العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ

ساركوزي ينتقد «المركزي الأوروبي» ويهاجم رئيس «يوروغروب»

استغرب عدم خفض «البنك» معدلات الفائدة

أثار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جدلا مع شركائه في أوروبا لانتقاده عمل البنك المركزي الأوروبي في خضم الاضطرابات المالية ولمهاجمته رئيس «يوروغروب»، منتدى وزراء مالية منطقة اليورو.

واعتبر ساركوزي بحسب تصريحات أوردتها صحيفة «لوموند» السبت أنه أمر «مستغرب» أن يكتفي البنك المركزي الأوروبي بوضع مبالغ كبيرة من المال في تصرف المصارف لإعادة الهدوء إلى الأسواق لكنه لا يخفض أيضا معدلات الفائدة لدعم النمو.

وقال ساركوزي بحسب هذه التصريحات التي أدلى بها في الطائرة التي كانت تقله إلى المجر: «قدمت تسهيلات للمضاربين وعقدت الأمور أمام أصحاب المشروعات».

وذهبت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد المشاركة في بورتو في اجتماع مع زملائها الأوروبيين، إلى أبعد من ذلك السبت بقولها إن ساركوزي: «محق تماما بطرح مسألة معدلات الفائدة» التي يفرضها البنك المركزي الأوروبي وتعتبرها باريس مرتفعة جدا.

واتهم رئيس الجمهورية الفرنسية أيضا رئيس «يوروغروب» جان كلود يونكر من لوكسمبورغ بالتقصير متسائلا «أي مبادرة اتخذ؟».

وجاءت تصريحات ساركوزي في اليوم نفسه الذي ذكر فيه يونكر باسم «يوروغروب» صراحة أثناء اجتماع للمنتدى فرنسا بأنها لا تقوم بجهود كافية لخفض عجزها.

لكن الرئيس الفرنسي أدرك في هذه المناسبة إلى أي مدى يبقى معزولا في أوروبا في انتقاداته.

ففي بورتو أشاد المفوض الأوروبي للشئون الاقتصادية جواكين المونيا بيونكر كما عبر عدد من شركاء فرنسا عن دعمهم للبنك المركزي الأوروبي.

وقال وزير المالية الألماني بير شتاينبروك: «أعتقد أن السياسة التي يتبعها البنك المركزي الأوروبي ملائمة» مناشدا عدم التشكيك في استقلالية المصرف المركزي التي رسختها ألمانيا في الماضي في معاهدة ماستريخت التي وضعت اليورو بالتداول».

وأضاف الوزير الألماني محذرا «لا ترتسم أية غالبية» في أوروبا في هذا الصدد.

وقال حاكم المصرف المركزي الألماني اكسل فيبير بعبارات أقل دبلوماسية: «إن الانتقادات الفرنسية لا تأثير لها على قرارات المؤسسة المالية. وهذا ما زاد في تلبيد الأجواء بين باريس وبرلين فيما شهدت العلاقات بين المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس ساركوزي أخيرا تدهورا بحسب الصحافة الألمانية».

وخرج رئيس المصرف المركزي الأوروبي نفسه جان كلود تريشيه عن تحفظه لتوجيه انتقاد إلى الرئيس الفرنسي، فعبر عن اندهاشه لانتقادات الرئيس الفرنسي مذكرا بأن ساركوزي كان خلافا لذلك رحب مطلع الشهر بقرار البنك المركزي الأوروبي عدم رفعه معدلات الفائدة نظرا إلى الاضطرابات المالية «إلى درجة أنه نسب الأمر إلى تأثيره بالذات».

من جهة أخرى أخذت دول أوروبية عدة وخصوصا النمسا واسبانيا مسافتها أثر الهجوم الفرنسي.

وفي فرنسا اعتبر الزعيم الوسطي المتحمس لأوروبا فرنسوا بايرو تصريحات ساركوزي «مقلقة».

وقال إن تصريحاته «تقوض الاستقرار تماما في هذه الأجواء المتأزمة» حاليا.

ومنذ انتخابه في السادس من مايو/أيار 2007 عبر الرئيس الفرنسي عن مواقف متميزة بشأن المسائل الأوروبية مجازفا بإغضاب شركائه، أكان في موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أو فيما يتعلق بمنظمة التجارة العالمية وخصوصا بشأن البنك المركزي الأوروبي.

العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً