«نصيحة، لا تفكر تتزوج أبدا... زوجتك كل يوم وثاني راح تكون في الصالون... يعني راتبك راح يكون على الشعر والماكياج وباقي الشغلات إلا تعرفها البنات... يعني لا تتزوج». إنها مجرد عبارات تطلق في عالم الشباب الذي أصبح يتجنب الزواج بسبب كثرة اهتمام الزوجة بشكلها وإقبالها على الصالونات التي من أجلها أصبح الراتب ينتهي بسبب ما تقوم به الزوجة من تعديل لنفسها.
طبعا، أصبحت الصالونات الآن تنتشر على طوال الطريق حتى البيوت الآن أصبحت عبارة عن صالونات، فكيف بالشوارع التي أصبحت مسرح التنافس بين الصالونات... طبعا الصالون القوي هو البطل في المسرحية والجمهور في هذه المسرحية هن الزبونات اللاتي ما أن تعجبهن المسرحية سرعان ما يعدن مرة أخرى إليها. في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن الصالونات هي الأماكن التي يتم التردد عليها بكثرة في الأفراح والمناسبات فقط فإن هذه النظرية لا تؤكدها العاملات في الصالونات إذ إن النظرية التي تؤكدها العاملات هي أن الفتاة تحب الجمال لذلك؛ الصالون هو الرفيق الدائم لها كعلبة الماكياج.
وعموما لا يقتصر انتشار الصالونات على المدن فقط، بل حتى القرى أصبحت مسرحا للصالونات التي تكثر فيها على المدن وخصوصا أن بعض النساء الخبيرات في التجميل أصبحن يخصصن ملحقا بمنزلهن ليقمن بتقديم خدمات الصالون، ويكمن الفرق بين صالون في قرية وصالون في المدن في السعر على رغم أن الخدمة هي نفسها، فالماكياج الذي تضعه العروس في صالون في المدينة هو نفسه في عروس أخرى وضعته في صالون قرية. ومع زيادة عدد المترددات على الصالون تقول مديرة إحدى الصالونات: «الجميع يقبل على خدمات الصالون سواء كان المترددات بحرينيات أو غير بحرينيات (...) الفتيات يقبلن على الخدمات المتعلقة بالشعر والأظافر بكثرة (...) أما النساء فيقبلن على صبغ الشعر بكثرة (...) الأسعار هنا مناسبة، فهي قليلة مقارنه بأسعار الصالونات الأخرى، فالأسعار تبدأ من الدينار ونصف الدينار إلى العشرين دينارا».
من جانبها تقول إحدى العاملات في صالون آخر على شارع البديع: «إن الزبونات بدأن تكثرن عن السابق وخصوصا أن الكثير من النساء أو الفتيات يترددن على الصالون مرة أو مرتين في الأسبوع على الأقل (...) إلا أنه خلال الفترة الأخيرة بدأ يقل عدد الزبونات بسبب فتح صالونات أخرى ما سبب منافسة قوية».
وفي الوقت الذي تلاقي فيه بعض الصالونات منافسة من الصالونات المجاورة لها اتخذت بعض الصالونات مركزا مهما. لها تقول إحدى العاملات في صالون موجود في قرية سار: «الصالون حديث العهد لذلك فإنه لا يوجد أي منافس له في الشارع الذي يقع فيه (...) وبما أن الصالون حديث العهد فإن الكثيرات من سكان المنطقة يترددن على المحل بكثرة وخصوصا أن الأسعار مناسبة». وبحكم نجاح الصالونات فإن ربات البيوت أصبحن يتنافسن فيما بينهن، فليس من المعقول ألا يكون لهن دخل، لذلك فكل ربة منزل أصبحت تطالب زوجها بملحق في منزلها؛ حتى تقوم بإظهار إبداعاتها في الزبونات، وعلى رغم الإقبال على فتح صالون في المنزل فإن الكثيرات من ربات البيوت فشلن فيما يتعلق بفتح صالون، تقول أم طه: «فتحت صالونا في منزلي قبل سنة تقريبا في البداية كان ناجحا، وجميع القاطنات في الشارع الذي فيه الصالون كن يترددن عليه (...) في وسط العام تقريبا تغيرت الموازين فقريباتي كنت أزينهن بالمجان ما أثر على الموازنة، لذلك قمت بغلق الصالون».
صحيح أن هذه الصالونات تخدم الناحية الجمالية من جهة إلا أن أسعارها أصبحت تنهي راتب أكثرية البيوت من جهة أخرى وخصوصا العائلات التي لديها فتيات إذ يجعلن الصالون البيت الثاني لهن فترى الفتاة كل يومين أو ثلاثة تتردد على هذه الصالونات بحجة العناية بجمالها.
العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ