72 ساعة فقط تفصل النجم الساحلي التونسي عن خوض الشوط الأول من رحلة المرحلة النهائية في الصراع الدائر على اللقب الغالي في دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.
وفي خضم الاستعدادات لهذا اللقاء الكروي الكبير حرصت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على اللقاء مع معز إدريس رئيس نادي النجم الساحلي ودار معه حوار متشعب حول الكثير من القضايا.
أكد إدريس أن الموسم الحالي 2007/2008 بالنسبة للنجم مختلف عن مواسمه السابقة وخصوصا عن الموسم الماضي فأهداف الفريق ووسائله متجددة.
وأوضح أنه يدرك تماما أن فريقه سيواجه عملاقا إفريقيا هو فريق الأهلي المصري الذي يمثل أكثر من نصف لاعبيه أعمدة أساسية في المنتخب المصري مشيرا إلى أنه على عكس ما يعتقده البعض فإنه يرى الأهلي هذا الموسم أقوى من أهلي الموسم السابق.
وأضاف إدريس: «لكننا كذلك نسير بفترة نجاح على جميع المستويات فلنا لاعبون في المنتخب التونسي أصحاب خبرة ولنا شبان يتقدون حماسا ولنا طاقم فني متكامل ويعرف ماذا يفعل وماذا يريد ونحن ندخل هذا النهائي كأبطال للموسم الكروي الماضي. لذلك فإن فرصتنا كبيرة مثل الأهلي. وأعتقد أنه لا يوجد تفوق لاي من الفريقين على حساب الآخر فهو لقاء بين عملاقين ستكون فيه الغلبة لمن يحسن التصرف في المباراتين سواء في سوسه أو في القاهرة».
وردا على سؤال بشأن إقامة مباراة الذهاب في سوسة والإياب بالقاهرة وما يمكن أن يحمله ذلك من أفضلية للأهلي، قال إدريس: «لا أشاطرك الرأي فالفرص متساوية وبإمكاننا أن نحدث المفاجأة حتى في القاهرة. مباراة السبت ستكون مهمة ولكنها ليست حاسمة أو محددة بل ستمتد الإثارة إلى مباراة الإياب بالقاهرة. النجم قادر على الفوز هنا أو هناك لكننا على رغم ذلك نسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور ليكون الفوز لنا في سوسة».
وعن رأيه في السيناريو الأمثل للقاء الذهاب في سوسة قال إدريس: «أفضل ما أتمناه هو أن نسجل في سوسة ولا تستقبل شباكنا أهدافا، وهذا ممكن في ظل امتلاكنا مهاجمين ممتازين وخطوطا متكاملة، فالنجم الآن في أفضل حال وكل لاعبيه متعطشون للألقاب وخصوصا اللقب الإفريقي الذي طالما أفلت منا، وأريد أن أذكر أن النجم يخوض النهائي الإفريقي وهو الآن من كبار إفريقيا.
الأهلي يدرك جيدا ويعرف أنه سيواجه فريقا يختلف عن فريق عام 2005 الذي تعادل معه في سوسة وفاز عليه 3/صفر في القاهرة».
وأضاف: «نحظى بتشجيع نحو مليوني تونسي أي نحو خمس سكان تونس وهذه أمور تقريبية لا توجد فيها إحصاءات والمقصود هو أننا ناد عريق لنا قاعدة جماهيرية عريضة وتقاليد معروفة وليس النجم فقط فكبار الأندية التونسية مثل الترجي والإفريقي وصفاقس».
وأوضح إدريس: «كرة القدم المصرية في تنافس مستمر مع نظيرتها التونسية، فتارة لنا وطورا لهم، ونحن بلد له تاريخ رياضي. هذا كله يؤكد أنه لا أفضلية للأهلي على النجم فنحن كذلك كبار وبإمكاننا الحصول على أي لقب ندخل المنافسة عليه».
وعن رأيه في اعتقاد البعض أنه تسلم رئاسة النجم الساحلي وهو في المقدمة وله من الإمكانات ما يجعله قادرا على كسب الرهانات وإحراز الألقاب من دون عناء، قال إدريس: «أنا لا أحرز ألقابا بل النجم هو الذي يحرزها سواء كان رئيسه معز إدريس أو غيره. تسلمت مقاليد رئاسة النجم وهو فريق كبير فعلا بتاريخه وإنجازاته ومكاسبه وهذه حقيقة لا ينكرها أحد».
وأضاف: «لكن ليتذكر الجميع أنني وجدت 7 لاعبين انتهت عقودهم وكان علي أن أتصرف بما يضمن مصلحة النادي وبسرعة فبدأنا في تجديد الفريق. وبعملية بسيطة يمكن أن نتأكد أن الفريق الذي أحرز البطولة هو فريق جديد بنسبة كبيرة ولا ننسى أن كلا من إيميكا أوبارا وياسين الشيخاوي رحلا عن الفريق وعلى رغم ذلك لم يتأثر النجم برحيلهما ونجحنا في الدفع بشبان أبلوا بلاء حسنا وهم الآن من العناصر التي تعتمد عليها الكرة التونسية. وهناك عناصر أخرى لابد من الرجوع إليها مثل فائض الموازنة وعدد المشتركين الذي وصل الآن إلى 8 آلاف مشترك ثم أيضا تألق باقي الألعاب في النادي ومنافستها على الألقاب».
وبالنسبة لتعاقده مع المدرب فرنسي برتران مارشان الذي عارض البعض التعاقد معه وعما إذا كان تعاقده مع مدرب فرنسي أيضا لفريق الشباب بالنادي مصادفة، قال إدريس: «ليست مصادفة فعندما قررت التعاقد مع مارشان كنت أدرك أنني سأجد بعض المعارضة من أطراف عدة ولكنني تمسكن برأيي لأني أعتبر ما قدمه مارشان من نجاح مع الافريقي وخبرته ما يسمح بالنجاح مع فريق النجم، كما أنني مقتنع بالمدرسة الفرنسية في التدريب والتي تحظى الان بسمعة عالمية جيدة وتصدر كفاءاتها إلى جميع أنحاء العالم، إضافة إلى عامل اللغة وتقارب الثقافة والجغرافيا. كل هذه العوامل حددت اختيارنا، ولا أعتقد أن من عارضوا فكرة التعاقد مع مارشان مازالوا على موقفهم لأنهم كانوا من نوع المعارضين للمعارضة فحسب، وهؤلاء موجودون في محيط النجم وفي محيط كل الأندية».
وعما شهدته علاقة النجم بباقي الأندية وخصوصا الترجي من تحسن ملموس في الفترة الماضية، قال إدريس: «العلاقة الآن على ما يرام، فأنا لا أقبل أن ندخل في صراع مع ناد آخر من أجل لاعب أو توقيت مباراة، وهذا ما يجب أن يفهمه الجمهور. المنافسة ضرورية والنجم منافس في كل الاتجاهات لكن العلاقات البشرية والتعاون بين الأندية عند الحاجة ضروري. لنتذكر أن لاعبي هذه الأندية ولاعبي النجم يرتدون الزي نفسه في المنتخب».
وعن إقامة مباراة الإياب باستاد الكلية الحربية وليس في استاد القاهرة قال إدريس: «كنت أفضل استاد القاهرة لأن الجمهور بعيد من اللاعبين ولأن أجواء هذا الملعب أجواء مباريات كبيرة، وأنا لا أخاف هذه الأجواء، ولاعبو النجم متعودون على ذلك ولا شيء يوقف طموحنا سواء في ملعب كبير أو صغير وجمهورنا سيكون حتما معنا في القاهرة كما يساندنا في سوسة».
العدد 1875 - الأربعاء 24 أكتوبر 2007م الموافق 12 شوال 1428هـ