عباس بالإضافة إلى علي ميرزا في الهجوم ونجح في تقليص الفارق إلى 4 أهداف (22-18) في الدقيقة 10 ونجح في الحد من خطورة الهجوم البرازيلي المميز، وتوقف تقدم المنتخب لإيقاف تميم عبد الله إلا أنه حافظ على الفارق بسبب الروح القتالية العالية التي بدا عليها لاعبو المنتخب، ويؤخذ على طاقم المباراة اللتواني تساهله مع الخشونة البرازيلية وتغاضيه عن بعض الأخطاء التي وقع فيها البرازيليون، ومع اكتمال صفوف المنتخب عاد ليفرض أفضليته في المباراة وقلص الفارق إلى 3 أهداف (23-20) في الدقيقة 15 ثم (24-21).
وواصل المنتخب تألقه وقلص الفارق إلى هدفين (24-22) في الدقيقة 18 في دقائق تألق فيها علي حسين بالدرجة الأولى، ولعل سر انتفاضة المنتخب دخول تميم عبد الله للمباراة وبان تأثيره في الدفاع والهجوم على حد سواء، وسجل المقابي هدف التقليص إلى هدف واحد ثم الصياد سجل هدف التعادل (24-24) في الدقيقة 19؛ لتعود المباراة لنقطة البداية، واستغل المنتخب نقص البرازيل خير استغلال، وصارت المباراة بعد ذلك متكافئة البرازيل تسجل ومنتخبنا بعادل النتيجة وفي الدقيقة 22 وكانت النتيجة (26-26) وحصل المنتخب على فرصتين للتقدم ولكنها أضاعها ويحسب لمحمد عباس تألقه الملفت في الدقائق الماضية، حتى رمية 6 أمتار التي تحصل عليها المنتخب أضاعها المقابي بكل غرابة، قبل أن يفك أمين الدعام الإرتباط بهدف التقدم في الدقيقة 26 (28-27)، ولكنه سرعان ما ترك المقدمة للبرازيل نتيجة أخطاء فردية واضحة للاعبي المنتخب؛ لتصبح النتيجة في الدقيقة 27 (28-27)، وحصل المنتخب على رمية 6 أمتار في الدقيقة 29 سجل منها علي حسين هدف التعادل، ولعب البرازيل في آخر الدقائق ناقص العدد، واستطاع المنتخب حرمان البرازيل من التسجيل وحصل على الكرة وباقي من الزمن 15 ثانية طلب حينها المدرب وقتا مستقطعا وحسمها أحمد عباس في آخر 5 ثوان لمصلحة المنتخب الوطني (29-28).أول
العدد 1785 - الخميس 26 يوليو 2007م الموافق 11 رجب 1428هـ