انتهت بطولة كأس العالم الثانية للناشئين لكرة اليد حديثا بعد 10 أيام من العمل الشاق وأشهر قبلها من التحضير والتنظيم، فلقد كانت الشغل الشاغل لاتحاد اللعبة بالإضافة إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي ساهمت مساهمة كبيرة في كل شيء بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد، وخرجت البحرين بعد ذلك من هذه المعمعة بشهادة الجميع منتصرة سواء على مستوى التنظيم أو حتى على مستوى نتائج منتخبنا الوطني الذي شارك في البطولة، وهذه الحقيقة لن أكون مبالغا أو قاسيا إذا قلت أنها لم تكن متوقعة قياسا بفترة التحضيرات.
وعلى مستوى منتخبنا الوطني والنتائج التي حققها في البطولة فإنها تصنف تحت مصطلح الإنجاز بأن تكون هذه المملكة الصغيرة بين أفضل 8 منتخبات في العالم على مستوى كرة اليد، وفي الحقيقة فإن المنتخب حقق إنجازين في البطولة، الإنجاز الأول، جمع 6 نقاط في الدور التمهيدي الأول، الإنجاز الثاني، تحقيق الفوز التاريخي والمدوي على الدنمارك ذلك الفوز الذي أزعج وهز القارة العجوز. ويبقى أن الهدف الذي رسمه الاتحاد لهذا المنتخب تحقق منذ المرحلة الأولى للبطولة وهو التأهل للدور الثاني، وأما الحلم والهدف الثاني الذي تولد لدى المسئولين والجماهير أثناء البطولة فلم يتحقق وكل العذر للاعبي المنتخب في ذلك.
ويجب أن يأخذ المسئولون عن الرياضة في البحرين الدروس والعبر من مشاركة المنتخب في البطولة، والعوائق التي صاحبته قبل وأثناء البطولة، ولعل أبرز عائق أمام لاعبي المنتخب في البطولة هو قلة المشاركات في المباريات الرسمية الدولية، ووضح ذلك جليا خلال الدور الثاني تحديدا، واللافت أن كل لاعب في المنتخب رصيده من المباريات الدولية لا يتعدى الست مباريات على العكس تماما من بقية المنتخبات، ثم أن هذا النقص كان يجب أن يعوض بمعسكر على مستوى عال طيلة الفترة الماضية إلا أن الإعداد والكل يعرف ظروفه لم يكن في المستوى، وفي النهاية يجب ألا ينسينا إنجاز المنتخب السلبيات والأخطاء التي صاحبت مشاركاته في البطولة.
وبالنسبة إلى التنظيم، فإنه كان وبحسب الإمكانات المادية والبشرية في المستوى المطلوب، بدليل شهادة المسئولين في الاتحاد الدولي، لم نتوقع أن يظهر التنظيم بهذه الصورة الجميلة، ولا يمكن قياس البحرين وخبرتها في مجال التنظيم بأي من البلدان الأخرى، فعلى مستوى كرة اليد تحديدا نظمت البحرين خلال العشر سنوات الماضية بطولتين، الأولى في العام 1998 وهي بطولة كأس آسيا للشباب وبطولة كأس العالم للناشئين السابقة، فالبحرين لا تفتقد الخبرة الميدانية فقط بل حتى الخبرة الإدارية في مثل هذه البطولة، لذلك نقول ان ما تحقق فوق المتوقع، ولمعرفة ذلك عمليا تحدثنا مع أحد أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي بالإضافة إلى أحد مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة لمعرفة انطباعهم عن التنظيم بالتحديد.
جونال أنصاري: التنظيم ممتاز والبحرين مؤهلة لاستضافة المزيد
مراقب المباريات في البطولة والمدقق المالي بالاتحاد الدولي وعضو في اتحاد البحر الأبيض المتوسط جونال أنصاري، كان رئيسا للاتحاد التركي لمدة 5 سنوات وسبق له أن قاد منتخب تركيا، قال لـ «الوسط الرياضي»: «إن ما قدمته البحرين في البطولة أكثر مما كان مطلوبا منها»، مضيفا «منذ أول يوم لنا في البحرين التي أزورها للمرة الأولى في حياتي والعمل يسير وفق المخطط له، والعاملين معنا يعملون منذ الصباح للمساء كالعائلة الواحدة، التحضيرات عموما للبطولة فوق المطلوب، لقد حضرت بطولات كثيرة على مستوى العام والبطولة هذه أعتقد أنها ممتازة»، وقال أيضا: «بالنسبة إلى الفندق والمواصلات والعاملين كلهم على ما يرام، والكل يعرف عمله، وهذا دليل التحضير الجاد لاستضافة البطولة، وأعطي البحرين علامة أكثر من 90 في المئة».
وعن مقدرة البحرين على استضافة المزيد من البطولات العالمية في المستقبل بعد نجاحها في تنظيم هذه البطولة بحسب ما قال، أجاب أنصاري «نعم، أعتقد ذلك، ولكن خطوة بخطوة، في المرحلة المقبلة عليها تنظيم بطولة كأس العالم للشباب ثم الرجال، وذلك حتى تكتسب مزيدا من الخبرات في مجال التنظيم».
وتطرق أنصاري إلى التغطية الإعلامية للبطولة قائلا: «الصحافة الرياضية في البحرين تابعت الحدث أولا بأول، والتغطية كانت متميزة جدا على مستوى الصحافة المكتوبة وعلى مستوى التلفزيون، ففي الصحافة خصصت مساحات كبيرة للتغطية، لذلك أعتقد أن التغطية الإعلامية كانت مميزة جدا».
وتحدث أنصاري في نهاية تصريحه عن مشاركة منتخبنا الوطني في البطولة العالمية قائلا: «المنتخب جيد، وبه لاعبون يفهمون لعبة كرة اليد، وأعجبني تكتيك المنتخب، ولكنه عاب عليه الخوف والرهبة بوجود الجماهير، وهذا يعني أن لاعبي البحرين تنقصهم الخبرة اللازمة لمثل هذه البطولات بالإضافة إلى مزيد من الاحتكاك، بدليل ما حدث في مباراة السويد الأخيرة والتي لم يستطع البحرين فعل أي شيء في تلك المباراة».
عاصم السعدني: التنظيم البحريني حاله حال التنظيم في أوروبا
مدرب المنتخب المصري عاصم السعدني تحدث لـ «الوسط الرياضي» عن التنظيم في البطولة قائلا: «التنظيم عموما ممتاز، حاله حال أية بطولة نظمت في أوروبا وغيرها التي حضرتها، وكل الأمور كانت ما يرام من صالة التدريبات والمباريات بالإضافة إلى نوعية الأكل والمواصلات وكذلك السكن، ولم نسجل أية ملاحظات على تنظيم البحرين للبطولة وهذه هي الحقيقة من دون مجاملة».
وتحدث السعدني عن التغطية الإعلامية للبطولة قائلا: «التغطية الإعلامية للبطولة ومن دون مبالغة ترتقي لتغطية بطولات الرجال، فما شاهدناه في الصحافة البحرينية أسعدنا، فهي تتابع وتحلل بتوسع، وتفرد صفحات عدة للتغطية».
وتطرق السعدني في تصريحه إلى منتخبنا الوطني قائلا: «منتخب البحرين يتميز ببعض المواصفات اللافتة كالسرعة في اللعب، والمهارة لدى بعض اللاعبين، ولكن في بعض الأحيان يتجه المنتخب للعب الفردي، وهذا الذي أثر عليه في بعض المباريات، وباعتقادي لو أن المنتخب استطاع التغلب على هذه السلبية فسيكون له شأن في المستقبل».
وأضاف «الأطوال في المنتخب متوسطة، وهذه ليست مشكلة كبيرة فقد تعوض بأمور أخرى، ولكن لو توافر لاعبون خارج المنتخب الحالي بأطوال أفضل من الأفضل لضمت للمنتخب»، وعن سر فوزه على البحرين في أولى مباريات الدور الثاني أجاب السعدني «حاولنا في الشوط الأول امتصاص حماس اللاعبين والجماهير معا، ولم نرد رفع سرعة رتم المباراة حتى لا تخرج من أيدينا، ولكن في الشوط الثاني سهل علينا الدفاع المتقدم الذي لعب به منتخبكم في الفوز في المباراة، كما أن لاعبينا أحسنوا التعامل مع حراسة منتخبكم المتميزة في الشوط الأول».
وأكد السعدني في نهاية حديثه أنه ليس راضيا عن النتيجة التي حققها منتخب مصر في البطولة، مشيرا إلى أنه كان بالإمكان الوصول للدور قبل النهائي، معللا الخسارة في مباراة الدنمارك المؤهلة لهذا الدور لعدم التعامل الإيجابي من قبل لاعبيه في المباراة، موضحا أن 10 دقائق في الشوط الثاني خرج لاعبيه من أجواء المباراة وسلمت المباراة للدنماركيين، وأكد أن وضع برنامج خاص لمنتخبه بعد هذه البطولة تحضيرا لبطولة كأس العالم للشباب التي ستقام في مصر العام 2009.
العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ