لقد عاشت الجماهير العالمية اليوم العرس الإسباني المتمثل ببداية الليغا الإسبانية والتي تستقطب عددا كبيرا من المشاهدين في شتى أقطار العالم، ليشموا عبير اللعب الجميل، والأداء المتجدد، والمنافسة المثيرة بين الأندية الإسبانية.
أنا مدريدي، أنا برشلوني، أنا فلنساوي وغيرها من المقولات التي رددها الجمهور البحريني العاشق لكرة الماتدور الإسبانية، وما يشوبها من تألق كبير وسطوع نجوم كبار سواء في الأندية الكبيرة أو الصغيرة... هذا المناخ الذي نعيشه في ظل وجود الدوري الإسباني جعلنا متلهفين لمشاهدة مبارياته وتتبع كل صغيرة أو كبيرة سواء على شاشات التلفزيون أو الانترنت.
هذا الصيف بدا ساخنا جدا في ظل سوق الانتقالات التي ازدادت التشويق في أعين الأنصار والمشجعين، وزادت معها روح التفاؤل والأمل بتفوق أندية معينة بعينها في هذا المحفل الإسباني - العالمي.
جاء يوم 25 من أغسطس/ آب ليزيد التشويق الممزوج بروح القلق على مستويات بعض الأندية جراء مستوياتها المتفاوتة في مبارياتهم التحضيرية، وفي خضم هذا الأمر، باتت التغطية الإعلامية لهذا الحدث هي العملة النادرة والمهمة لتتبع مباريات أندية الليغا، مع وجود استوديوهات تحليلية وتقديمية لمباريات هذا الموسم.
وعندما دقت الساعة 8.30 مساء تدفقت جماهير ريال مدريد على شاشات التلفاز سواء في المجالس أو المقاهي الشعبية لتتبع مستويات لاعبيها ونتائج أنديتها، وكان الحال مشابها لجماهير الكاتلوني البرشلوني التي جاءت مشجعة هذه المرة أتلتيكو مدريد الإسباني المتعطش هو بدوره لاقتناص النقاط الثلاثة من فم الأسد الملكي... وصلنا للساعة 9.00 مساء والترقب والمتابعة كانت موجودة على قناة «الجزيرة الرياضية»، وانتظار الانتقال المباشر لأرض الملعب لمشاهدة قمة الجولة الأول، مواجهة ديربي العاصمة الإسباني بين الماتدورين الإسبانيين ريال مدريد وجاره العنيد أتلتيكو مدريد.
«تأخرت الجزيرة الرياضية، ترى ما السبب؟» هذا ما قاله أحد الإخوة وهو في قمة تفاؤله بنقل المباراة على شاشة الجزيرة الرياضية، والتي تعودت على نقلها في الأعوام الثلاثة الماضية، يا لها من مصيبة حس بها مشجعي ريال مدريد خصوصا، فباتوا في حيرة من أمرهم منتظرين نشرة الأخبار لتخبرهم ما سبب التأخير، وكيف لهم أن يتابعوا المباراة أن لم تنقلها الجزيرة الرياضية.
لذلك أسرع المشجعون لدخول مواقع الانترنت الرياضية ليجدوا حلا لمثل هذه الكارثة بوجهة نظرهم، ويصطدمون حينها بعدم نقل هذه المباراة على الهواء مباشرة، وتأتي الركلة الموجعة عندما أخبر سعيد الكعبي جمهور الليغا بعدم نقل هذه المباراة على أي قناة تلفزيونية في العالم، ليتبخر حلم الملايين بمتابعة مباراة فريقها الأول!
وبعدها جاء التعميم من القناة نفسها بعدم بث هذه المباراة في جميع أنحاء العالم حتى في الإعلام الإسباني! والأدهى أن تكون قناة (توكيلا) الإسبانية ناقلة لهذه المباراة بشهادة الكثير من الإخوة والذين تفرجوا على اللقاء من خلال قمر (الهوتبيرد). فكيف للجزيرة أن تقنعنا بعدم نقل المباراة على أي قناة في العالم، والمباراة نفسها منقولة على (توكيلا) الإسبانية!
ويبقى جمهور الديربي بحسرتهم يتتبعون النتيجة على شاشات المواقع الرياضية، والمنتديات التي فاحت رائحة الكذب فيها وتغيير حوادث المباراة. ولم يحظ جمهور الكاتلوني كذلك بالفرصة الوافرة لمشاهدة فريقهم في أولى إطلالاته هذا الموسم، فحتى مباراتهم في الجولة الأولى لم تكن منقولة لهم وتركهم يعانون كما عان أبناء العم الاعداد ريال مدريد!
والمقبل أحلى في قناة الجزيرة الرياضية والتي صرحت بإمكان عدم نقل مباريات الليغا (وخصوصا مباريات ريال مدريد وبرشلونة) لمدة أسبوعين أي الجولة الثانية والثالثة على حد التعبير... وهذا كله جعل من صدقية القناة تتضاءل شيئا فشيئا أمام المشاهد العربي الذي ذاق مرارة هذا المقلب هذه المرة... فما السبب يا ترى؟ فلننتظر الأيام لتحكي لنا السبب بواقعية وإقناع.
عبدالله صويلح
العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ