العدد 1872 - الأحد 21 أكتوبر 2007م الموافق 09 شوال 1428هـ

عطلة «يوم الصناديق» تثير الجدل في الدوري الألماني!

على النقيض من إنجلترا والدول الأوروبية الأخرى

بعد سنوات طويلة أصبحت فيها عطلة ما بعد أعياد الميلاد (يوم الصناديق)، الذي كان يتضمن وضع صناديق الهدايا في المنازل، من العلامات البارزة في تاريخ الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا)، إذ تبدأ معها عطلة الشتاء في هذه المسابقة، ويبدو أن الاستمرار في العمل بهذه العطلة في السنوات المقبلة أصبح محل شك.

وحتى قبل نحو شهرين على موعد هذه العطلة بدأت التساؤلات لدى الرابطة المنظمة للبوندسليغا والأندية ذاتها عن إمكان استمرار هذه العطلة في السنوات المقبلة.

فمع ارتفاع درجة حرارة الأرض تدريجيا من عام لآخر في كل أنحاء العالم ومع تحديث الاستادات في ألمانيا على مدار السنوات القليلة أصبحت هذه العطلة التقليدية محل شك وقد يتخلى عنها مسئولو رابطة البوندسليغا والأندية، على رغم أن عطلة الشتاء التي كانت تستمر على مدار 6 أسابيع كانت فرصة ثمينة لدى اللاعبين لإعادة شحن طاقاتهم واستعادة نشاطهم.

وكان السبب الرئيسي لمنح هذه العطلة الطويلة هو البرودة القارسة في الملاعب الأوروبية خلال النصف الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول وحتى نهاية شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام، بالإضافة لسوء حال الملاعب نتيجة لتساقط الجليد وتعذر اللعب عليها ما أدى لإلغاء الكثير من المباريات في الماضي.

ومن المقرر أن تكون عطلة الشتاء في الدوري الألماني هذا الموسم من 17 ديسمبر إلى 31 يناير.

وتمنح ألمانيا أكبر فترة لهذه العطلة الكروية من بين جميع الدول الأوروبية الكروية الكبرى بينما لا تتوقف منافسات الدوري الانجليزي بل والأكثر من ذلك تقام مرحلتين بالدوري في أسبوع عطلة (يوم الصناديق) نفسه وتكون هناك عطلة قصيرة في كل من إيطاليا واسبانيا في فترة الأعياد.

ووضعت رابطة البوندسليغا هذه القضية ضمن جدول أعمالها لكن التفكير في إلغاء هذه العطلة بداية من العام 2009 لم يصبح حقيقة بعد.

وقال متحدث عن الرابطة إن «قليل من المعايير تغيرت» عبر السنوات الماضية. ويتفق معه في ذلك إيرفن شتاوت رئيس نادي شتوتغارت حامل لقب الدوري الألماني.

وقال شتاوت في استبيان للرأي أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «ليست هناك بقرة مقدسة يمكنك التفكير في الأمر!».

لكن الشيء الذي يتفق عليه الجميع هو أن حال الجو لم تعد تضطر الألمان على منح هذه العطلة بفضل ارتفاع معدلات درجة الحرارة حول العالم وانخفاض معدلات هبوط الثلوج.

كما أن الملاعب الجليدية لم يعد لها وجود وأصبحت أمرا من الماضي لان جميع الأندية الألمانية المحترفة لديها الآن نظام لتسخين أرض الملعب. وأصبح إلغاء المباريات يحدث حاليا إذا تعذر تنظيف المدرجات وأسقف الاستادات من الثلوج.

كذلك فإن المال يمثل عاملا آخر إذ يمكن أن يدر إقامة المباريات في عطلة يوم الصناديق دخلا كبيرا لرابطة البوندسليغا والأندية من حقوق البث التلفزيوني والإعلانات.

أما هؤلاء الذين يفضلون العطلة فيقولون إنها فرصة لحصول اللاعبين على راحة في منتصف الموسم.

وتمنح معظم الأندية للاعبين إجازة لمدة أسبوعين للاستمتاع والاحتفال مع عائلاتهم بأعياد الميلاد وبداية العام الجديد وبعدها يستأنف اللاعبون تدريباتهم مع فرقهم وسط جو مشمس وفي مناطق تتسم بالدفء.

وقال رودي فولر المدير الفني السابق للمنتخب الألماني: «البلاد الأخرى تؤكد أن الألمان ماهرون لان اللاعبين يستعيدون نشاطهم ويلتقطون أنفاسهم في هذه الفترة.

وحذر هوب ستيفنز المدير الفني لفريق هامبورج قائلا: «اللاعبون سيظلون في الملاعب طوال العام إذا ألغيت هذه العطلة».

ولكن شتاوت أشار إلى أن اللاعبين في إنجلترا لا يعانون من أية مشكلات على رغم عدم وجود هذه العطلة وعلى رغم الجدول المتخم بالمباريات في إنجلترا أكثر منه في ألمانيا.

وسيكون من الحتمى تحديد عطلة صيفية أطول في حال إلغاء عطلة منتصف الموسم، لكن فولر ليس المدرب الوحيد الذي يرى صعوبة التوصل لاتفاق بشأن إلغاء تلك العطلة. وقال فولر: «ليست هناك حقيقة كاملة، وما من حل مثالي».

العدد 1872 - الأحد 21 أكتوبر 2007م الموافق 09 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً