العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ

«الدعارة والمخدرات» الجانب المظلم لفانكوفر الكندية

قبيل استضافتها أولمبياد 2010 الشتوية

هي مكان يعيب سمعة فانكوفر كواحدة من أفضل الأماكن التي يمكن العيش فيها العالم - فعلى امتداد كيلو مترين حيث بؤس الحضر المحاط بالفقر والمرض والجريمة التي تحفزها المخدرات تقع المنطقة المعروفة باسم« داونتاون إيستسايد».

ويحمل كل يوم مجموعة مختلفة من الفوضى واليأس وسط قمامة الواقيات الذكرية المستعملة والحقن. ويجوب المدمنون بحرية التقاطع المزدحم لشارعي مين وإيست هاستينجز.

ومنطقة داونتاون إيستسايد هي أفقر مجتمعات كندا وهي موطن لنحو 17 ألف شخص من بين مليوني شخص من المقيمين في فانكوفر وهي بيئة تجمع تجار المخدرات والعاهرات اللواتي يبحثن عن الزبائن.

ومن هنا يعتقد أن روبرت بيكتون الذي يحاكم كواحد من أسوأ السفاحين في أميركا الشمالية قد قام باختطاف عشرات النساء وأخذهن إلى مزرعة الخنازير التي يمتكلها وذبحهن كالحيوانات.

وعند اختفائهن لم يبحث عنهن أحد. ويقول نشطاء المجتمع وأعضاء العائلات إن الشرطة تجاهلت التقارير التي تحدثت عن اختفاء النساء لأنهن ينتمين لأدنى طبقات المجتمع.

وتقدر شرطة الخيالة الملكية الكندية أن نحو ثلث سكان داونتاون إيستسايد يتعاطون المخدرات بشكل ما. وفانكوفور هي بوابة أميركا الشمالية المفتوحة لشحنات مخدر الهروين غير القانونية - والذي يأتي 80 في المئة منها من أفغانستان- وأيضا الكوكايين.

كما يتم تصنيع مخدر الميتامفيتامين الكريستالي في معامل محلية تتحكم فيها عصابات راكبي الدراجات.

ويصيب فيروس إتش أي في المسبب لمرض الإيدز نسبة 30 في المئة من سكان المنطقة بحسب تقارير دورية الرابطة الطبية الكندية وهي نسبة تنافس أسوأ المناطق في إفريقيا. ويصيب فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي ما نسبته 70 في المئة أو أكثر من سكان الحي، كما أن نسبة الإصابة بالسل في ازدياد.

ويدور مستوى الدخول في الحي نحو 20 ألف دولار كندي (20488 دولارا أميركيا) في العام وهو ثلث معدل الدخل في بقية المدينة.

ولوقوعها في شبه جزيرة تطل على المحيط الهادي ويحدها جبال كوست التي تظهرها الصور فإن سمعة فانكوفر ممتازة مبنية على مناخها الدافئ ومستويات المعيشة العالية واقتصادها القوي.

وهذا هو ما اجتذب اللجنة الأولمبية الدولية لهذه المدينة لكي تنظم أولمبياد 2010 الشتوية وهو ما دفع الأمم المتحدة في العام 2007 لإعطائها المركز الثالث كأفضل مدينة من حيث جودة الحياة بعد زيوريخ وجنيف.

ومن أجل الحفاظ على هذه الصورة تنوي حكومة يمين الوسط أن تحظر وجود المشردين في الشوارع وتنوي أن تجمعهم في ملجأ تكلف نصف مليار دولار للمشردين طوال فترة الدورة ثم يتم إغلاقه بعدها.

ويقول المنتقدون إن هذا لا يوفر طبعا حلا طويل الأمد لمشكلات منطقة داونتاون إيستسايد. وانتقدت الأمم المتحدة المدينة من أجل كونها نموذجا لعدم التعامل مع الهجرة إلى المدن.

وقال تقرير للأمم المتحدة بعنوان (هناك مشكلات في الجنة) «إن ما يجعل منطقة داونتاون إيستسايد مختلفة هو أنها توجد في واحدة من أغنى مدن العالم التي تقع في واحدة من أغنى دول العالم».

وتحمل مواقع السفر آراء لزائرين مصدومين تجولوا بالمصادفة في مناطق الفوضى بعيدا عن مناطق المطاعم العصرية والمتاجر والملاهي الموجودة في منطقتي جازتاون وتشايناتاون السياحيتين.

وبحلول المساء ينتشر رجال الأمن الخاص بملابسهم المميزة أمام كل فتحة في الشوارع التي تحد الحي. والأمن صناعة مزدهرة. وهناك ثلاثة حراس أمن خاص لكل رجل شرطة في فانكوفر وهم يقومون تقريبا بإغلاق هذه المنطقة لحماية جيرانهم من ذوي المستوى العالي.

وتجتذب فانكوفر الهاربين من منازلهم والأشخاص المعرضين للخطر بسبب شتائها قليل البرودة إذ لا تنخفض درجات الحرارة إلا نادرا لما تحت الصفر، فيما تنخفض الحرارة في بقية أنحاء البلاد لتصل في بعض الأحيان الى سالب 30 درجة تحت الصفر.

ويجد هؤلاء إيجارات يمكن تحملها في المنازل التي تؤجر بالغرف وفي الفنادق قليلة الإيجارات وهناك أيضا بنوك الطعام وملاجئ وعيادات. ويسقط الكثير من القادمين الجدد ضحايا لدائرة الحي المفرغة من الفقر والإدمان والعنف. ويتجول الكثيرون في أعمار قد تصل إلى ما بين 12 و13 عاما لممارسة الدعارة من أجل البقاء ويغزون الأزقة الخلفية كأولاد شوارع يبيعون الجنس علنا ويبيعون أجسادهم في صالات استقبال الراغبين في التدليك وفي دور السينما المخصصة لعرض الأفلام الجنسية.

العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً