عرض المركز الثقافي (ابن خلدون) بالعاصمة التونسية فيلما وثائقيا عن حياة العلامة والمؤرخ التونسي عبد الرحمن ابن خلدون انتج بمناسبة الذكرى المئوية السادسة لوفاته. وعرض الفيلم للجمهور بحضور ممثلين من بينهم علي الخميري الذي تقمص شخصية ابن خلدون ويونس الفارحي وصلاح مصدق ومنتجة الفليم هاجر بن نصر.

والمنتجة هاجر بن نصر تهتمّ بإنتاج الأفلام الوثائقية، ومن أهم الأفلام التي أنتجتها إلى جانب هذا الفيلم «امرأة من كيرانيس» و»توزر... وشم على وجنة الصحراء» و»البلاستيك... هذا الزائر»... وشارك الفيلم الذي لم يعرض بعد في القاعات التجارية في المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون الذي أقيم في تونس، وحصل على الجائزة الأولى.

ولد ابن خلدون في تونس وعاش متنقلا بين عديد الأقطار ليستقر في مصر وبقي فيها حتى وفاته قبل ستمئة عام. وهو صاحب «كتاب المقدمة» التي تعد الجزء الأول من تاريخه المسمى «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» الشهير احد أبرز الاعلام الفكرية فى العالم العربي والاسلامي وقدم الكثير من النظريات الجديدة في علم الاجتماع والتاريخ والعمران.

ومثل شخصية ابن خلدون فى شبابه وشيخوخته علي الخميري في الفيلم الذي أخرجه الحبيب المسلماني. ويروي الفيلم سيرة العلامة ابن خلدون ورحلاته في المغرب والمشرق في العصر الوسيط وتطرق إلى بعض جوانب حياته السياسية وأفكاره.

وعمل ابن خلدون في جامع القرويين في فاس بالمغرب وجامع الأزهر بالقاهرة واشتغل أيضا في مجال القضاء وغيرها من مدارس المعرفة التي انتشرت في أرجاء العالم الاسلامي.

واقتصر الفيلم الذي استغرق 90 دقيقة على حياة ابن خلدون ورحلاته واهتماماته السياسية ولم يركز على مساهمات ابن خلدون وتأثيره في مجالات الفلسفة والتاريخ والعمران. ويفسر المسلماني تركيزه على هذه الجوانب من حياة ابن خلدون قائلا «من الصعب الإلمام بحياة العلامة ابن خلدون فى فيلم يدوم 90 دقيقة لذلك حاولنا إبراز أهم مراحل حياته وأهم المحطات المؤثرة فيها.

وبلغت كلفة الفيلم قرابة 400 الف دولار أميركي من بينها 120 ألف دولار منحتها وزارة الثقافة لدعم الفيلم. وتمثل العودة لابن خلدون في الفيلم استذكارا وصقلا للذات الثقافية والحضارية، لذلك اعتبر هذا الفيلم رسالة إنسانية بمختلف المعاني. وتحتفل عواصم شمال إفريقيا بالذكرى المئوية السادسة لرحيل ابن خلدون بإقامة ندوات فكرية وإقامة معارض.