يمثل رئيس تحرير صحيفة «الأيام» عيسى الشايجي اليوم (الأربعاء) أمام النيابة العامة للتحقيق معه في القضية المرفوعة ضده من قبل الداعية الشيخ وجدي غنيم بتهمة القذف، في الوقت الذي يؤكد فيه الشايجي في حديث إلى «الوسط» أن المعنيّ من هذا الخلاف في هذا الموقف مع صحيفته «الأيام» هو غنيم بنفسه، وليس جماعة الإخوان المسلمين المحسوب عليها.
الداعية غنيم الذي رفع قضية ضد الشايجي في يونيو/ حزيران الماضي يتهمه فيها بالقذف يقول من جانبه في تصريح إلى «الوسط» إنه ذكر كل أقواله في جلسة التحقيق التي تمت أمام النيابة العامة، ولايزال ينتظر مجريات القضية وما ستؤول إليه بعد التحقيق مع غريمه الشايجي. ويقول غنيم «عدت للتو إلى البحرين ولا أعرف تفاصيل سير القضية، ولكنني واثق من حصولي على حقي، لقد قامت الصحيفة بالتهجم علي وسبي دون وجه حق، وكان لابد من رفع القضية... ولا أود التعليق على أي من مجرياتها أثناء سير التحقيق مما قد يضر بسير القضية».
من جانبه يقول الشايجي «تم استدعائي على خلفية ما نشرته صحيفة الأيام من سلسلة من الأخبار والتقارير المتعلقة بوجدي غنيم، وقد علمت أنني سأمثل أمام رئيس النيابة وائل بوعلاي للاستماع لأقوالي». ويضيف في تعليقه على التهمة الموجهة إليه «كان دافعنا من طرح الموضوع مصلحة البحرين، فغنيم شخصية معروفة بأفكارها المتطرفة، ومازلنا نطرح التساؤل عمن سهل له دخول البحرين بعد أن أجبر على مغادرة الولايات المتحدة الأميركية؟ وكيف يعطى الفرصة لتقديم برنامج ديني في التلفزيون على رغم وجود رجال دين بحرينيين معتدلين؟». يرفع الشايجي كل هذه الأسئلة على خلفية قضيته، مؤكدا أن صحيفته تمتلك «ملفا متكاملا بخصوص غنيم مدعما بالوثائق والمستندات والأدلة التي تدعم موقف صحيفته وتكشف كثيرا من الحقائق للجمهور». «ولماذا لجأ غنيم لرفع قضية على الصحيفة في المحكمة ولم يكتف بتقديم رد على ما ورد في حقه؟»، يجيب الشايجي عن هذا السؤال بقوله «حق الرد مكفول لغنيم في القانون، ولكنه فضل التصعيد عبر رفع قضية على الصحيفة في هذا الشأن».
غنيم من جانبه يرى أنه «مستهدف» من قبل الصحيفة، وأنه لن يحصل على حقه إلا عبر اللجوء إلى القضاء. وكان قال في تصريح سابق «شهروا بي كذبا وزورا على رؤوس الأشهاد، وقذفوني حتى الآن بأكثر من 14 تهمة، لذلك قررت اللجوء إلى القضاء البحريني، وأنا واثق من عدالته واستقلاليته وهو سيعيد لي الحق إن شاء الله»، وفسر غنيم الهجوم ضده على أنه «هجوم العلمانية على الإسلام بقوله «...هؤلاء علمانيون يفصلون الدين عن الدولة، وديدنهم محاربة الدعاة إلى الله، غير أن الصحوة الإسلامية منتشرة وتزداد يوما بعد يوم وشعوب الأمة متمسكة بدينها وقيمه».
من جانبها تمتلك المحامية فاطمة الحواج (الموكلة عن الشايجي) حاليا ملفا طويلا عريضا يضم بين دفتيه مجموعة من المواد الصحافية المنشورة في صحيفة «الأيام» عن الداعية وجدي غنيم، التي ضمنها الأخير ضمن ملف الدعوى التي رفعها إلى النائب العام علي فضل البوعينين موضحا في شكواه أنه تم نشر الكثير من العبارات التي تناولتها أخبار ومقالات الصحيفة وتضمنت صراحة عبارات قذف وسب في حقه، أريد بها - على حد تعبيره - النيل من كيانه الشخصي والديني الوسطي. وفي المقابل يرى الشايجي أن كل ما كتب في صحيفته لا يعدو الحقيقة، وأن الأدلة موجودة على كل ما ذكر فيها، ويبقى الحكم الفصل في المسألة برمتها للقضاء.
العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ