لا يمكن لجماهير وعشاق كرة السلة في البحرين عموما والستراوية خصوصا أن تنسى ما قدمته فرقة البحارة في الموسم الماضي، وفوزهم الجدير بكأس الاتحاد على حساب زعيم كرة السلة البحرينية ومتسيدها، ليعلن للجميع ولادة بطل جديد يضاف إلى لائحة الأبطال في لعبة العمالقة.
لكن كل شيء تغير في هذا الموسم، وتسببت الهجرة الجماعية لنجوم الفريق في إثارة الكثير من التساؤلات عن مستقبل الفريق الذي كان ينتظر منه الكثير في هذا الموسم، وخصوصا على مستوى دوري الدرجة الأولى، إذ كانت الجماهير الستراوية تمنّي نفسها بمشاهدة فريقها منافسا حقيقيا على البطولة.
«الوسط الرياضي» الذي كان يتابع عملية انتقال لاعبي سترة الواحد تلو الآخر، كان له لقاء مع المسئول الأول عن اللعبة في الموسم الجديد فؤاد الحني، الذي تحدث عن خططه وتطلعاته مع الفريق بعد أن هدأت موجة الانتقالات، وبعد أن هدأت زوبعة انتقال السلطة في النادي من مجلس الإدارة السابقة إلى المجلس الجديد الذي أصبحت على عاتقه مهمة إعادة تكوين الفريق، وإليك عزيزي القارئ ما دار في الحوار الذي جمعنا مع الحني كاملا.
*في البداية، ما هي خطواتكم الأولى لإعادة ترميم الفريق للموسم المقبل؟
- عندما عرض عليّ مجلس إدارة نادي سترة الجديد رئاسة جهاز كرة السلة في النادي، كنت أدرك حجم المسئولية بعد انتقال غالبية لاعبي الخبرة في الفريق إلى أندية أخرى بالإضافة إلى قرار الاتحاد بالتعاقد مع لاعب أجنبي واحد فقط، لكني لمست وقوف إدارة النادي معي ومساندتهم لي وإعطائي الصلاحيات كاملة لإعادة إعداد الفريق وترميمه، لذلك قبلت هذه المهمة الصعبة وهذا التحدي وأجد أننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة بالتكاتف والعمل كفريق واحد.
وكانت المرحلة الأولى من خطة إعادة الإعمار هي التعاقد مع مدرب قادر على تنفيذ هذه المهمة، ووفقنا في التعاقد مع المدرب نجاح عيسى الذي له فضل كبير في تكوين الفريق السابق وسببا في بروز معظم اللاعبين عندما كان مدربا للفريق قبل 3 مواسم.
ونجاح عيسى غني عن التعريف وبحكم علاقتي المميزة به وذكرياته الجيدة مع النادي، وافق على قيادة الفريق في الموسم المقبل، وأعطيت له كل الصلاحيات من أجل إعادة إعمار الفريق وأعادته إلى المكانة التي يستحقها.
كما أننا أكملنا تعيين الأجهزة الفنية والإدارية لجميع الفرق، إذ تم تعيين المدرب نجاح عيسى للإشراف على فريقي الأول والشباب، وسيتولى حميد صليل مهمة الإشراف على تدريب فئتي الناشئين والأشبال.
وسيكون جعفر خضير مديرا للفريق الأول والشباب وحسين السلم للناشئين والأشبال، وسيكون حسين العكراوي اختصاصيا للعلاج الطبيعي للفرق.
أما الخطوة الثانية فهي خطة العمل ومتطلبات المرحلة المقبلة، إذ قدمت لإدارة النادي برنامج الإعداد كاملا بالإضافة إلى موازنة الإعداد كاملة، ووافقت الإدارة مشكورة على جميع ما تقدمت به لإعداد الفريق، وهذا دليل على رغبة الإدارة الجادة في إعادة الفريق مستواه سريعا.
وفي الوقت الحاضر أبحث عن شركة راعية للفريق؛ من أجل إقامة معسكر خارجي قصير من أجل إعداد الفريق بشكل أفضل، وإكساب اللاعبين مزيدا من الخبرة قبل الدخول في المنافسات المحلية.
*هل ستكون هناك إضافات وتعاقدات مع لاعبين محليين لتدعيم صفوف الفريق؟
- لا أعتقد ذلك، والسبب هو ضعف الناحية المادية للنادي في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى أن جميع الأندية بدأت إعداد فرقها للموسم الجديد، وبناء خططها وسيكون من الصعب في هذه الفترة التعاقد مع أي لاعب.
*وماذا عن اللاعبين الأجانب؟
- نعم، نفكر في التعاقد مع لاعب محترف يتميز بمواصفات جيدة يكون بإمكانه قيادة اللاعبين الشباب الذين سنعتمد عليهم في الموسم المقبل.
لدينا الآن السير الذاتية لبعض اللاعبين الأميركيين، وندرس حاليا السيرة الذاتية للاعبين، الأول كان يلعب في الدوري السعودي ضمن فريق النصر، والثاني يلعب في دوري الجامعات الأميركية، مازال الموضوع مطروحا للمناقشة ومفاوضة اللاعبين.
*من خلال حديثك نجد أنكم ستعتمدون على اللاعبين الشباب في الموسم المقبل؟
- هذا صحيح، وعندما تعاقدنا مع المدرب نجاح عيسى وضعنا خطتنا لتكوين فريق قادر على المنافسة وتحقيق النتائج الجيدة بعد موسمين بعد أن يكتسب هؤلاء الشباب الخبرة الكافية للمنافسة على المراكز المتقدمة.
*وهل يعني ذلك أنكم لا تفكرون في المنافسة في هذا الموسم؟
- لنكن واقعيين مع أنفسنا ومع جماهير النادي، من الصعب المراهنة على فريق شاب مازال يفتقد الخبرة وتحميله ضغوطا قد تأتي بنتائجها العكسية على الفريق بدلا من تحقيق النتائج التي نسعى إليها.
وهذا ليس تقليلا من شأن اللاعبين، بالعكس فنحن على ثقة كبيرة بهذه المجموعة التي ستكون أمل النادي في المواسم المقبلة.
ونحن نؤمن أن فريقنا الحالي لن يكون قادرا على تحقيق إنجاز الموسم الماضي بسبب افتقاده الخبرة، ولكن ثقتنا بهم ستكون كبيرة في الوصول إلى المربع الذهبي للدوري، وخصوصا أن لاعبينا يملكون طموحا كبيرا لإثبات أنفسهم بعد رحيل الكبار عن الفريق.
*هناك من يقول ان سترة لن تنجب فريقا مثل فريق الموسم الماضي عندما كسر احتكار الكبار وخطف كأس الاتحاد من الزعيم فريق المنامة، ما رأيك بهذا الكلام؟
- هذا الكلام خطأ تماما، وأنا أؤكد أن فريق سترة زاخرة بالمواهب في كرة السلة كما هو الحال في كرة القدم، وهناك حقيقة مهمة يجب أن يعلمها الجميع ان الستراوية يعشقون كرة السلة، وحب اللعبة من أهم الأسباب للإبداع فيها.
ورحيل الكبار أصحاب الخبرة عن الفريق سيترك فراغا كبيرا في الفريق، لكن تأثيره سيكون وقتيا وليس أبديا، وأنا أقولها لكم مرة أخرى انتظروا فريقنا الجديد بعد موسمين، إذ سيكون له شأن كبير في المستقبل.
ولاعبونا الحاليون يتمتعون بمواصفات ومميزات ربما تفوق إمكانات اللاعبين السابقين، لكن مازالوا يحتاجون إلى الاحتكاك واكتساب الخبرة.
*هناك بعض اللاعبين من أصحاب الخبرة، تلقوا عروضا من الأندية المحلية، هل يتم الموافقة على رحيلهم أم سيتم تعويضهم للبقاء مع الفريق؟
- بعد رحيل صادق مهدي، وحسين تقي ومراد إبراهيم، هناك عروض مقدمة إلى لاعبي الفريق عزيز عبدالباقي وعلي حسن، إذ تلقى عزيز عبدالباقي عروضا من أندية الحالة والنويدرات ومدينة عيسى، وتلقى علي حسن عرضا من نادي النويدرات، وبما أن اللاعبين تعديا سن الثلاثين سنة أصبح بإمكانهما الانتقال إلى أي ناد آخر من دون اشتراط موافقة النادي، لكننا أيضا قدمنا عرضا إلى اللاعبين كتعويض لهما من أجل البقاء مع الفريق في الموسم المقبل، ومازلنا بانتظار ردهما، وبالنسبة إلى عزيز عبدالباقي فإن الأمور في طريقها إلى الحسم خلال اليومين المقبلين.
*سنبتعد قليلا عن أجواء السلة الستراوية، وسنتحدث عن كرة السلة البحرينية بشكل عام، وفي البداية نود معرفة رأيك في استقالة رئيس الاتحاد، هل تؤيد الاستقالة؟
- أنا لست مؤيدا لاستقالة رئيس الاتحاد، وأطالبه بالعدول عن قراره، وبصراحة ان الشيخ محمد بن عبدالرحمن يعمل بكل جد من أجل تطوير اللعبة، وهو يحب كرة السلة وقادر على تطوير اللعبة، ولكن للأسف هناك بعض الأندية التي تعمل لمصالحها الشخصية فقط، من دون النظر إلى الصالح العام للعبة، وهذه الضغوط أجبرت رئيس الاتحاد على تقديم استقالته.
*في السنوات الأخيرة أصبح هناك فارق كبير بيننا وبين الدول الخليجية على مستوى كرة السلة، برأيك ما هي أسباب ذلك؟
- الأسباب كثيرة ومختلفة، لكن يجب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أننا مازلنا نفتقد الخطة السليمة والجادة للنهوض بكرة السلة في البحرين، ومازالت بعض الأندية تفتقد المنشآت والصالات.
ويجب أن نفرغ لاعبي المنتخب للتدريبات، ويجب التعاقد مع مدربين متفرغين للإشراف على تدريب المنتخب، وضخ أفكار جديدة وطرق لعب حديثة.
والأمر الآخر هو العمل الجاد والمضني من أجل اكتشاف المواهب السلاوية ورعايتها منذ الصغر.
*القائمون على المنتخب دائما يرجعون أسباب الإخفاقات إلى غياب عنصر الطول عن الفريق، هل الطول هو العنصر الأهم في كرة السلة؟
- نعم، طول القامة مهم جدا في كرة السلة، وإذا اقترن عنصر الطول مع المهارة فينتج عنه لاعب متميز في اللعبة، ودائما ما يكون اللاعبون طوال القامة هم العلامة الفارقة في المواجهات، واللاعب الطويل يحتاجه المدرب في الكثير من أوقات المباراة وخصوصا في التقاط الكرات «الريباوند»، وهذا العنصر نفتقده للأسف في منتخباتنا.
*تؤيد تجنيس اللاعبين طوال القامة للتغلب على هذه المشكلة؟
- لست من المؤيدين للتجنيس أبدا، ويجب على المسئولين أن يبعدوا هذه الفكرة من رياضتنا، فالبحرين يوجد فيها طوال القامة، لكن يجب أن نعمل بجد للبحث عنهم واكتشافهم.
عملية صنع لاعب كرة سلة بالمواصفات الصحيحة التي تتطلبها اللعبة هي عملية متعبة جدا، وتحتاج إلى صبر كبير، وتحتاج إلى بحث مستمر عن المواهب عبر أناس متخصصين يقومون بعملية البحث عن المواهب في القرى والمدن والمدارس، ومن ثم الاهتمام بهذه المواهب ورعايتها وتقديم جميع التسهيلات لها للإعلان عن نفسها، وسنجد أنفسنا مع مرور الوقت نملك منتخبا قويا قادر على مواجهة المنتخبات الخليجية الأخرى.
أما التجنيس فهو من الحلول الترقيعية للوصول إلى النجاح بأقصر الطرق لكن بكلف مادية كبيرة.
*الاتحاد ألغى مسابقة دوري الميني باسكت في هذا الموسم بعد موافقة الجمعية العمومية، هل أنت موافق على إلغاء دوري الصغار؟
- إلغاء دوري الميني باسكت كان خطأ كبيرا، وهو بالتأكيد ليس في صالح اللعبة، إذ إن اللاعب يتعلق باللعبة منذ صغره، ويجب أن يتعلم اللاعب فنون ومهارة اللعبة منذ سن مبكرة حتى يتمكن من الإبداع فيما بعد.
ولو نظرنا إلى الأسباب التي جعلت الاتحاد يلغي دوري الميني باسكت سينجد أنها ليست فنية، إذ إن بعض الأندية طلبت إلغاء البطولة لعدم توافر صالات للتدريب، أو بسبب عدم وجود المواصلات، أو بسبب عدم قدرة بعض الأندية على إيجاد فريق كامل من هذه الفئة، لذلك يجب إعادة النظر في هذا الموضوع، وخصوصا أن هناك ألعاب مثل الكرة الطائرة لديها دوري المهرجان، وكذلك كرة القدم، وقد يتجه معظم اللاعبين وخصوصا طوال القامة إلى كرة الطائرة مثلا بدلا من كرة السلة لأنه لا يوجد دوري لهذه الفئة، ما يعني أن الأندية ستفتقد بعد ذلك إلى القاعدة.
*كلمة أخيرة؟
- الكلمة الأخيرة أوجهها إلى الجماهير الستراوية بضرورة الاستمرار في دعم الفريق ومساندته، وأن تضع ثقتها باللاعبين الشباب وأن تقف خلف اللاعبين كما حدث في الموسم الماضي.
كما لديّ كلمة أوجهها إلى رجال الأعمال في جزيرة سترة أدعوهم فيها إلى ضرورة الوقوف مع الفريق ودعمه ماديا، حتى نتمكن من إعداده بالشكل اللائق حتى يظهر بالمظهر المشرف والمحافظة على المكتسبات التي حققتها اللعبة في النادي في السنوات الأخيرة، والتي أهمها الفوز ببطولة كأس الاتحاد والتي جعلت اسم سترة ضمن لائحة الأبطال.
العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ