قال وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة: «لنتخذ من هذه الأيام الفاضلة والليالي المباركة واللحظات الروحانية المفعمة بالإيمان في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم... لنتخذ من ذلك منطلقا لوحدتنا وألفتنا وتقاربنا وتآخينا ولنعمل جميعا يدا واحدة لخير ديننا ومجتمعنا ووطننا».
كما فتح الوزير في لقاء مهم نظمته الوزارة لمنتسبيها مساء أمس (الأحد) بمركز الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج الحضور، بوابة الحوار بين القضاة وعلماء الدين والدعاة في البلاد للتباحث في القضايا التي تلامس هموم الوحدة وتعميق قيم ومعاني الحوار، الأمر الذي حقق إجماعا من الحضور على وجود مساحات واسعة للتقارب أكبر بكثير من عوامل التباعد.
ودعا الوزير العلماء والوعاظ والخطباء وكذلك القضاة في البلاد إلى مواجهة التيارات والتحديات التي تعمل على «التفرقة»، مؤكدا أن المجتمع البحريني يعيش منذ زمن بعيد في ظل تعددية فكرية وثقافية مشرفة ومقبولة من كل أطيافه.
وشدد الوزير خلال اللقاء على هدف الوحدة والتآلف تيمّنا بشهر رمضان المبارك قائلا: «لنترجم معا معاني الأخوة التي تجمع بيننا فتجعلنا أسرة واحدة تتعاون وتعمل في سبيل الوحدة والتآلف لخدمة ديننا ووطننا»، مبديا استعداده للجلوس مع الحضور للاستماع وتبادل الرأي في كل ما من شأنه تحقيق التقدم في سبيل تأدية الرسالة الدعوية.
وجاءت دعوات الوزير لإنجاح أهداف اللقاء من خلال ما كرّر تأكيده عليه من أن الجميع يسيرون في سفينة واحدة، والوصول إلى برّ الأمان مرهون بالتآلف والتكاتف والوحدة في مواجهة التيارات والتحديات التي تعمل على فرقتنا، موضحا أن المجتمع البحريني الذي يعيش منذ زمن بعيد في ظل تعددية فكرية وثقافية مشرفة ومقبولة من كل أطيافه، لا ينتظر من الحضور دعما لهذه التعددية فحسب، ولكن ينتظر دعما لقيم الدين الحنيف حتى يستطيع مواجهة متطلبات هذا العصر، دعما لقيم الأسرة وصلة الرحم وتربية الأبناء، ودعما لتحفيز الشباب على التعلم والعمل والمنافسة الشريفة ونبذ التواكل والخمول والشعور بالإحباط.
لكن الوزير تطرق إلى الدور المنشود من العلماء قائلا: «إن دعمكم لكل ما تقدم وحفزكم للناس على مواجهة تحديات العصر بنفس راضية وعزم قوي وثقة بالله لهو السند لوحدتنا الوطنية عبر خطاب إسلامي تجديدي يراعي الخصوصية ويحافظ على الثوابت والهوية الإسلامية».
ولم يغفل دور المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في إرساء قواعد الوحدة الاجتماعية والوطنية حفاظا على مكتسبات الوطن والمواطن الذي ترجمت الحكومة أهدافه وأسسه وتطلعاته، مكررا مساندة الجميع بالقول: «سأظل لكم أخا مساندا ومعاونا في رسالتكم وستبقى قلوبنا وأبوابنا مفتوحة لكم في كل وقت وحين ليبقى الود والتواصل والألفة والمحبة من صميم قناعاتنا، ولتتعمق بيننا قيم ومعاني الحوار والنصح الصادق». وعرّج الوزير على المقارنة بين الأمة الإسلامية وسائر الأمم بطرحه نقطة محورية معبرا عن أسفه في رؤية أمم أخرى لا تملك ما يملكه المسلمون من أسس ومبادئ الوحدة والتمكين وقد توحدت وأصبحت كتلة واحدة، ولم نرَ للمسلمين وحدة على رغم وجود كل أسباب وحدتهم وما يدعوهم إليه دينهم. واتفق عدد من العلماء والدعاة الذين استطلعت «الوسط» آراءهم على أهمية هذه اللقاءات التي دعوا إلى تكرارها وتكثيفها بغرض إزالة كل ما يؤثر على استقرار المجتمع، مؤكدين في الوقت ذاته على أن المتغيرات الإقليمية المحيطة تستدعي وجود لقاءات مستمرة وصريحة لمعالجة الإشكالات المؤثرة في المجتمع».
العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ