العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ

إبرام اتفاق زراعي في جولة الدوحة يتطلب مزيدا من التنازلات

قال دبلوماسيون تجاريون أمس الأول (الجمعة) إن إبرام اتفاق بشأن الزراعة في محادثات التجارة العالمية يستلزم مزيدا من التنازلات وإن كانت الخطوط العريضة لاتفاق بدأت تلوح مع إحراز تقدم في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال كبير مفاوضي الزراعة في جولة الدوحة غو غلوبر عن الممثل التجاري الأميركي في منتدى لمنظمة التجارة العالمية «من الواضح أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين انجازه في الأسابيع القليلة المقبلة للحصول على اتفاق».

وينصب الاهتمام على الزراعة منذ شهر مع استمرار جهود المفاوضين لإتمام جولة الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية والتي انطلقت منذ ستة أعوام تقريبا بهدف تعزيز الاقتصاد العالمي وتحرير التجارة العالمية.

ويصعب إدراك أهمية الملف الزراعي من المحادثات على الكثيرين في البلدان الغنية إذ تشكل الزراعة جانبا ضئيلا من الإنتاج والعمالة.

لكن الزراعة تظل مسألة حساسة سياسيا في كل مكان. وفي الدول النامية التي يفترض أن تكون المستفيد الحقيقي من الاتفاق المزمع غالبا ما تكون هي القطاع المهيمن على الاقتصاد. وربما يبرز هذا في الهند أكثر من أي مكان آخر إذ يشهد الاقتصاد طفرة لكن مئات الملايين من الناس مازالوا يعتمدون على الزراعة. ومن شأن تعرض القطاع الزراعي لصدمات أن يتسبب في زعزعة الاستقرار بشدة.

وقال سفير الهند يوجال سينغ بهاتيا إلى منظمة التجارة العالمية «كل هذه العوامل إنما تعزز إصرارنا على ضمان معاملة الزراعة في الدول النامية بشكل مختلف».

ويعني هذا ببساطة أن الدول النامية تريد حق التدخل في القطاع الزراعي للتعامل مع أزمة أو بغية الاستثمار في جانب من برامجها للتنمية بينما تطالب الدول الغنية في الوقت نفسه بوقف الدعم الذي تقدمه لمزارعيها ويتسبب في تشوه السوق.

وقال نائب سفير البرازيل لدى المنظمة باولو استيفاي دو مسكيتا «لدينا خلاف أساسي فيما يتعلق بالعدالة في الزراعة».

وركز الدبلوماسيون التجاريون على الزراعة في الأسابيع القليلة الماضية لأنه على رغم الحساسيات فقد انطوي نص تفاوضي قدمه وسيط لمنظمة التجارة العالمية في يوليو/ تموز على أفضل الآمال للتوصل إلى توافق في الآراء بينما انقسمت الأطراف بشأن ورقة مماثلة في الصناعة.

ويسعى المفاوضون الآن إلى التوصل لدرجة كافية من الاتفاق في محادثات الزراعة والسلع المصنعة حتى يأتي الوزراء إلى منظمة التجارة العالمية للتصديق على الخطوط العريضة لاتفاق عالمي شامل.

وينتظر عموما أن تشمل العناصر الأساسية خفضا في الدعم الزراعي الأميركي والتعريفات الزراعية للاتحاد الأوروبي تزامنا مع خفض التعريفات الصناعية للدول النامية.

وتقول واشنطن إنها أبدت مرونة بموافقتها على تقييد الدعم الزراعي في نطاقات اقترحها وسيط منظمة التجارة. لكنها تقول أيضا إن على الدول الأخرى أن تحدد التعريفات الجمركية والدعم في إطار الحدود المقترحة في نصي الزراعة والصناعة على حد سواء وذلك في تحد ردد صداه المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون الذي قال: «إن عدة بلدان نامية لم تؤيد النصين بعد».

وقال في بيان «تستطيع الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل توجيه رسالة كهذه لدى اجتماعها في 17 أكتوبر/ تشرين الأول. من المهم أن يفعلوا».

ونظرا لان التعريفات الجمركة في البلدان النامية شديدة الارتفاع بالفعل فسيتعين أن تتراجع بنسبة أكبر من تعريفات الدول الغنية.

وقال سينغ بهاتيا إن هذا يناقض تفويض محادثات جولة الدوحة الذي يقول إن على الدول المتقدمة أن تقوم بتخفيضات أكبر.

العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً