العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ

4 أخطاء تودي بحياة الطفل «علي»

توفي الطفل علي عدنان بعد أربعة أخطاء طبية أبطالها (بحسب الأم) عدد من الاستشاريين بمجمع السلمانية الطبي.

واختار علي إنهاء مسلسل الأخطاء، والانتقال إلى جوار ربه في الساعة الرابعة من فجر يوم أمس (الإثنين).

وقالت أم علي إنها تلقت أمس اتصالا من «السلمانية» يطلب منها المجيء لأن حالة ابنها حرجة للغاية، بعد أن كانوا قد أبلغوها مساء أمس الأول (الأحد) أن سبعة أجهزة في جسم ولدها لا تعمل، وأن الساعات المقبلة ستحدد ما إذا كان سيبقى على قيد الحياة أم لا.


الأم حملته من المشرحة إلى المقبرة

وفاة الطفل «علي» بعد 4 أخطاء طبية في «السلمانية»

الوسط - علي الموسوي

3 مرات توقف فيها نبض قلب الطفل علي عدنان ذي الثلاثة أشهر، بسبب أخطاء طبية ارتكبها عدد من الاستشاريين في مجمع السلمانية، لكن الخطأ الرابع كان الفيصل في بقائه على قيد الحياة أو موته، واختار علي إنهاء مسلسل الأخطاء التي يرتكبونها في علاجه وإنقاذ حياته، على أن يكون «فأر تجارب» في يد هذا الاستشاري أو ذاك، وينتقل إلى جوار ربه في الساعة الرابعة من فجر أمس (الإثنين)، وذلك بعد أن قال الأطباء لأم الطفل أمينة التتان إن سبعة أجهزة في جسم علي لا تعمل، منها جهاز المناعة، وذلك ما سبب دخول جرثومة في صدره أثناء علاجه أول مرة في قسم الطوارئ. وأن الساعات القادمة ستحدد ما إذا كان علي سيعيش أم لا، وكان الموت أقرب من الحياة بعد ساعات من كلام الأطباء للأم.

علي عدنان الذي نشرت «الوسط» قصص الأخطاء الطبية المرتكبة في علاجه من خلال خبرين، الثاني منهما كان أمس الأول (السبت) بعد أن اتصلت والدته باكية تقول «إن أحد الأطباء أعطى طفلي دواء دهور صحته، ولا أدري أين يكمن السبب، في كيفية إعطاء الدواء أم كميته؟»، وسبقه الخبر الأول الذي عرض حالته الصحية والانتكاسة التي تعرض لها بعد أن أعطاه أحد الأطباء في الطوارئ جلستي بخار كادت أن تؤدي بحياته.

الأم في اتصالها بـ «الوسط» صباح أمس وتحديدا عند الساعة (8:38 ) أول كلمة نطقت بها: «لقد قتلوا ولدي، قتلوا علي عباس»، ذلك ما كانوا ينادونه به «علي عباس»، وقالت في طيات كلامها الممزوج بدموع الحسرة على فقد فلذة كبدها: «ولدي أمانة وقد اختاره الله، لكن إلى متى سيستمر مسلسل الأخطاء الطبية في مستشفى السلمانية؟، وما هو مصير أطفالنا الذي سيأتون إلى الدنيا؟ هل سيقتلون كما قُتل ولدي؟».

تقول الأم: «حملت طفلي من المشرحة إلى المقبرة، ضممته إلى صدري وتزودت منه لأعوض الأيام الماضية التي لم أستطع أن أحضنه فيها، قبل أن يوضع في قبره، الذي سيكون أوسع من كل أجنحة السلمانية، وسيبقى في عناية خالقه، والتي هي أرحم من كل أطباء المستشفى». وواصلت: «لم أشأ إزعاج أي أحد ساعة وفاة طفلي، حتى أنتم يا صحيفة الوسط، حبست الحزن في صدري وعدت إلى المنزل لأجهّز أبنائي وأرسلهم إلى المدرسة حتى لا يشعروا بوفاة أخيهم (...)».

وتابعت: «أحمل مسئولية وفاة طفلي إلى كل المسئولين الذين سمعوا بخبره ولم يحركوا ساكنا، ولم يتعبوا أنفسهم حتى بالمجيء لمتابعة حالته (...).

وتسأل الأم: «ما هو الجواب الذي أقوله لأخوانه الذين لم يهدءوا وهم يسألون عنه طوال فترة تواجده في المستشفى؟، ويقولون أين أخونا علي كي نلعب معه ونعلمه كيف يمشي، أم كيف أنقل الخبر إلى جده وأخواله؟ (...)». وعلى الرغم من الألم الذي يكتنفها بوفاة «علي»، إلا أنها كانت دائما وحتى قبل وفاته، تردد باستمرار: «أشكر كل من وقف بجانبي، وكل من تعاطف مع ابني في حالته، وكل من توسل إلى الله لشفاء طفلي». وأكدت الأم: «صحيح أن هناك لجنة طبية شُكلت صباح يوم أمس الأول، لكنهم كانوا منشغلين بتبرير الأخطاء تارة، وأخرى بالتهرب منها، ومحاولة إقناعي أن الوضع الصحي الذي كان عليه ابني صعبا» وأضافت: «ذلك ما كانوا منشغلين به، بدلا من البحث عن العلاج لإنقاذ ابني من الوضع الصحي الحرج الذي كان فيه»

العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:32 ص

      بشرى

      من الاهمال وكسب المعرفة الكافية الله يلهمه الصبروسلوان

اقرأ ايضاً