العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ

الكرة البحرينية ومعاناتها

الكل يعلم أن الكرة البحرينية قادرة بكل قوة دخول الجنة من أوسع أبوابها ولكن ما نراه اليوم لا يدل سوى على دخول الكرة البحرينية إلى جهنم! فالذي يحدث ليس نتيجة اليوم وإنما نتيجة ما زرعناه بأيدينا في السنوات السابقة. الكرة البحرينية وعدم تحقيق المطلوب على الصعيدين المنتخب والأندية.

فدعونا ندرس الكرة البحرينية لماذا لم تصبح في القمة؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال لدى المسئولين في الاتحاد البحريني، فهم من يعلمون بحال المنتخب والأندية أكثر من مشجع بسيط نفسي، فلربما أنا أرى الخطأ بعين واحدة وهم يرون الخطأ بعيون عدة!

فلنبتدئ بحال الأندية، الأندية البحرينية تعاني بشكل لا يصدق لعدم وجود البنية التحتية، فلا يعقل أن نرى الأندية من غير ملعب ومن غير الأجهزة المطلوبة في اللعبة. فبخصوص الملاعب أعتقد أن المشكلة بدأت تحلها مؤسسة الرياضة، وتشكر على البدء في حلها، ولكن دعونا ننظر إلى الشيء الأكثر أهمية من الملعب ألا وهو كيف نطور اللعبة.

ففي نظري الشخصي نحتاج في الوقت الراهن إلى خبراء في تعليم أطفالنا كيف يلعبون لعبة الكرة القدم، فلا يخفى عليكم أن المدرب المحلي لا يستطيع أن يعمل بكل جهد وعطاء فهو في الصباح يعمل لحسابه الخاص، ففي البحرين لا يوجد الاحتراف ولكن لو أتينا بمدربين أجانب فهم سيعملون بشكل احترافي، وربما يكون دور المدرب الوطني مساعد مدرب يتعلم من المدرب المهارات الأساسية في تدريب الأطفال كرة القدم الحديثة. فأنا أرى أن المدرب هو أساس البناء، فإنه من يقوم بصقل المواهب والأدلة واضحة، فلو ننظر إلى الخارج لرأينا أن مدربي الأندية هم من يضخون اللاعبين للمنتخبات، فأحسن مثال للمدرب الذي يدرب الأطفال هو المدرب الفرنسي آرسين فينغر (الفيلسوف الفرنسي) فهو الآن يقوم بصقل اللاعبين صغار السن ومن ثم يقوم بتطويرهم، ومن أحسن اللاعبين في الوقت الحالي تييري هنري لاعب برشلونة، والماتدور الإسباني فابريجاس لاعب الأرسنال. فلماذا لا نجلب فيلسوفا آخر للكرة البحرينية!

ففي النهاية سنجني جيلا قادرا على العطاء وبالنسبة إلى الجيل الحالي فسيتعلمون من هذا المدرب معاني كرة القدم الحقيقية، فلو قلنا دعونا نفكر في احتراف الأندية البحرينية سنرى أن المؤسسة عاجزة على توفير النقود للاعبين المحترفين والمدربين وغير ذلك من ملحقات الاحتراف، فأنا أدعو الاتحاد إلى أن يقوم بتوزيع مدربين محترفين في الأندية يطورون لاعبينا ليكونوا في المستقبل لاعبينا في المنتخب الوطني وكذلك سيقدرون أن يجلبوا للكرة البحرينية الذهب الغالي.

وبالنسبة إلى المنتخب الوطني فلا يخفى عليكم أن المنتخب يمر بأحرج حالاته ولكنني متفائل في المدرب ماتشالا، وخصوصا أن هذا المدرب قام بخلط الأوراق ولم يعتمد على الجيل الحالي وإنما أيضا ادخل لاعبين من الأولمبي، وهذا دليل على أنه يريد أن يحقق للكرة البحرينية شيئا ولكن الكرة البحرينية بحاجة لدعم آخر، فنحن في الوقت الحالي في كل بطولة نأمل أن نحصل على الذهب ونخرج من المولد من دون حمص، فدعونا لا نضع الضغوط النفسية على اللاعبين. وبالنسبة للاعبين المحترفين فهم بكل تأكيد عليهم مراجعة أنفسهم وتفهم رؤية وقرارات المدرب فلا يهدد احدهم بالاعتزال إن أجلس على مقاعد الاحتياط فهم يلعبون للمنتخب وكثير هم اللاعبون العمالقة الذين اجلسوا على مقاعد الاحتياط وخير مثال اللاعب الهولندي فان نستلروي وغيره كثيرون.

فأنا في النهاية أدعو الله أن يوفق الكرة البحرينية على صعيد الأندية والمنتخب، وأنا كلي فخر أنني أنتمي لهذا البلد العريق الذي سطر التاريخ من ذهب، وأشكر المؤسسة الرياضة على سعة صدرها، فأنا لا ألومها ولكني ألوم الذي لا يتكلم، فالمؤسسة هي بيتنا الأول، وأشكر القيادة العامة لمحاولتها رفع شأن الكرة البحرينية.

محمد سعد النفيعي

العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً