عاد اللاعب الألماني من أصل إيراني أشكان ديجاجا (21 عاما) للمشاركة في تدريبات ناديه فولفسبورج أمس (الخميس) بعد تغيبه عن تدريب أمس الأول (الاربعاء).
وقال المدير الفني للفريق فيليز ماجات: «أشكان لم يتعرض للايقاف. سيستمر في التدريب مع الفريق»، مشيرا إلى أنه منح اللاعب راحة من التدريبات اليوم فقط.
وجاء تغيب اللاعب عن التدريب أمس عقب الجدل الكبير الذي أثاره رفضه المشاركة مع منتخب الشباب الالماني تحت 21 عاما في مباراة اليوم (الجمعة) خارج أرضه أمام إسرائيل في تصفيات بطولة الامم الاوروبية للشباب.
وكان اللاعب فسر رفضه السفر واللعب أمام الكيان الصهيوني بأنه راجع «لاسباب شخصية» فيما نقلت تقارير إخبارية عنه قوله إنه لن يسافر لاسباب سياسية.
من ناحية أخرى، يصدر الاتحاد الالماني لكرة القدم قراره خلال الاسبوع المقبل بشأن مصير اللاعب في المنتخب الالماني عقب الاجتماع المزمع بين اللاعب ورئيس الاتحاد تيو تسفانتسيجر الذي قال: «إذا كان ديجاجا مرتبطا بالقواعد المعمول بها في إيران فلن نقبل ذلك. وإذا فعلنا ذلك سنخضع للنظام الذي ينكر حقيقة وجود المحرقة النازية».
واستحوذ ديجاجا (20 عاما) على عناوين الصحف ووسائل الإعلام الاثنين عندما قال إنه لن يشارك مع المنتخب الألماني للشباب تحت 21 عاما في مباراته التي يخوضها في الكيان الصهيوني اليوم (الجمعة) لأسباب شخصية. ونقلت تقارير إخبارية عنه قوله إنه لن يسافر مع الفريق لأسباب سياسية.
ولم تعترف إيران منذ قيام الثورة الاسلامية فيها العام 1979 بالحق في وجود الكيان الصهيونيي، كما لا يسمح للايرانيين بالسفر إلى الكيان الصهيوني.
وولد ديجاجا في إيران وانتقل إلى ألمانيا وعمره عام واحد فقط. وتسبب غياب ديجاجا عن المباراة في اضطراب وقلق شديدين في ألمانيا.
وطالب مجلس اليهود المركزي في ألمانيا الاتحاد الألماني لكرة القدم باستبعاد ديجاجا من صفوف المنتخب، كما أعرب رجال السياسة في ألمانيا عن غضبهم.
واعترف تيو تسفينتسايجر رئيس الاتحاد بوجود بعض الأخطاء في معالجة هذه القضية، مشيرا إلى أنه سيلتقي مع اللاعب لمناقشة مستقبله مع المنتخب الألماني.
وترأس تسفينتسايجر بعثة المنتخب الألماني للشباب في رحلتها أمس الأول الاربعاء إلى تل أبيب للعب مع منتخب الكيان الصهيونيي في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا للشباب تحت 21 عاما.
وقال تسفينتسايجر بعد الوصول مع الفريق إلى تل أبيب إنه سيتحدث مع شارلوت كنوبلوخ رئيسة المجلس اليهودي ويأمل في الاجتماع بسرعة مع ديجاجا، وقد يكون ذلك في الأسبوع المقبل عقب مباراة المنتخب الألماني الأول مع نظيره التشيكي في ميونيخ ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2008).
وحذر تسفينتسايجر قائلا: «إذا كان ديجاجا مرتبطا بالقواعد المعمول بها في إيران فلن نقبل ذلك. وإذا فعلنا ذلك سنخضع للنظام الذي ينكر حقيقة وجود المحرقة النازية (هولوكوست)».
وزار تسفينتسايجر فور وصوله إلى تل أبيب النصب التذكاري للمحرقة النازية (هولوكوست) في ياد فاشيم ورافقه في هذه الزيارة ماتياس سامر المدير الفني للاتحاد الألماني وديتر إيلتس المدير الفني للمنتخب وأحد اللاعبين. وقال شتيفان كالر المتحدث عن وزارة الداخلية أمس الأول (الاربعاء): «إن «قضية هذا اللاعب من شئون الاتحاد الألماني لكرة القدم ويجب أن يقرر الاتحاد كيف يتصرف... لكن وجهة نظر الوزارة هي أن كل لاعب يستدعى للمنتخب يجب أن يكون مستعدا للعب في أي بلد يرتبط بعلاقة مع الاتحاد الألماني للعبة. العوامل السياسية يجب ألا تلعب دورا على أية حال». ووصف كالر رغبة تسفينتسايجر للاجتماع مع اللاعب بأنها التصرف السليم بالتأكيد.
وأوضح مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف والذي تمتد سلطاته أيضا إلى منتخب الشباب أن ديجاجا قد لا يفصح عن الدوافع السياسية.
ولكن بيرهوف قال: «نريد من لاعبينا أن يحددوا الفريق والدولة التي يلعبون لها. وإذا لم يكن الامر كذلك فإننا لا نريد اللاعب في صفوف فريقنا».
في غضون ذلك، ركزت وسائل الإعلام الإيرانية أمس الأول (الأربعاء) اهتمامها على قضية ديجاجا التي أثارت الكثير من الجدل السياسي في ألمانيا.
ووصفت صحيفة «جول» الرياضية قرار اللاعب «بالبطولي والبارع» فيما وجهت انتقادات للمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا الذي طالبت رئيسته كنوبلوخ الثلثاء باستبعاد ديجاجا من المنتخب لرفضه المشاركة في المباراة. وقالت الصحيفة الإيرانية اليوم: «يقوم اللوبي اليهودي في ألمانيا باستثارة موجة سياسية ضد قرار ديجاجا البطولي».
في الوقت نفسه، وصف التلفزيون الإيراني الرسمي قرار اللاعب بأنه «سلوك يدعو للفخر الشديد صدر من شاب لم ينشأ في إيران».
ولم تصدر بعد ردود فعل تذكر من جانب مصادر اتحاد كرة القدم الإيراني، كما أن وسائل الإعلام للكيان الصهيوني لم تهتم بذكر المسألة.
وكان قرار نجم نادي فولفسبورج أثار موجة من الجدل السياسي في ألمانيا.
وصرحت كنوبلوخ الثلثاء أن «من يفعل مثل اللاعب الألماني من أصل إيراني أشكان ديجاجا ويرفض المشاركة في مباراة أمام الكيان الصهيوني فهو يتصرف بشكل غير رياضي على الإطلاق؛ نظرا لأن المنافسات الرياضية ستتم بشكل سلمي ومحترم، كما أن من شأنها تجاوز جميع التوترات السياسية». وقال ديجاجا في تصريحات سابقة إن سبب رفضه المشاركة في المباراة يرجع إلى «أسباب سياسية» مضيفا «يعرف الجميع أني ألماني من أصل إيراني». وأثارت هذه الواقعة موجة كبيرة من الجدل لأنها أعطت انطباعا بتعاطف ديجاجا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كانت له تصريحات ضد الكيان الصهيوني. ويحمل ديجاجا جواز سفر ألماني وينحدر والداه من إيران.
ورفض ديجاجا في وقت سابق من العام الحالي عرضا من الاتحاد الإيراني للعبة ومن المدرب أمير كالينوي باللعب للمنتخب الايراني في بطولة كأس آسيا التي أقيمت قبل شهرين بالتنظيم المشترك بين 4 دول في جنوب شرق آسيا لكنه لم يستبعد إمكان اللعب للمنتخب الايراني.
واعتاد لاعبو إيران مواجهة فرق الكيان الصهيوني خلال عصر الملكية في إيران ولكن الاجواء السياسية كانت أخف وطأة آنذاك، كما كانت الجماهير الإيرانية تهتف ضد اللاعبين الصهيونيين في الاستادات آنذاك.
ولكن بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران تم منع الفرق الإيرانية ولاعبيها من حضور أية مسابقات رياضية تشارك فيها فرق الكيان الصهيوني وطبقت الاتحادات الرياضية هذا الحظر بكل صرامة ومن دون أي استثناءات.
أما بالنسبة للتقارير بشأن إمكان وجود ممارسات قمعية أو ضغوط من الحكومة الايرانية على عائلة ديجاجا أو أقاربه ومنهم شقيقه الذي يلعب لاحد أندية العاصمة طهران، فما زالت جميعها افتراضية؛ نظرا لانها الحالة الاولى من نوعها. وظهرت المشكلات بعدما بدأت الاندية الاوروبية في التعاقد مع لاعبين إيرانيين، كما أصبحوا مضطرين للعب أمام فرق الكيان الصهيوني في بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الاوروبي.
ونجح المهاجم الايراني الدولي وحيد هاشميان نجم فريق هانوفر حاليا في تجنب موقف مشابه سابقا عندما كان لاعبا في صفوف بايرن ميونيخ، إذ لم يسافر مع الفريق في إحدى مبارياته أمام فريق الكيان الصهيوني متعللا بالاصابة.
وربما يتعرض مهدي مهداوي لاعب هامبورج سابقا وإنتراخت فرانكفورت حاليا للموقف نفسه وخصوصا أنه قائد المنتخب الايراني.
العدد 1862 - الخميس 11 أكتوبر 2007م الموافق 29 رمضان 1428هـ