العدد 1827 - الخميس 06 سبتمبر 2007م الموافق 23 شعبان 1428هـ

ماكلارين للاقتراب أكثر نحو اللقب تواجه فيراري في عرينها

صراع من عدة محاور تحتضنه حلبة مونزا الإيطالية

يمكن القول أن العد العكسي نحو تحديد بطل العالم لعام 2007 سينطلق نهاية الأسبوع الجاري من عرين فريق فيراري حلبة مونزا التي تستضيف جائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1.

ويضع «الحصان الجامح» فيراري أمامه هدف الفوز بالمركز الأول وحتى الثنائية كما كانت الحال في المرحلة السابقة في تركيا.

لكي يمنح «التيفوزي» فرحة الأمل بان يستعيد الفريق الايطالي اللقب الذي غاب عنه في العامين الماضيين.

وستكون المنافسة على الحلبة التي شهدت الفوز الأخير للأسطورة الألماني مايكل شوماخر الموسم الماضي قبل أن يعلن اعتزاله، رباعية بامتياز وعلى محورين.

المحور الأول يتمثل بالصراع القائم بين فيراري وسائقيها البرازيلي فيليبي ماسا والفنلندي كيمي رايكونن من جهة وماكلارين مرسيدس وسائقيها البريطاني لويس هاميلتون والاسباني فرناندو ألونسو في الجهة المقابلة.

أما المحور الثاني فيتمثل بالمنافسة بين سائقي الفريق الواحد، إذ ان الصراع بين بطل العالم ألونسو وزميله المتصدر هاميلتون على أوجه ولا يفصل بين الاسباني والبريطاني إلا 5 نقاط، في حين أن فيراري فتحت أمام سائقيها باب المنافسة في ما بينهما، إذ ان الفارق الذي يفصل ماسا الثالث عن رايكونن الرابع نقطة واحدة فقط.

وستكون أنظار «التيفوزي» موجهة إلى سائقيها اللذين يبتعدان 15 و16 نقطة عن هاميلتون، إلا أنهما لم يظهرا إشارات ايجابية حول فرصهما بالفوز خلال التجارب التي أقيمت الأسبوع الماضي في مونزا، إذ تفوقت ماكلارين مرسيدس بشكل ملحوظ حتى عبر سائق التجارب الاسباني بدرو دي لاروزا الذي كان أفضل من ماسا خلال اليوم الأخير (الجمعة الماضية).

وتوقع رايكونن أن يشهد سباق الأحد «معركة ضارية» بين رباعي الصدارة، مضيفا «تقليديا كانت فيراري قوية في مونزا، وينطبق الأمر عينه على ماكلارين مرسيدس خلال السنوات التي كنت فيها معهم، لكن لسبب أو لاخر لم أتمكن من تحقيق الفوز في جائزة ايطاليا، لذا آمل النجاح هذه المرة بتقديم أفضل مستوى من صباح الجمعة وحتى بعد ظهر الأحد لان الفوز على أرضنا سيحمل شعورا رائعا».

وكان رايكونن حقق أفضل نتيجة له في مونزا العام الماضي عندما حل ثانيا على متن سيارة ماكلارين، وهو يتخلف الآن بفارق 16 نقطة عن هاميلتون قبل 5 سباقات على النهاية، وقد اعترف ان فريقه لا يمكنه تحمل أية أخطاء في حال أراد الحفاظ على آماله بإحراز لقبي الصانعين والسائقين.

وتابع «هدفي هو خطف النقاط من أولئك الذين يسبقونني على لائحة الترتيب، إذ كلما استطعنا تضييق الهوة مع ألونسو وهاميلتون تكون الأمور أفضل بالنسبة لي وفيليبي».

وأضاف «كل السباقات المقبلة تعتبر حاسمة لذا لا يمكننا الوقوع في مطب الأخطاء. أنا اعلم أن الفريق يقوم بعمل يفوق طاقته لذا علينا تقديم كل ما لدينا من اجل النقاط الثمينة».

وعلق رايكونن على موضوع سيطرة ماكلارين على التجارب التي أجريت في مونزا الأسبوع الماضي قائلا: «إذا نظرنا إلى الأوقات المسجلة، استطيع القول إن معركة ضارية وشرسة تنتظرنا، لكن يجب الانتباه إلى نقطة مهمة ألا وهي اننا لا نعلم كمية الوقود التي استعملها ماكلارين خلال التجارب، لذا سنعرف حقيقة الوضع خلال التجارب التأهيلية عشية السباق».

أما زميله ماسا فاعتبر أن فيراري أسرع بكثير مما أظهرته خلال تجارب الأسبوع الماضي، مضيفا «يمكننا التنافس مع ماكلارين وسنرى ما إذا سنكون أسرع منهم. اعتقد انها ستكون معركة بوجهين (ماكلارين- فيراري) وربما يستطيع احد الفرق الدخول على خط المنافسة خلال السباق لكن ليس في التجارب التأهيلية».

وتابع ماسا «افتقدت خلال التجارب (الأسبوع الماضي) إلى الظروف التي تساعدني على تقديم أفضل ما عندي، لكننا حققنا أسرع زمن خلال اللفات الأولى من التجارب عندما كانت كمية الوقود في السيارة كبيرة، في حين أنهم (ماكلارين) حققوا أفضل أوقاتهم في اللفات الأخيرة (سيارة خفيفة)».

وفي المعسكر المقابل، ستكون الأنظار موجهة إلى معركة ألونسو- هاميلتون، إذ يواجه الأول ضغطا «إعلاميا» كبيرا من الصحف البريطانية بشكل خاص، إضافة إلى مشجعي هاميلتون ومناصريه.

ولا يبدو أن الأجواء المتوترة بين الزميلين تحسنت كثيرا، إذ أكد ألونسو بعد سباق تركيا حيث حل ثالثا انه لا يزال يشعر بعدم الارتياح داخل فريقه، مضيفا «أتذكر السيارة التي قدتها (عندما انتقل إلى الفريق) والنتائج التي حققوها في 2006، والآن وبفضلي الفريق أسرع بنحو نصف ثانية أو ما شابه، لكني لا أرى أي مجهود لرد الجميل».

ولقي تصريح ألونسو انتقاد بعض السائقين السابقين أمثال البريطاني مارتن بروندل وبطلي العالم البرازيلي ايميرسون فيتيبالدي والنمسوي نيكي لاودا الذين اعتبروا انه على ألونسو أن «يصمت ويقود».

ورأى بروندل أن ألونسو يتصرف كولد مدلل، في حين قال فيتيبالدي «فرناندو عصبي جدا. عليه أن يركز على قيادته فحسب، عوضا عن التذمر من لويس. انه سائق موهوب جدا وعليه التركيز لكي يعود إلى المنافسة مجددا».

أما لاودا فقال: «على ألونسو أن يركز جهوده على القيادة بشكل أسرع عوضا عن التذمر والنحيب. انه يستعمل كل أنواع الحجج وأنا متخوف من مواصلته فعل ذلك وعندها سيخسر لان هاميلتون يقوم بعمل رائع».

ولا تحمل حلبة مونزا ذكريات جيدة بالنسبة لالونسو، إذ عوقب العام الماضي بالانطلاق من المركز العاشر عوضا عن الخامس بعد ان تقدم ماسا بشكوى قال فيها انه تعرض للمضايقة من قبل الاسباني خلال التجارب الرسمية، ثم خرج من السباق قبل 10 لفات على نهايته عندما كان في المركز الثالث بسبب انفجار محركه.

وسمح هذا الأمر لشوماخر بتقليص الفارق إلى نقطتين مع ألونسو قبل 3 مراحل على انتهاء البطولة، ما دفع الاسباني ومدير رينو الايطالي فلافيو برياتوري إلى اتهام الاتحاد الدولي بالتحيز لمصلحة شوماخر.

حلبة مونزا الإيطالية

وتعتبر حلبة مونزا التي يبلغ طولها 5.7 كلم (السباق 53 لفة- 306.729 كلم)، من أسرع الحلبات في روزنامة الموسم (250 كلم/ساعة معدل سرعة وتصل أقصى سرعة إلى 350 كلم/ساعة)، وهي لا تشكل تحديا تقنيا للمهندسين من حيث التعديلات التي يجب إدخالها على السيارات، لان مهمتهم واضحة وهي تقليل قوة الجر «داون فورس» بأقصى قدر ممكن، والعمل على تعزيز قدرة المكابح.

وستكون المنعطفات عاملا أساسيا في تحديد السائق الذي يحقق أسرع زمن، إذ تتطلب التحكم والتوقيت المناسب عند خوضها، لان السائقين يستعملون كل المساحة التي تفصل أطراف الحلبة عن خارج المسار من اجل تحقيق أسرع زمن.

وستواجه المحركات ضغطا هائلا خلال سباق نهاية الأسبوع وفي ذلك الذي يليه في الأسبوع التالي مباشرة على حلبة سبا فرانكورشان البلجيكية، لان الحلبتين تعتبران من الأسرع خلال الموسم.

واعتبر مدير مرسيدس- بنز موتورسبورت نوربرت هوغ ان السباقين المقبلين هما الأكثر تحديا بالنسبة لجميع المصنعين منذ أن تم تصغير حجم المحرك العام الماضي إلى 8 اسطوانات عوضا عن 10، خصوصا ان الفرق ستخوض هذين السباقين بمحرك واحد.

وأضاف هوغ «حلبة مونزا هي الأكثر استعمالا لدواسة الوقود، بحيث يقود السائقون بأقصى سرعة لدوران المحرك خلال 80 في المئة من السباق، وعلى رغم ذلك فان حلبة سبا ستكون أكثر تحديا حتى من مونزا». وتابع «كما هو مبرمج فنحن سنستعمل محركا جديدا في مونزا وسيكون المحرك ذاته بالنسبة لسباق سبا بحسب القوانين، وبالتالي سيكون الضغط هائلا على المحركات خلال هذين السباقين».

العدد 1827 - الخميس 06 سبتمبر 2007م الموافق 23 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً