العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ

الأوساط البحرينية: زيارة نجاد فرصة تاريخية لتعزيز الثقة والتعاون مع إيران

أكدت دلالتها السياسية والأمنية والاقتصادية وأهميتها في تجاوز الترسبات السابقة

رحبت الأوساط السياسية البحرينية بالزيارة التاريخية الخاطفة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى البحرين يوم أمس (السبت)، والتي التقى خلالها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واستعرض مع جلالته العلاقات الثنائية والتطورات الأمنية في المنطقة.

وأكدت هذه الأوساط أهمية الدلالات السياسية والاقتصادية والأمنية للزيارة، مؤكدة أنها «ستفتح صفحة جديدة من آفاق تطوير العلاقات على المسارات كافة، كما ستزيل سحابة الصيف التي شوشت العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية بفعل بعض التصريحات الإعلامية».

جمشير: نحن أولى بتوطيد العلاقة مع طهران

من جانبه أبدى رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى عبدالرحمن جمشير ترحيبه بالزيارة التي من شأنها أن تؤسس تقاربا نوعيا بين البلدين، قائما على مبدأ الاحترام المتبادل وحسن الجوار و تدعيم الشراكة الاقتصادية الثنائية.

وقال جمشير في تصريح لـ «الوسط»: «نحن نرحب بأي تقارب بين الجارتين المسلمتين إيران والبحرين، لأن هناك الكثير من المصالح المشتركة، وأرى أن العلاقات يجب أن تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتوطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين بما يصب في صالح الشعبين».

وأكد جمشير أن علاقات الدول تقوم على ترابط المصالح وتشابك الأمور الاجتماعية والثقافية «فنحن أولى بتوطيد مثل هذه العلاقة ونرى أن هذه الزيارة دليل على إدراك إيران لأهمية البحرين ومكانتها في منطقة الخليج العربي» لافتا إلى أن « توقيت الزيارة يحمل دلالات وأهمية خاصة، يأتي من إدراك قيادتي البلدين أن هناك الكثير من الأمور التي يراد لها أن توضح أكثر خصوصا تبديد المخاوف والعمل على نزع فتيل الأزمة، ونلمس تحسنا في الموقف الإيراني وبدت فيه مرونة أكثر بالتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي والتعاون البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

المعاودة: تعزيز الثقة أولا

أبدى رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب النائب الشيخ عادل المعاودة ترحيبه بهذه الزيارة التي أكدت عمليا من أرفع مسئول إيراني سيادة واستقلالية مملكة البحرين على أراضيها.

وقال المعاودة : «يجب أن يظهر الرئيس نجاد للبحرين والعالم أنه ليس لإيران نوايا غير معلنة تجاه القضايا في المنطقة، وعلى المسئولين الإيرانيين أن يبادروا إلى مد جسور الثقة، ويؤكدوا بأن « إيران دولة تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة على خلاف ما يروج عنها، وزيارة الرئيس الإيراني تعد أكبر الشهادات المؤكدة إلى الاستقلالية الكاملة للبلد، وهذا هو أكبر اعتراف عملي لأن الرئيس أحمدي نجاد جاء في حمى هذا البلد وضيافة قيادته».

ولفت المعاودة إلى وجود حاجة مشتركة بين الطرفين بين إيران والدول الخليجية، «وأن تكون السياسة قائمة على الثقة الكاملة، التعاون الأمني والاقتصادي لا يمكن أن يتحقق من دون الثقة الكاملة ونأمل أن نكتفي بأنفسنا عن تدخلات الآخرين، وأصبح ما بينا من الشك والريبة أعلى مما بيننا و بين أعدائنا مع الأسف».

وأكد المعاودة أن «التكامل الاقتصادي هو الذي يربط مصالح الناس، لذلك نتمنى تعزيز الثقة المتبادلة حتى يدخل البلدان في شراكة اقتصادية وأمنية حقيقية، فدولنا الخليجية أغفلت مصلحتها في استغلال المشروع النووي، وإيران فعلت ما يجب عليها وإن كان في هذه الخطوة ضرر على أخواتها، ويجب على دول المنطقة أن تقوم بعمل مماثل ويجب أن تكون إيران هي الداعم لهذا التوجه وما دام هو حق لغيرنا فيجب أن يكون حقا لنا أيضا».

«المنبر الإسلامي»: تقوية الصف الإسلامي لمواجهة الأخطار

وعلى صعيد متصل اعتبر الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي ورئيس كتلتها النيابية عبد اللطيف الشيخ زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمملكة البحرين «خطوة على طريق توطيد العلاقات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، مشددا على ضرورة أن تكون العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل لكيان الدولتين، وعدم إثارة قضايا من قبل بعض الرموز المحسوبة على النظام الإيراني داخل إيران تمس استقلال مملكة البحرين، الأمر الذي سيؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين».

وأكد الشيخ على أن هذه الزيارة تصب في مصلحة العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية وزيادة فرص الاستثمار بين البلدين. وطالب الشيخ إيران بإثبات حسن النية تجاه علاقات حسن الجوار لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تلتزم مملكة البحرين بجميع قراراته، عن طريق السعي لحل مشكلات الجزر الإماراتية، وتنقية الأجواء بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل مصلحة المنطقة».

ودعا الشيخ إلى مزيد من هذه الزيارات بين إيران والدول العربية والإسلامية لتقوية الصف الإسلامي لمواجهة الأخطار المحدقة بالمشروع الإسلامي، معربا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بمثابة فتح صفحة جديدة في التعامل الإيراني مع الدول العربية والإسلامية وخصوصا المتعلقة بالتدخل في الشئون الداخلية العراقية، مطالبا بالعمل على تخفيف حدة الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة وحقن الدماء في الشارع العراقي « مشددا على أن جمعية المنبر الوطني الإسلامي ترفض بشدة التهديدات الأميركية بضرب إيران بدعوى السعي لامتلاكها أسلحة نووية» .

أما رئيس كتلة المستقبل وعضو لجنة الشئون الخارجية النائب عادل العسومي فعبّر عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة انطلاقة حقيقية في تعميق التعاون السياسي والاقتصادي بين البحرين وإيران، وقال: «نتمنى توسيع العوامل المشتركة الكثيرة التي تربطنا مع إيران، ونتمنى من هذه الزيارة أن تنهي بعض التصريحات الصحافية الإيرانية وأن تكون نواة حقيقية لزرع الثقة والتعاون المشترك الصادق بين البلدين، والتي جاءت في توقيت مهم للغاية، ونحن في البحرين يهمنا بالدرجة الأولى أن تكون العلاقة مع إيران مبنية على الثقة المتبادلة».

فيروز: احترام الاستقلال والتكامل الاقتصادي

إلى ذلك أشار عضو لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب الوفاقي جلال فيروز إلى أن هذه الزيارة ستسهم في إزالة سحابة الصيف السوداء التي عكرت صفو العلاقات الثنائية بسبب بعض كتاب الأعمدة، وقال فيروز تعليقا على الزيارة: « نرحب بالجارة المسلمة إيران و نرى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا بد أن يكون أساس العلاقة بين البلدين مبني على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام استقلالية وسيادة الطرف الآخر، والابتعاد عن التصريحات التي تعكر صفو العلاقة بين البلدين».

وأضاف فيروز:« هناك موارد لدى كلا البلدين يستطيعان تبادلها من أجل مصلحة الشعبين، وإننا نرى أهمية الحوار والتفاهم المستمر بين دول المنطقة، لا سيما مع هيمنة شبح حرب مشؤومة على سماء هذه المنطقة»، ويجب أن نؤكد أهمية الدفع باتجاه زيادة الميزان التجاري والاقتصادي بين البلدين « لأن هذا الميزان لا يرتقي سوى إلى نحو 150 مليون دينار وهو أمر لا يتناسب مع ما يمكن لهذين البلدين أن يتبادلانه، كما نطمح أن يتم التوافق على مشروع تزويد البحرين بالغاز على أساس متين وبأطر وأليات تحقق مصلحة البلدين.

«الميثاق»: التهدئة الأمنية لتدعيم استقرار المنطقة

واعتبر رئيس اللجنة المركزية في جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة « أن زيارة الرئيس الإيراني هي بادرة طيبة من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويجب أن نستغلها بمد اليد وبمصافحة تكرس نهج السلام والتفاهم مع الشعب الإيراني الشقيق، وذلك من منطلق العلاقات التاريخية وعلاقات الجوار طوال عقود سحيقة، وهذه العلاقات ليست بين دولة ودولة وإنما بين شعبين لهما جذورهما التاريخية في الحضارة والثقافة والعلاقات الاجتماعية التي هي وحدها تكفل لأن تكون عاملا للتكافل بين البلدين».

ورأى جمعة أنه على الصعيد السياسي «ستكرس هذه الزيارة صفاء العلاقات بعد السحب السوداء التي غطت العلاقات خلال الفترات المتفرقة كان خلالها بعض المسئولين الإيرانيين وليس الجميع الذين حاولوا أن يحدثوا شرخا في هذه العلاقة، ونحن لا نريد العودة إلى الماضي بقدر ما نتطلع إلى علاقات حسن جوار ستتخللها مشروعات اقتصادية وتبادل مصالح بين الشعبين، بالإضافة إلى استثمار عوائد النفط خلال هذه الطفرة في الكثير من المشروعات التنموية المشتركة بما يفيد الجانبين البحريني والإيراني، ونأمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة لعلاقات وثيقة تنهي للأبد تلك الترسبات السابقة».

وتمنى جمعة أن تسهم هذه الزيارة من ناحية أخرى في تحقيق قدر من التهدئة على صعيد الأزمة بين إيران والغرب على الملف النووي «وتبدو المنطقة وكأنها على كف عفريت من خلال التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتالي يمكن لهذه الزيارة أن تسهم ولو بحد أدنى في تبريد هذه الأزمة من خلال ظهور إيران بمظهر الدولة الحريصة على أمن المنطقة والتي لا تهدد جيرانها كما يشاع، كما نتمنى في ضوء هذه الزيارة أن تكرس إيران سياسة الحوار والتفاهم بدلا من اللجوء إلى التصعيد وإطلاق التصريحات المتشددة بين وقت وآخر لإبعاد المنطقة عن شبح الحرب».

العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً