لم يتسبب شخص في إثارة الوسط الرياضي البحريني لهذه الدرجة من قبل مثلما فعل مدرب الفريق الأوّل لكرة القدم بنادي المنامة حاليا والرفاع سابقا رياض الذوادي ليفتتح بذلك سلسلة جديدة من الجدل والحوادث الساخنة في رياضتنا المحلية «المهترئة» و»الهزيلة».
الرجل الذي اعتاد على أجواء مختلفة في ناديه السابق، وأصبح مثار جدل كبير في أوساطنا المحلية بتصاريحه اللاهبة فلا يضاهيه أحد في ساحاتها أو يساويه شخص في طرق إقناعه، تسبب في إثارة الوسط الرياضي لدرجة أنّ قرار انتقاله لنادي المنامة كان مفاجئا وربما تسبب في قلق البعض، حتى أن هناك من كان يتمنى ابتعاده عن الساحة الرياضية لأسباب مختلفة منها الابتعاد عن «وجع الرأس» و»الدوخة» التي يسببها الذوادي.
أما الأمر الأكثر غرابة هو حال الرفاعية أنفسهم مع هذا الرجل فهم يعشقون شخصه، ولا يستطيعون إلاّ الانجراف وراء رغباته «المتعبة» لما تحويه من تحدِ وثقة افتقدوها من أمد بعيد، وعرفوا أنه جاء ليغير ما أصاب الرفاعية عليه من استكانة وقناعة متناهية في الموسم الماضي جراء غياب البطولات وخسارته المتعددة، في الوقت نفسه لا يملك أشد المؤيدين له إلا أنْ يعترض ويرفض تصرفاته وتصريحاته معطيا انطباعا لدى الجميع أنه «مسنود»، ما يجعله يضيع حقوق النادي بيده من دون أنْ يدرك سبب تصرفاته العشوائية الهوجاء ومعالجته الخاطئة للكثير من الأمور التي تحتاج إلى الحكمة الذي يفتقدها في الكثير من قراراته.
ولا شك أنّ الوضع الجديد الذي وجد نفسه فيه الذوادي بانتقاله إلى نادي المنامة يطرح الكثير من الأسئلة عن تصرفات هذا المدرب في المرحلة المقبلة فهل جاء ليرحل من جديد؟ أما عاد من أجل العناد وتصفية الحسابات؟ أم هو فعلا جاد في قيادة طيور المنامة من خلف الكواليس للأمام والحصول على البطولات؟ وان كان هناك من يشكك «الكثيرون أم القليلون لا يهم» في حكمته لقيادة الفريق لبر الأمان على رغم مصداقيته لان المتربصين به كثيرون من الداخل والخارج، علاوة أن طموحاته البعيدة تقف ضد رغبات المنافسين خصوصا أبناء القلعة الحمراء والذي يتربص بالذوادي المنون.
وآخر تقاليع الذوادي هذا الموسم هي القضية الناشبة حاليا بين ناديي المنامة والحد حول اللاعب الصربي إيفان والذي جاء في البداية وتدرب مع المنامة ولكنه سرعان ما غادره «باقتراح برغبة» من «النائب المتعب» الذوادي؛ ليلتحق إيفان بنادي الحد ويخوض معهم فترة تجربة نجح فيها بدرجة امتياز، والغريب أن الحد خاض لقاءا وديا مع المنامة لعب فيه إيفان وظهر بصورة أكثر من رائعة، وكما يقول أحد القريبين من نادي المنامة إن إيفان في المباراة «بهدل» المنامة «اتبهدل»، ويستمر المنامي في حديثه قائلا: «في اليوم التالي شاهدنا إيفان أول من يدخل ملعب المنامة للتدريب مع الفريق»، مواصلا «يبدو أن هناك «اقتراح برغبة» جديد من الذوادي لضمه إلى صفوف الفريق وهو ما كان فعلا؛ ليدخل الناديين في صراع على لاعب محترف، وأعتقد أن السبب معروف... وهو الذوادي.
نعم، إنا نعشق شخصه بل نعتبره فاكهة الدوري البحريني ولكن أن تصل الأمور إلى مشكلات نحن في غنى عنها فعلينا أن نقول له «قف يا ذوادي عند حدك، فيكفينا ما فينا من تخبطات الاتحاد والقائمين عن رياضتنا».
علي طه
العدد 1880 - الإثنين 29 أكتوبر 2007م الموافق 17 شوال 1428هـ