العدد 1834 - الخميس 13 سبتمبر 2007م الموافق 01 رمضان 1428هـ

هل مسلسل معصومة المبارك مرشح للإعادة مع ندى حفاظ؟

الوزيرة الأولى في البحرين تضطر لرفع استقالتها بسبب «تجاوزات النواب»

«آثرت الاستقالة، لكي لا تحترق الكويت»... بهذه العبارة ختمت وزيرة الصحة الكويتية معصومة المبارك كتاب استقالتها بعد 24 ساعة من حريق «الخميس الأسود» الذي اجتاح مستشفى الجهراء (على بعد 35 كيلومترا غرب العاصمة الكويتية، متسببا في وفاة مريضين اثنين وإصابة أكثر من 19 آخرين).

أما في البحرين فقد كشفت وزيرة الصحة ندى حفاظ (الوزيرة الأولى في تاريخ البحرين) في حوار مع «الوسط» يوم أمس الأول أنها قدمت استقالتها، متهمة رئيس لجنة التحقيق البرلمانية في وزارة الصحة النائب محمد المزعل بالسعي إلى تفجير الوزارة، مضيفة «سأستقيل في أيّ وقت ولن تهتز وزارة الصحة، فالمصلحة العامة فوق أي شيء (...) وللعلم فقد طلبت أن أستقيل أو أعفى من هذا المنصب بعد تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية غير واضحة المعالم».

وجه التشابه يبدو كبيرا جدا بين وزيرة الصحة ندى حفاظ ونظيرتها الكويتية معصومة المبارك التي استقالت قبل أسبوعين، فكلاهما تتهمان بعض النواب بالتدخل الصريح في شئون السلطة التنفيذية من دون مسوغ دستوري، وتجاوز دورهم كأعضاء في سلطة تشريعية.

وكان عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أصدر مرسوما في 21 أبريل/ نيسان 2004 قضى بتعيين الطبيبة ندى حفاظ وزيرة للصحة، لتكون بذلك أوّل امرأة تتولّى حقيبة وزاريّة في مملكة البحرين، وأوّل سيدة تشغل منصب وزيرة للصحّة في الوطن العربيّ. وأعربت حفاظ (المقربة من قرينة الملك ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة) عن سعادتها بتعيين امرأة في منصب وزيرة للصحّة، ما يعزّز دور المرأة البحرينية كشريك حقيقيّ في مسيرة التحديث والإصلاح في البحرين بعد عام ونصف العام من تعيينها عضوا في مجلس الشورى، وتقلّدت عدّة مناصب في وزارة الصحّة، إضافة إلى أنها مستشارة لدى منظّمة الصحّة العالميّة ولدى صندوق الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف).

حفاظ التي عينت أعقاب إقالة الوزير السابق خليل حسن أعلنت أن أولويات طموحاتها هي إعادة الهدوء إلى الوزارة وإزالة الاحباطات التي شاعت في الوزارة، موقنة أن الموظف المحبط لن يستطيع العمل أو الإنتاج أو الانجاز داعية إلى العمل في الوزارة كفريق متكامل بدءا من حارس الأمن إلى أكبر مستويات العاملين في الوزارة وليكن شعار الوزارة منذ الآن إعطاء كل ذي حق حقه من أجل مصلحة المريض.

حفاظ المتخصصة في خدمات الأمومة والطفولة حاصلة على بكالوريوس طب عام وجراحة من جامعة القاهرة في مصر، وتخصص في طب العائلة من وزارة الصحة والجامعة الأمريكية بيروت.

وفي الكويت القريبة من البحرين جغرافيا وسياسيا وثقافيا سجّل حدث تعيين أول وزيرة في تاريخ الكويت هي معصومة المبارك انتقادات لاذعة من إسلاميين متشددين، والمبارك هي أستاذة علوم سياسية، وأصبحت وزيرة للتخطيط ووزيرة دوله لشئون التنمية الإدارية في العام 2005 ومن ثم أصبحت وزيرة للمواصلات وذلك بالتشكيل الوزاري في يوليو/ تموز 2006 ومن ثم عينت وزيرة للصحة بالتشكيل الوزاري للعام 2007.

وقالت في نص استقالتها: «إن الظروف منذ تسلمي الوزارة، وفيها مشكلات كثيرة، وتعاني من صعوبات متراكمة منذ سنوات طويلة، وعلى رغم ذلك توليت هذه الحقيبة، إلا أن بعض أعضاء السلطة التشريعية، أبوا إلا أن يتدخلوا في أعمال الحكومة والوزارات بما في ذلك الصحة». وتابعت «إن الاتهامات قد طالتني منذ اللحظة التي توليت الحقيبة لأسباب لا تخفى عليكم دوافعها»، في إشارة لانتمائها إلى المذهبي (شيعية).

وتقر حفاظ بأن «الجميع يدرك أن الوزارة كبيرة وفيها آلاف الموظفين، والمشكلات التي تعاني منها ليست وليدة اللحظة إنما هي متراكمة منذ سنوات طويلة ولربما عقود (...) ولكن أحيانا الصحافة تلجأ إلى الإثارة والتهويل بتضخيم تصريحات نارية للنواب ولكن من دون أن تذكر مصادر يمكن البناء عليها في تحقيق منهجي».

تهديد حفاظ بالاستقالة جاء بعد أشهر من تشكيل مجلس النواب لجنة - يرأسها النائب الوفاقي محمد المزعل - وتهدف اللجنة التي انسحب منها النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي إلى وضع حد للأخطاء الطبية في الوزارة، وحظيت اللجنة في بداية تشكيلها بتعاطف من جمعية الأطباء البحرينية، ووعدت الجمعية بتسليم اللجنة تقارير إلى اللجنة وهو ما أثار حفيظة الوزارة، وشكلت لجنة تحقيق مع رئيس جمعية الأطباء عبدالله العجمي، وألغيت اللجنة لاحقا بوساطات من وزراء ونواب.

هذه اللجنة غير واضحة المعالم... محاورها فضفاضة... هذا هو الانطباع المرسوم عن اللجنة في أذهان الوزيرة حفاظ، وليس من السهولة تغييره بين عشية وضحاها، وبالتالي فإن الوزيرة ترى أنه لا يمكن التعاون مع لجنة برلمانية من هذا القبيل، وربما تراهن الوزيرة على تعاطف عدد لا بأس به من النواب والرأي العام معها، وفي المقابل ربما لا يجد محمد المزعل بدا من دخول مواجهة مع حفاظ، ولكن قد يجعل ساحتها في داخل الوزارة هذه المرة.

والسؤال المطروح الآن أكثر من أي وقت مضى: «إلى أين يتجه الخلاف بين وزيرة الصحة ولجنة التحقيق البرلمانية، وهل مسلسل معصومة المبارك في الكويت مرشح للإعادة ولكن الضحية هذه المرة ندى حفاظ، من يدري؟ ولكن حتما سيكون الجواب في قادم الأيام؟».

العدد 1834 - الخميس 13 سبتمبر 2007م الموافق 01 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً