العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ

«فتح» و«حماس» في خندق واحد

لم تكن تبدأ مباحثات الفصائل الفلسطينية حتى انتهت إثر انسحاب «حماس» من المفاوضات وإعلان مصر تأجيلها لأجل غير مسمى. وبدأت كلتا الجماعتين «حماس» و»فتح» بتوجيه الاتهام في إفشال تلك المباحثات إلى الطرف الآخر وتوالت التصريحات والخطابات كل في اتجاه تخطيء الآخر وإلقاء اللوم عليه.

وقد وصل أمين عام الجامعة العربية إلى دمشق ليلتقي بزعماء حركة حماس وربما اشتمل برنامجه على زيارة إلى رام الله أو غزة استتباعا لمرحلة بدأت وكأنها تحمل مكونات جديدة فقد صرح عمرو موسى إلى إذاعة الـ»بي بي سي» إن انشغال الفصائل بأمور تهم الفصيل وليس القضية الفلسطينية أمر غير مقبول. وما قد يفهم من تصريح السيد عمرو موسى أن هناك توجها لإلقاء اللوم على الفصائل الفلسطينية ولكنه جاء من قبل الجامعة، وربما كان موقف مصر من تلك الجولة هو نفسه موقف السيد عمرو موسى إلا أن الحكومة المصرية ارتأت أن يكون التصريح بلسان الجامعة العربية كي لا يتخذ الفصيلان موقفا سلبيا من الحكومة المصرية حرصا على عدم فقدان موقعها لدى الطرفين.

ويبدو أن مجيء الجمهوريين للسلطة في الولايات المتحدة قد بعث الأمل لتحريك الوضع الراهن بين الفصيلين الرئيسين في الأرض المحتلة. وأنه قد بات على الطرف الأكثر حرصا على قضيته و بلده أن يقدم شيئا من التنازل وعدم التمسك بموضوع من الأفضل ومن الأقوى فعلى حركة «حماس» اليوم وأكثر من أي يوم مضى ألا تستأثر بالسلطة في غزة والتي أحدثت انقساما عميقا أضحى ضحيته هو الشعب الفلسطيني، وكما رأينا حزب الله كيف أنه لم يتوسع في مواجهة خصومه السياسيين بفرض واقع آخر على الأراضي التي سيطر عليها إبان المصادمات المريرة بين الخصماء في لبنان ما ساهم بشكل كبير في رجوع المياه إلى مجاريها هناك.

أما حركة «فتح» فهم مسئولون عن تدبير الأمر بشكل أفضل مما يتيح لحركة «حماس» أل اتخسر كل ما عملت من أجله فقد فازت في الانتخابات وبات عليها استحقاق تجاه الشعب الفلسطيني وهنا على «فتح» أن تقبل لها شريكا منافسا وأنهم مطالبون أن يشتركوا معهم في حكومة وحدة وطنية هدفها واحد وهو تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وكما حدث أيضا في جارتهم لبنان.

إبراهيم العشيري

العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً