العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ

مجموعة «زين» قد تحول البحرين إلى مركز إقليمي للاتصالات

«الهيئة» تشدد موقفها بشأن تطبيق الأنظمة

رأى محللون ومديرون تنفيذيون في المنطقة أن قرار مجموعة الاتصالات الكويتية العملاقة (زين) نقل مقر عملياتها من الكويت إلى البحرين العام المقبل يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتحويل المملكة إلى مركز إقليمي مهم واستقطاب المزيد من الخبرات والتكنولوجيا في قطاع الاتصالات الذي يعد ركيزة رئيسية لنجاح مركز البحرين المالي والمصرفي الذي تتمتع به حاليّا.

وذكروا أن هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة يمكن أن تتشدد بشأن تطبيق الأنظمة التي تزيد من توسع سوق الاتصالات وفتح الطريق أمام دخول مزودين أقوياء جدد، في وقت بدا فيه تلألؤ الشركة الوطنية التي وضعت أساسا قويّا لقطاع الاتصالات يخفت بعد كسر احتكارها للقطاع دام أكثر من عقدين.

وأبلغ أحد المديرين في شركة جديدة للاتصالات «الوسط» أن تحول البحرين إلى مركز رئيسي لقطاع الاتصالات يعتمد على التطورات التي ستنتج عن انتقال «زين» إلى البحرين ووضع المنافسة في المملكة، وخصوصا مع وجود الكثير من الشركات التي تقدم خدمة الاتصالات لكنها تعتمد اعتمادا شبه كليٍّ على خدمات شركة البحرين للاتصالات (بتلكو).

وأضاف أنه من المنتظر أن تجلب «زين» خبرات وتكنولوجيا متقدمة لكي تدير عملياتها في 21 بلدا تعمل فيها المجموعة وهذا بحد ذاته مكسب للبحرين ولكن الذي يمكن أن يحدد مدى جاهزية البحرين لأن تكون مركزا إقليميّا هو هيئة تنظيم الاتصالات والنظم والتشريعات التي تضعها.

نائب الرئيس لشركة «مينا تيليكوم» عبدالرزاق جواهري صرح بأن قرار «زين» الانتقال إلى المملكة «سيعزز مكانة البحرين كمقر استراتيجي ويقوي قطاع الاتصالات وخصوصا أن البحرين لديها أنظمة وقوانين ترقى إلى مستوى دول عالمية».

وأضاف جواهري، الذي هو أيضا العضو المنتدب للشركة، أن انتقال «زين» هو بداية «وبداية جيدة لتكوين مقر إقليمي ولكن على الجهات الرقابية تسهيل الأمور على الشركات الأخرى للمجيء إلى البحرين لأن زين هي واحدة من هذه الشركات». و»مينا تيليكوم» هي إحدى الشركات التي تنافس في قطاع الاتصالات في البحرين وفازت برخصة لتقديم خدمات الهاتف اللاسلكي مثلها مثل زين.

وقال مسئولون في «زين»، التي تعد أكبر شركة خاصة في الوطن العربي إذ يبلغ إجمالي قيمتها السوقية أكثر من 30 مليار دولار ويعمل بها حوالي 14 ألف موظف، إن أية دولة تفوز باحتضان المجموعة كمركز رئيسي للانطلاق نحو الأسواق العالمية سيحقق لها عائدات على مستويات العمالة من حيث التأهيل والتدريب بجانب الفوائد التى سيجنيها المواطنون ومضاعفة السمعة الطيبة التى تتمتع بها الدولة كمركز مثالي لاحتضان الشركات العملاقة وجذب الاستثمارات.

وتسعى المجموعة إلى الالتصاق بالهوية العربية في وقت تحاول جاهدة أن تصبح واحدة من أكبر 10 شركات اتصالات في العالم عن طريق استثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية والتطوير في مبادرة جريئة تهدف، على ما يبدو، إلى تكوين إمبراطورية اتصالات. كما تسعى إلى إدراج أسهمها في أسواق أوروبا في العام المقبل، وتتوقع أن تبلغ إيراداتها نحو 6,5 مليارات دولار العام الجاري في حين تتوقع المجموعة أرباحا صافية تتجاوز مليار دولار.

وتجوب المجموعة آسيا وإفريقيا بحثا عن الفرص المتوافرة وتجازف بالدخل في أسواق لا يخطر على البال الدخول فيها مثل السوق العراقية والسوق النيجيرية ولكن هذه هي نظرية رأس المال الجريء، فكلما زاد الخطر والمجازفة في السوق ارتفعت حصيلة الأرباح المتوقعة.

وتطمح «زين» إلى أن تحصل على أكثر من 70 مليون مشترك بحلول العام 2011 إذ إن لديها الآن نحو 29 مليون مشترك وبنهاية السنة سيرتفع العدد إلى 40 مليونا.

وتعتبر مجموعة «زين» رقم 12 عالميّا، وهي الأكبر عربيّا من حيث الانتشار الجغرافي إذ توجد في 20 دولة، وتعمل في الكويت والبحرين والعراق والأردن والسودان بالإضافة إلى 14 دولة في إفريقيا ما يعطيها فرصة كبيرة في النمو وبناء شركة اتصالات تستطيع المنافسة عالميّا. وبلغ مجموع إيرادات العام الماضي 4,2 مليارات دولار في حين وصل صافي الربح أكثر من مليار دولار.

الهيئة وبتلكو

ومن المنتظر أن تتشدد هيئة تنظيم الاتصالات في تطبيق الأنظمة التي وضعتها لتضمن استمرار فتح السوق التي تم تحريرها في نهاية العام 2003 بهدف تقديم أفضل الخدمات بأسعار منخفضة. وقدمت الهيئة أكثر من 134 رخصة لتقديم مختلف خدمات الاتصالات.

الرئيس التنفيذي لشركة «توكونكت» (2connect) فهد الشيراوي رأى أن الهيئة تضغط بقوة على «بتلكو» بهدف التحرير الكامل للسوق في حين أن الشركة الوطنية تقاوم ذلك «وهذا حق طبيعي لكلا الجانبين». لكنه قال إن الضغط على شركة وترك أخرى تعمل كما تريد قد يكون فيه خلل.

وأعطى مثالا بقوله إن من حق أية شركة جديدة الاتصال بزبائن بتلكو ولكن هذا لا يسري على مجموعة «زين». مضيفا «نحن متأكدون من أن الهيئة ستقوم بخطوات جريئة صحيحة من أجل تصحيح الوضع ولكن لا أحد يعرف متى سيتم ذلك».

كما قال إن الضغط الذي تضعه الهيئة على «بتلكو» لخفض أسعارها إلى الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات غير مفيد كثيرا والأفضل أن يتم إقناع بتلكو بخفض أسعار الاتصالات المقدمة إلى الزبائن «ولفترة محددة لتمكين الشركات المنافسة من الدخول في السوق ومن ثم رفع هذه القيود عن بتلكو وترك تحديد الأسعار للسوق».

كما بيَّن الشيراوي أن الكثير من زبائن بتلكو والموالين لها سيستمرون في التمسك بالشركة في المستقبل المنظور.

ويرى محللون أن بتلكو، كشركة اتصالات وطنية، تكافح على عدة جهات وبقوة للوفاء بالتزاماتها الوطنية من جهة والمحافظة على حصتها في السوق وتحقيق الربحية وتقديم خدمات رخيصة من جهة أخرى لكنها تواجه تحديا كبيرا ليس فقط من عملاق الاتصالات القادم وإنما كذلك من قوانين الهيئة والأنظمة الرسمية.وبيّن المحلل بعض التحديات التي تواجهها بتلكو، وقال: «على الشركة أن تثبت وجودها في سوق اتصالات يتسم بالمنافسة الشديدة وتقديم المزيد من المنتجات الرخيصة، وإثبات أن الشركات التي تملكها مفيدة وتدر أرباحا، وعليها أن تستجيب لمطالب لا تتوقف من هيئة تنظيم الاتصالات وكذلك مراعاة الموظفين البحرينيين كشركة وطنية يهمها مصلحة الوطن والمواطنين».

وأضاف «لا تزال بتلكو في نظر الهيئة تعتبر شركة محتكرة. ربما هي كذلك في بعض الأوجه ولكن بالتأكيد ليس في جميع أوجه قطاع الاتصالات وخصوصا أنها فقدت حصة كبيرة من سوق الهاتف النقال لمجموعة زين».

شركات مسيطرة

ويقول المحللون إن أربع شركات اتصالات تتحكم الآن في سوق البحرين، هي «بتلكو» و»زين» و»توكنكت» و»لايت سبيد للاتصالات» وأن شركة خامسة هي في طريقها لنيل كذلك حصة من السوق وهي شركة «مينا تليكوم» التي تعاقدت مع الشركة الأميركية «موتورولا» لإقامة شبكة متطورة من الاتصالات اللاسلكية في المملكة.

وحصلت «مينا تليكوم» على رخصة لتقديم الهاتف الثابت في البحرين مثلها مثل «زين» التي قالت إنها ستبدأ تقديم خدمة الانترنت اللاسلكي الشهر الجاري ولكن يبدو أن موعد إطلاق الخدمة سيتأخر إلى الشهر المقبل بسبب شهر رمضان.

وأوضح المحللون أن لكل شركة زبائنها، وبعضها مرتبط بالمشروعات التي تقيمها في البحرين، ولكن أكثر حصة في سوق الاتصالات تذهب إلى شركة بتلكو، تليها «زين البحرين».

وعلى رغم أن سوق البحرين واعدة فإن صغر حجمها دفع هذه الشركات إلى التوسع الإقليمي والبحث عن فرص استثمارية في شركات قائمة، ما عدا مجموعة «زين» التي تسعى إلى التوجه الدولي.

فقد تملكت بتلكو، التي استثمرت أكثر من مليار دولار لتكوين واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في المنطقة، شركة الاتصالات الأردنية الحديثة (أمنية) بالإضافة إلى حصة تبلغ 20 في المئة من شركة الاتصالات اليمنية (سبأ فون). كما أنها تبحث عن المزيد من فرص التملك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً