عقد قادة البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بعد ظهر أمس (السبت) في الرياض قمة نادرة هي الثالثة منذ تأسيس المنظمة قبل 47 عاما، في ظل ارتفاع قياسي لأسعار الخام والأزمة الإيرانية التي تصاعدت أخيرا.
وتأتي قمة الرياض بينما تتعرض المنظمة لضغوط كبيرة لزيادة إنتاجها من أجل تهدئة الأسعار التي كادت تصل إلى 100 دولار للبرميل الأسبوع الماضي. وذكر وزراء النفط في المنظمة أن الاجتماعات الوزارية في الرياض التي بدأت (الخميس) الماضي والقمة التي تعقد اليوم (أمس السبت) واليوم (الأحد)، لن تصدر أي قرار بزيادة الإنتاج، معتبرين أن قرارا من هذا النوع غير ضروري وأن العوامل التي تتسبب بارتفاع الأسعار خارج سيطرة أوبك التي تؤمن 40 في المئة من النفط في العالم. إلا أن قرارا نهائيا في هذا الشأن قد يتخذ في اللقاء الوزاري للمجموعة التي تضم 12 عضوا، في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول في الرياض.
ويفترض أن تنضم الإكوادور رسميا مجددا إلى المجموعة التي انسحبت منها في العام 1992 لعدم رغبتها في الالتزام بنظام الحصص الإنتاجية (كوتا).
وكان وزراء الخارجية والنفط في الدول الأعضاء في المنظمة عقدوا أمس الأول في الرياض اجتماعا مغلقا للاتفاق على نص البيان الختامي للقمة. إلا أن خطأ تقنيا اظهر للعلن انقسامات بين الأعضاء حول مسألة الدولار الضعيف لا سيما بين السعودية حليفة واشنطن وإيران المناهضة لها.
واقترح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمام نظرائه أن تعرب الدول الأعضاء في أوبك في البيان الختامي للقمة عن القلق إزاء «التدهور المستمر في سعر صرف الدولار».
وسارع وزير النفط الفنزويلي إلى دعم الاقتراح بينما عارضه رئيس الجلسة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل معتبرا أنه «موضوع حساس يجعل الدولار ينهار أكثر وبالتالي يزيد من المشاكل التي نعاني منها».
ولم يكن متكي أو الأمير سعود ووزراء المنظمة يعرفون أن عشرات الصحافيين في قاعة الإعلام يشاهدونهم عبر بث حي لنقاشاتهم السرية على شاشة واحدة بفضل خطأ تقني. إلا أن التصريحات الرسمية بعد الاجتماع حسمت الموقف بشأن عدم تطرق البيان الختامي لموضوع الدولار الضعيف كما طلبت إيران، لاسيما تصريحات الأمين العام لأوبك عبدالله البدري الذي أكد انه «لن يكون هناك ذكر للدولار في البيان الختامي». ويتوقع أن يتفق قادة الدول على مبادرات بيئية مهمة وخصوصا في مجال تعزيز تكنولوجيا التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون. كما يتوقع أن تهيمن أزمة الملف النووي الإيراني على القمة لا سيما بعد تقرير الوكالة الدولة للطاقة الذرية الذي اقر لإيران ببعض التقدم لكنه اتهمها بالاستمرار بتحدي مطالب المجتمع الدولي بوقف التخصيب.
العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ