كلفت قرينة وزير الخارجية التركي عبدالله غول مصمم أزياء في فيينا بابتكار شكل جديد لحجابها الذي يثير الجدل في سياق انتخاب زوجها المتوقع رئيسا للجمهورية، إذ أجج حجاب زوجة غول مخاوف الأوساط العلمانية والمؤسسة العسكرية من أن يحاول عبدالله غول الإسلامي السابق تغيير الأسس العلمانية للدولة. ويحظر ارتداء الحجاب، الذي تعتبره هذه الاوساط رمزا قاطعا للإسلام السياسي، في الجامعات والإدارات العامة التركية.
- ولدت في العام 1965، وهي مثل زوجها من مدينة قيصري في هضبة الأناضول إلى الجنوب الشرقي من العاصمة (أنقرة).
- نشأت في بيئة متدينة، وأوقفت تعليمها الثانوي بسبب الزواج.
- التقت غول في حفل زفاف قريبين لهما العام 1979، وتزوجا في العام التالي عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها.
- رفيقة درب زوجها غول التي أجبرت على قضاء شهر العسل وحيدة بعد حبسه في العام 1980 إثر الانقلاب الذي قام به الجيش آنذاك.
- طموحها وشخصيتها القوية دفعاها لمواصلة دراستها بعد إنجابها أطفالها الثلاثة (شابان وفتاة ، أحمد ومحمد وكبرا).
- وفعلا تقدمت بطلب التحاق بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة أنقرة، وقبلت العام 1998. ولكن بعدما تبين من صورتها الشمسية أنها محجبة، منعت من التسجيل في الجامعة، انطلاقا من الهوية العلمانية للدولة التركية بموجب الدستور. وعلى الأثر أثارت خير النساء أزمة في حينه عندما تقدمت بشكوى ضد منعها من الالتحاق بالجامعة، وصلت إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي حكمت لصالح الحكومة التركية، معتبرة أن المنع لا يمس مبادئ حرية الفكر والضمير والعبادة.
- تعترف بأنها واجهت مشكلة أخرى بسبب حجابها غير منعها من مزاولة حقها في التعليم وهي عدم دعوتها لحفلات الاستقبال الرسمية التي كانت تقام في قصر سنكايا الرئاسي، مثلها مثل زوجات الكثير من الوزراء والنواب المحجبات، وكان الرئيس التركي الحالي أحمد نجدت سيزر يرفض دعوة نساء محجبات إلى حفلات الاستقبال في القصر الرئاسي ولذلك لم تطأ أقدام زوجات نواب وأعضاء ووزراء حزب العدالة والتنمية عتبة القصر الرئاسي بمن فيهن أمينة زوجة رئيس الوزراء التركي الحالي أردوغان.
- وتواجه (كبرا) ابنة خير النساء وعبدالله غول (21 عاما) المشكلة نفسها، فهي أيضا ترتدي حجابا وتدرس في جامعة تركية على النقيض من ابنتي رئيس الوزراء أردوغان اللتين أرسلهما والدهما للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية لتفادي قرار حظر ارتداء الحجاب المفروض في الجامعات التركية. وعمدت كبرا إلى ارتداء شعر مستعار أو «باروكة» وضعتها فوق حجابها. وهو نوع من تغيير للشكل تلجأ اليه الكثير من الشابات الصغيرات اللاتي يرغبن في متابعة تعليمهن مع الحفاظ على معتقداتهن الدينية، وهذه طريقة مبتكرة للانضمام إلى الجامعات.
- وضعت الصحف التركية صور خير النساء في صفحاتها الأولى بعدما أعلن عن ترشح زوجها لمنصب الرئاسة التركية، ووضعت صحيفة «حريات» على صدر صفحتها العنوان التالي: «سيدة أولى قدمت شكوى ضد بلدها» في إشارة إلى رفعها دعوى ضد دخولها الجامعة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وفي تعليق له، بشأن قضية حجاب زوجته التي منعته من أن يصبح أول رئيس إسلامي لتركيا، طلب عبدالله غول من الجميع احترام قرار زوجته قائلا إن الحجاب مسألة شخصية وعلى الجميع احترام ذلك، معتبرا أنه في الديمقراطيات يوجد لكل شخص حريات وحقوق وعلى الجميع احترام هذا الأمر.
- يعرف عنها قضاؤها معظم وقتها بتنظيم مناسبات خيرية كزوجة لوزير الخارجية كما أنها ترأس مجموعة التضامن التابعة لوزارة الخارجية. ويقال إنها عندما تنظم حفلات استقبال لزوجات الدبلوماسيين الأجانب تحضر قائمة الطعام بنفسها وتستغل هذه المناسبات لعرض الحرف والصناعات اليدوية التقليدية الخاصة بالنساء التركيات.
- كتب الصحافي سردار تورجات في صحيفة «أقسام» أن خير النساء غول تعتبر امرأة محافظة ترتدي الحجاب على أصوله ولا تظهر بعضا من شعرها ولكنها في الوقت نفسه تعتبر امرأة عصرية، وهي تقوم بمهمة توحيد المرأة التركية وذلك عبر شخصيتها الفريدة، فمثلا بعد أن روجت شركة تركية لثوب سباحة خاص بالنساء المحجبات يغطيها من العنق حتى الكاحل، كانت خير النساء من زبونات الشركة.
العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ