مع تغير الزمن والظروف أصبح فريق برشلونة هو الوحيد من بين الفرق الإسبانية الذي لا يزال مقتنعا بوجود مكاسب لجولات الفرق الأوروبية في القارة الآسيوية.
وأصبح برشلونة الفريق الإسباني الوحيد الذي يصر على القيام بجولة في كل من الصين واليابان على رغم ما تسببه هذه الجولة من جدل شديد بين لاعبي الفريق ومسئولي النادي.
وكان ريال مدريد هو صاحب السبق في تمهيد الطريق لهذه الجولات الآسيوية أمام الفرق الاسبانية حيث حرص فلورنتينو بيريز الرئيس الأسبق للنادي على قيام الفريق بهذه الجولات بعدما بدأ في تكوين فريق النجوم الكبار المعروف بلقب «جالاكتيكوس» بداية من أواخر التسعينيات في القرن الماضي في محاولة منه للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية التي تساعده في التعاقد مع هؤلاء النجوم وسداد رواتبهم.
وأضافت هذه الفكرة صبغة تجارية على فترة إعداد الفرق استعدادا للموسم الجديد كما عملت هذه الفكرة على تحويل أسماء الأندية إلى علامات تجارية تشق طريقها نحو أسواق جديدة.
وأصبحت هذه الجولات في الصين واليابان ضرورة ملحة لدى الفرق الاسبانية وعدد من الأندية الأوروبية الأخرى.
ولم يكن الشيء المهم هو الدخل التي تحصل عليه هذه الاندية مقابل خوض مباريات أمام الفرق الآسيوية ولكن كانت الاهمية الكبرى هي الدعاية التي توفرها هذه الجولات لتسويق العلامات التجارية لهذه الأندية مثل: برشلونة وريال سرقسطة وأتليتكو مدريد واسبانيول وتبعها نادي ريال مدريد.
ولكن الوضع اختلف الآن فلم يعد في الاندية الاسبانية من يؤمن بالذهب الآسيوي أو المكاسب التي تحصل عليها الأندية من جولاتها في القارة الآسيوية ومنها بالتأكيد ريال مدريد الذي فضل البقاء في أوروبا خلال فترة الإعداد للموسم الجديد.
ولكن برشلونة ظل هو النادي الوحيد الذي يؤمن بالرؤية التجارية والمكاسب المالية للجولات بالقارة الآسيوية لينضم إلى ممثلي باقي بطولات الدوري الكبيرة في أوروبا مثل الدوري الانجليزي.
والحقيقة أن ليفربول ومانشستر يونايتد على سبيل المثال زاروا بالفعل مدنا مثل سايتاما وسول وماكاو وهونج كونج وشنغهاي.
وعلى رغم أن الأندية الانجليزية هي الأكثر جذبا للمشجعين الآسيويين دائما لجأ ناديا بايرن ميونيخ الألماني وليون الفرنسي لتجربة حظهما في الشرق الأقصى هذا الصيف.
وغادر برشلونة أسبانيا يوم الخميس الماضي للقيام بجولة في كل من الصين واليابان يخوض خلالها الفريق ثلاث مباريات ودية.
ولكن قرار إدارة النادي بهذه الجولة فجر جدلا شديدا داخل النادي خاصة بعد ما حدث في الموسم الماضي حيث أنهاه الفريق بدون أي لقب كبير على رغم أنه كان مرشحا للفوز بالعديد من الالقاب.
وتركز القدر الاكبر من اللوم بعد إخفاق الموسم الماضي على التخطيط السيئ لفترة الإعداد التي سبقت الموسم والتي تضمنت جولة للفريق في كل من الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك.
وأعرب اللاعبون عن شكواهم من مشاكل اللياقة البدنية على مدار الموسم وكان اللاعبون البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي رافاييل ماركيز والبرتغالي ديكون أمثلة واضحة على ذلك بشكل خاص.
وعلى رغم ذلك أصر مسئولو النادي على مواصلة مبدأ القيام بمثل هذه الجولات إذ يعود الفريق هذا الصيف إلى الجولات الآسيوية.
وينتظرأن يواجه الفريق خلال هذه الجولة مشكلات عديدة منها الأمطار الغزيرة وارتفاع نسبة الرطوبة في بكين وهو ما يضاعف حدة الجدل حول هذه الجولة.
وأعرب اللاعبون عن شكواهم وأوضحوا وجود خلافات بين مسئولي النادي والجهاز الفني واللاعبين بشأن هذه القضية.
وكان اللاعب الفرنسي المخضرم ليليان تورام أول من يرفع صوته معترضا على هذه الجولة مؤكدا أن «الجولة ليست مفيدة لاستعدادات الفريق. واتفق معه في هذا الرأي زميله الايطالي جانلوكا زامبروتا.
في المقابل دافع خوان لابورتا رئيس النادي عن موقف النادي وإدارته وأبدى اقتناعه بالجولة.
واستدل لابورتا على قناعته بهذه الجولة بذكريات العام 2005 عندما قام الفريق بجولة مماثلة قبل بداية الموسم ثم فاز بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن نادي أشبيلية يتفق مع لابورتا في ذلك حيث عاد أشبيلية في هذا الصيف لجولاته الخارجية من خلال جولة في الولايات المتحدة ليعيد نفس النظام الذي اتبعه قبل بداية الموسم الماضي والذي أحرز فيه لقبي كأس الاتحاد الاوروبي وكأس ملك أسبانيا.
ورغم ذلك لم يستطع لابورتا نفسه تجاهل الانتقادات الموجهة لهذه الجولات وقال: «سيكون أفضل بالطبع للفريق أن يظل في برشلونة ويستعد للموسم الجديد على ملعبه». لكنه في نفس الوقت طالب اللاعبون بأن يتحلوا بالاحترافية.
وستظهر الفترة المقبلة مدى جدوى هذه الجولة التي تستغرق تسعة أيام في إعداد الفريق للموسم الجديد.
العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ