كرة القدم تلك اللعبة الشعبية التي تحتوي على متعة الفوز ومرارة الخسارة، ولا يشعر بذلك إلاّ مَنْ هو قريب جدا منها وعاشت في وجدانه ليلا ونهارا. طريق متعة الفوز ومرارة الخسارة يمران باعتبارات خاصة من خلال التخطيط المنظم أو سوء الإعداد وفردية القرار غير الفاعل للطرفين.
من المؤكّد عندما تجلس في حوار شفاف وواضح مع مجموعة مختصة بدراسة مشروع ما، في كل المجالات ولمدة كافية من النقاشات المجدية لغرض الوصول إلى قرار جماعي يقودهم إلى نقطة النجاح؛ لأن في هذه الحوارات المتباينة على طاولة واحدة من الجماعية فيها إظهار للنقاط السلبية وتلافيها والتمسك بالنقاط الإيجابية التي فيها النجاح الحتمي لكل مشروع وغير ذلك وإن سار بصورة سليمة في البداية فإن السقوط مآل هذا المشروع الذي بني على أخطاء حتميا قبل النهاية.
هذه المقدّمة سقتها لكي أقرّب الفكرة أكثر بشأن منتخباتنا الوطنية في مشاركاتهم الخارجية طبعا في لعبة كرة القدم. ثم نحن نسأل لماذا هذه المنتخبات دائمة السقوط عند النقطة الأخيرة من التحوّل إلى التاريخ الفريد وحينها تهب علينا رياح المناحة والبواكي والندب وتتوزع من خلالها سيل من الاتهامات من هنا وهناك من دون أنْ نتوصّل إلى حلول جذرية تحمينا من هذا المرض العضال المستشري في جسد الكرة البحرينية.
«الوسط الرياضي»
طالب بالحلول
من قبل سنوات عديدة مع كلّ سقوط نحن في «الوسط الرياضي» نرفع راية المطالبة بالجلوس على طاولة الحوار الداخلي في اتحاد الكرة بإشراك الكوادر الوطنية في الأمر الفني لمعرفة أسباب هذا السقوط ورضا إلى أبعد من ذلك وطالبنا من اتحاد الكرة بتشكيل لجنة فنية تعني بمراقبة عمل المدربين في المنتخبات الوطنية والجلوس معهم لمناقشتهم في أسباب الخسارة والعروض الباهتة ثم عقم الطرق التي يضعها هؤلاء المدربون ولكن صمت الآذان عن هذا المقترح وبتنا في كلّ مرة نتجرّع المرارة بأكثر من خسارة. ثم طالبنا بتشكيل لجنة المنتخبات سريعا وبأسماء متقاربة فكريا ومهنيا حتى نستطيع أنْ نضع اللبنات الأساسية لأي تخطيط واستراتيجية تدرس بكفاءة علمية عالية لوضعية المنتخبات الوطنية وأيضا هذا الأمر لم يكن مآل منتخباتنا إلى الضياع والسقوط المرلانعكاسات تشكيل اللجنة على كلّ الفرق فبالتالي عجزنا من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكانت النتيجة الخسران المبين.
لا ندري هل هناك إعجاز خارق في شأن لجنة المنتخبات في الفترة الأخيرة مع شعورنا بصعوبة المهمة؛ لأن الكوادر الوطنية المخلصة قد تبتعد عن الدخول في هذه اللجنة لعدة اعتبارات سلبية واضحة وتهميش فاضح لها عبر إصدار القرارات الفردية والتي لا تحترم هذه الكوادر التي تسعى إلى خدمة الوطن من هذا الطريق.
ولماذا لا نسأل أنفسنا في اتحاد الكرة لماذا الاعتذارات المتتالية من الكوادر الوطنية المخلصة من الدخول في لجنة المنتخبات الوطنية؟ أيستطيع الاتحاد أنْ يحيب عن هذا التساؤل المشروع؟
نطالب بتقييم
شامل بعد كلّ مشاركة
من جانب آخر أكثر من مرة طالبنا بتقييم كلّ مشاركة خارجية بإيجابياتها وسلبياتها ولكن للأسف الشديد تخرج علينا أصوات نشاز تخمد هذا الصوت المخلص الذي يهدف إلى العلاج الجذري وترك الترقيع و»بندول» القرارات المسكنة مؤقتا فقط. ولذلك في كلّ مرة نشاهد أكثر من سقوط مربع لمنتخباتنا الوطنية من دون تحريك ساكن اتحاد الكرة الذي يصرف الأموال الطائلة من دون أن تكون هناك يد المحاسبة ممدودة في هذا الشأن والى متى سنظل هكذا من دون أن نغيّر الواقع المظلم والى متى نبقى هكذا بالتخطيط العشوائي غير المركز والذي يعتمد على نتائج المباريات فقط ويحسبها إنجازات من دون النظر بعين الاعتبار إلى الأداء الفني داخل الملعب لمراقبة المدرب؟!
ثم وإن كان ثمة جلوس مع المدربين بعد كلّ بطولة فهذا أمر جيّد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مع مَنْ يجتمع المدرب؟ هل مع نفر من مجلس الإدارة أو مع مختصين بالأمور الفنية ومن لهم اطلاع واسع في هذا المجال؟
إن كان مع نفر من الإدارة الذين لا يمتلكون أبجديات الأمور الفنية فكأنك «يازيد ماغزيت» ويعتبر ذلك ضحكا على الذقون وإن كان مع المختصين من الفنية فنحن إلى يومك هذا لم نسمع بتشكيل لجنة فنية تعني بهذا الأمر أو دعوة بعض المدربين الوطنيين من لهم الباع الكبير في حلحلة الأمور ودراسة هذا السقوط بنقاط علمية مبتكرة لوضع الحلول التي ترفع الفريق من سقوطه إلى الواقع المهم الذي يحمل التطوير إلى الأفضل وهذا الأمر أيضا لم يكن ولم نسمع به ولم نقرأه على الصحافة المحلية.
لماذا هذا السقوط المتكرر؟
اذا فالمنتخبات الوطنية بكلّ فئاتها تشارك في المسابقات الآسيوية والعالمية وتعود خالية الوفاض من دون أنْ تكون هناك محاسبة لجميع الأطراف وما نقرأه على صفحات الملاحق الرياضية أو نسمعه في المذياع الخسارة والسقوط يتحمّله الجميع من رئيس الوفد إلى اللاعب وهذا كلام جيّد ولكن أين التفعيل في البحث الواقعي عن أسباب الخسارة والتدهور؟
ماتشالا ومرافقة الأولمبي
الأمر الآخر الذي أردت سرده مدرب منتخبنا الأوّل ماتشالا والمشرف على المنتخب الأولمبي وعدم مرافقته للمنتخب في مباراة كوريا الحاسمة مَنْ يتحمّلها ولماذا بقي في البحرين مع أن الدوري هنا متوقف والمنتخب الوطني الأوّل ليست لديه مشاركات واكتفى هذا الخبير الكروي في الأمورالفنية متابعة المباراة عبر التلفاز.
نحن نتعجّب من بعض التصريحات في اتحاد القدم والتي تقول إن بقاء ماتشالا في البحرين وعدم مرافقته للأولمبي أمر طبيعي مع العلم بان لقاء كوريا الجنوبية كان حاسما ونحتاج لأمور فنية أثناء المباراة وهذا ما افتقده الفريق من إيجاد حلول لتصلنا إلى مرمى الفريق الكوري الذي لم يكن صعبا وكان بامكاننا المرور منه ولكن عنجهية ماتشالا ومثول اتحاد الكرة عند رأيه من دون إلزامه مرافقة المنتخب قادتنا إلى هذا النفق المظلم. فمَنْ يتحمّل هذا السقوط في آخر اللحظات بعدما أهدانا الفريق الاوزيكي فرصة التأهل قبل لقاء سورية الذي دخلناه بمعنويات مهزوزة وفنيات خائفة من الواقع مع أنّ الفريق السوري دخل المباراة ولديه غياب أكثر من 5 عناصر أساسية لمشاركتها مع المنتخب الوطني الأوّل في مباراته في تصفيات كأس العالم في الدور الثاني وأيضا لم تستثمر هذا الوضع لصالحنا ما يعني أنّ الأمر الإداري لم يقم بتهيئة الفريق نفسيا والأمر الفني لم يكن موجودا في المباراتين.
منتخباتنا تتهاوى
ولا من مستجيب!
خرج منتخب الناشئين وبعده الشباب وجاء دور المنتخب الأولمبي ولدى منتخبنا الوطني استحقاقات قادمة في التصفيات لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 وإذا لم تتحرك بصورة سليمة منذ يومنا هذا ووضع النقاط على الحروف فإنّ مصير فريقنا الأوّل كأقرانه. فنحن نطالب وسنطالب بأسباب خروجنا من الناشئين والشباب والأولمبي ولابدّ من تقارير واضحة المعالم يكتبها الجهازان الإداري والفني وخصوصا الإداري المعني بالأمور الإدارية هناك والمشكلات التي تحدث ودائما ما يتم الغطاء عليها؛ لأنّ وراءها أمورا لا تُحمد عقباها بالنسبة إليهم ونتمنى أنْ يظهروا الحقيقة كاملة؛ لنتوصل إلى الحلول الجذرية؛ لتقودنا إلى التطوير والنجاح في المستقبل وغير ذلك فسنظل نتخبط ونتخبط إلى أن نصل إلى الهاوية.
أخيرا نأمل بأن نكون على قدرالمسئولية والتوصّل إلى النقاط الكفيلة بالنجاح والتطوير لكلّ منتخباتنا الوطنية وأن تكون هناك محاسبة جدية لكلّ المدربين خصوصا مدرب المنتخب الوطني الأول مهما يكن اسمه.
العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ