قلما نجح لاعب أجنبي في ترك تأثير كبير بمسابقة دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم «الليغا» كما فعل الهولندي ويسلي شنايدر.

بل وأصبح صانع الألعاب الهولندي شنايدر مؤهلا تماما لترديد كلمات القائد الروماني يوليوس قيصر الخالدة «فيني. فيدي. فيتشي - جئت ورأيت وانتصرت».

فهذا بالضبط ما فعله شنايدر في مباراتيه الأوليين مع ناديه الاسباني الجديد ريال مدريد.

ففي الأسبوع الماضي قاد شنايدر خط وسط ريال مدريد في دربي العاصمة الاسبانية أمام أتلتيكو مدريد - وسجل شنايدر هدف الفوز لريال مدريد بتسديدة أرضية من خارج منطقة الجزاء.

وأمس الأول (الأحد) قدم شنايدر واحدة من أهم مباريات مشواره الرياضي القصير عندما قاد ريال مدريد للفوز 5/ صفر على مضيفه فياريال في أكبر نتيجة يحققها ريال مدريد خارج أرضه منذ العام 1996.

وبدأ الألماني بيرند شوستر المدير الفني لريال مدريد مباراة أمس الأحد واضعا شنايدر في الجانب الأيسر من الملعب. ومن هذا الموقع مرر شنايدر كرة رائعة في الدقيقة 38 من المباراة إلى قائد الفريق راؤول غونزاليس ليسجل راؤول الهدف الأول لريال مدريد.

وفي الدقيقة 47 عزز شنايدر النتيجة إلى 2/ صفر لمصلحة ريال مدريد بتسديدة من ضربة حرة مباشرة أسكنت الكرة بجانب القائم القريب من المرمى.

ثم سمح له شوستر بعد ذلك بالتعمق أكثر بداخل خط الوسط إذ اعتاد على أن يسبب أضرار كثيرة للفريق المنافس عندما كان قائدا لفريق أياكس الهولندي.

وفعلا صنع شنايدر الكثير من الهجمات المرتدة الجيدة من هذا الموقع وأنهى هو بنفسه واحدة منها محرزا الهدف الرابع لريال مدريد بتسديدة أرضية.

وكان بيرند شوستر قد تولى مهمة تدريب ريال مدريد خلفا للايطالي فابيو كابيللو من أجل استعادة الكرة الجميلة الجذابة إلى بطل إسبانيا. ولا شك في أن شنايدر جزء مهم جدا من خطة شوستر لتحقيق هذا الهدف.

فشنايدر يحتل حاليا قمة ترتيب هدافي الدوري الاسباني بعد أسبوعين من انطلاقه كما أنه بات يقارن حاليا بأبرز صانعي الألعاب السابقين بصفوف ريال مدريد مثل زين الدين زيدان وفيرناندو ريدوندو وحتى ألفريدو دي ستيفانو.

وذكرت محطة «كادينا كوبي» الإذاعية باسبانيا أمس الأول (الأحد) أن «شنايدر قد يصبح قائد ريال مدريد للسنوات الخمس المقبلة».

بينما أكدت قناة «لا سيكستا» التلفزيونية أن ريال مدريد «عثر على لاعب يتمتع بإمكانات هائلة».

وظهرت صورة شنايدر (23 عاما) على غالبية الصفحات الأولى للصحف الصادرة من مدريد أمس (الاثنين). وذكرت صحيفة «ماركا» الرياضية أن أداء شنايدر في مباراة فياريال «يدعو إلى التفاؤل بشكل كبير».

أما صحيفة «سبورت» التي تصدر من برشلونة فقد تقبلت على مضض أن شنايدر «نجح فعلا في أن يكون له تأثير مهم».

حتى أن الكثير من جماهير برشلونة باتوا يتساءلون لماذا لم يضم ناديهم شنايدر بما أن برشلونة هو أكثر الأندية الاسبانية ضما للاعبين الهولنديين في المعتاد.

ولكن الغريب هو أن برشلونة لا يضم أي لاعبين هولنديين بين صفوفه حاليا وذلك للمرة الأولى منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي. بينما يوجد بريال مدريد حاليا 4 لاعبين هولنديين (شنايدر ورود فان نيستلروي ورويستون درينثي وآريين روبين).

كما يشعر جمهور فالنسيا بالاستياء أيضا لفشل ناديهم في ضم شنايدر. فقد سنحت لفالنسيا الفرصة لضم اللاعب الهولندي من نادي أياكس خلال الصيف مقابل 15 مليون يورو ( 20.45 مليون دولار) ولكن مدرب الفريق الاسباني كيكي سانشيز فلوريس فضل التقدم بعرض لضم الهولندي الآخر رافاييل فان دير فارت الذي انتهى به الأمر إلى البقاء بناديه الألماني هامبورغ.

وتقدم ريال مدريد لضم شنايدر ودفع مقابله 24 مليون يورو. وقد بدأ النادي الكبير فعلا يجني ثمار هذه الصفقة.