تمكن الوفد الإعلامي لحلبة البحرين الدولية المكلف بمتابعة الجولة العاشرة من سلسلة بطولة (V8) سوبر كارز الأسترالية والمقامة حاليا على حلبة بانوراما في مقاطعة باثرست من الظفر في اليوم الأخير بلقاء مهم للغاية واستثنائي بكل ما في الكلمة من معنى مع الأب الروحي للبطولة هاري فيرث، إذ فتح قلبه لنا ورحب بالحديث مع وفد يمثل موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط.
هاري فيرث أعرب عن سعادته بلقاء الوفد، موضحا أهمية تبادل الخبرات في مجال رياضة السيارات قائلا: «أنا سعيد للغاية بلقائي بكم، وتكمن سعادتي في لقائي مجموعة تمثل حلبة البحرين الدولية ممثلة في مملكة البحرين والتي نكن لها كل الاحترام والتقدير على تعاونهم معنا ومحاولاتهم الجادة في تعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات بيننا، ولاشك في أن سلسلة بطولة (V8) سوبر كارز الأسترالية تمثل أحد أهم المحطات في عالم رياضة السيارات وأبرز الساحات الرياضية التي تمتلك تاريخا ناصعا».
وفي سؤال للأب الروحي لهذه البطولة إن كان يتوقع في يوم من الأيام أن يعبر سباق (V8) البحار والمحيطات ويقطع المسافة الطويلة ليقام في البحرين قال: «على الإطلاق، منذ أن كنت شابا يافعا وأنا أمارس رياضة السيارات لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن تصل البطولة بكل ما فيها من تاريخ وشغف أسترالي إلى حلبة البحرين الدولية التي تقع في منطقة تعد بعيدة عن أستراليا بآلاف الكيلومترات، ولكن هذا ما حدث وتحقق للبطولة ونحن نعتز بذلك، وها أنا أتحدث مع مجموعة طيبة تمثل البحرين وتعكس لنا تاريخها العريق وطيبة أهلها وشغفها الحالي في رياضة السيارات، إذ يحاول المسئولون هناك استقطاب أهم السباقات الدولية ومن الطبيعي أن سباق (V8) الذي أنتم بصدده اليوم هو أحد السباقات المهمة ويحظى بشعبية كبيرة وبعشق كل الأستراليين».
وحاول الوفد النبش في تاريخ السائق السابق فلم يتردد فيرث في فتح ملفات الماضي وما تسعفه به الذاكرة قائلا: «أنتم تعودون بي إلى ماض جميل جدا وإلى أيام الصبا والبقاء خلف مقود القيادة لساعات طويلة من دون كلل أو ملل، إذ كانت صحتي وبنيتي الجسدية تسعفني لذلك وللقيام بمهمات كثيرة أخرى، لقد فزنا بالبطولة في 1960، 1961، 1962، 1964 و1965 إنه فوز رائع ويبعث على الفخر والاعتزاز؛ لأننا كنا نسعد محبينا ونرسم على وجوههم الابتسامة، ولمعلوماتكم لأنكم أعزاء على قلبي لقد بدأت حياتي في رياضة السيارات منذ عام 1947 ببداية بسيطة، وأذكر في ذلك الوقت أن كل الأمور كانت متواضعة ولا توجد أي مبان حول مضمار السباق، كما أن الأموال لم تكن متوافرة لدينا، إذ كان الوضع المادي صعب للغاية ولكن البطولة كانت تسير وتتطور يوما بعد يوم لتصل إلى ما وصلت إليه من تقدم في هذه الأيام».
وعن الحد الذي وضعه لمسيرته الحافلة بالإنجازات قال: «في العام 1967 وضعت حدا لمسيرتي خلف مقود القيادة، وكان همي الأكبر أن أترك المقعد الذي عشقته والمضمار الذي أتنفس هواه وأنا في ألقي وفي قمة عطائي، وهذا ما حدث بالضبط وعلى أساس هذا التوقيت المناسب حصلت على المكانة التي أتمتع بها من الحب والإعجاب عند عشاق رياضة السيارات في أستراليا، وهذه الأجواء الطيبة وفرت لي المناخ الجيد للعمل كمدير فني في فريقي (هولدن تول إتش إس في ديلر)».
وقبل أن نودع رجل سباق (V8) الأول أعربنا له عن شكرنا العميق على تفضله بمنحنا جزءا من وقته الثمين وأمنياتنا أن نراه في مملكة البحرين قريبا وتحديدا داخل حلبة البحرين الدولية ليتعرف على تجربة مملكة البحرين الهائلة، فرد الرجل بكل دبلوماسية وبكل ما يملك من خبرة واسعة في مثل هذه الأجواء التي تستدعي تبادل الزيارات قائلا: «أتمنى ذلك، ولكن يجب أن يدعوني أحد».
العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ