العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ

الإنجليز يحملون على مدربهم... وسعادة روسية يونانية إسبانية

مشاعر مختلطة بين الفرحة واليأس والأمنيات قبيل «يورو 2008»

ربما يكون المشوار الطويل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2008) قد أسفر عن نهاية حزينة للمنتخب الانجليزي الذي خرج صفر اليدين من التصفيات لكنه ألقى بظلال السعادة على منتخبات أخرى منها المنتخبات الأربعة التي لحقت بركب المتأهلين على النهائيات مع ختام منافسات الجولة الأخيرة بالتصفيات.

وضمن المنتخب الروسي تأهله للنهائيات على حساب نظيره الانجليزي لتتباين ردود الفعل في البلدين بعد انتهاء منافسات الجولة الأخيرة من التصفيات مساء الأربعاء الماضي وخصوصا أن ترتيب الفريقين في المجموعة الخامسة بالتصفيات قبل بدء الجولة الأخيرة من التصفيات كان يصب في مصلحة المنتخب الانجليزي.

كما لحقت بقافلة المتأهلين للنهائيات عبر الجولة الأخيرة من التصفيات منتخبات البرتغال والسويد وتركيا.

ولم يتأخر الرد على السقوط الانجليزي المدوي في التصفيات والهزيمة التي مني بها الفريق أمام نظيره الكرواتي 2/3 إذ دفع المدير الفني للفريق المدرب ستيف ماكلارين الثمن سريعا فخسر منصبه أمس الأول (الخميس) على رغم أن عقده يمتد مع الفريق حتى نهاية كأس العالم المقبلة المقرر إقامتها العام 2010 في جنوب إفريقيا.

وبعد مرور أقل من 12 ساعة على السقوط أمام المنتخب الكرواتي على استاد ويمبلي الجديد أعلن الاتحاد الانجليزي الاستغناء عن خدمات ماكلارين الذي قاد الفريق في 18 مباراة فقط منها 12 مباراة رسمية جميعها في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 ليكون بذلك صاحب أقل رصيد من المباريات من بين المدربين الذين تولوا تدريب الفريق عبر تاريخه.

وأصبح المنتخب الانجليزي هو الفريق الوحيد من بين القوى الكروية التقليدية الذي يفشل في الوصول الى نهائيات يورو 2008 والتي تقام نهائياتها في سويسرا والنمسا بالتنظيم المشترك منتصف الشهر المقبل.

وشهد المشوار الطويل للتصفيات الكثير من المآزق والأزمات لبعض المنتخبات الأخرى مثل المنتخب الايطالي بطل العالم 2006 ومنتخبي إسبانيا وفرنسا إذ ثارت الشكوك لبعض الوقت في تأهل كل من المنتخبات الثلاثة إلى النهائيات.

ولكنهم حجزوا مقاعدهم في النهاية بين 14 منتخبا تأهلوا للنهائيات عبر بوابة التصفيات بينما يشارك المنتخبان السويسري والنمسوي من دون تصفيات في النهائيات التي يستضيفها البلدان من السابع إلى 29 يونيو/ حزيران 2008.

وتجرى قرعة النهائيات في مدينة لوكيرن السويسرية في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول المقبل لتقسيم المنتخبات الستة عشر المتأهلة للنهائيات إذ وضع كل من المنتخبان النمسوي والسويسري على رأس مجموعة من المجموعات الأربع، بينما وضع المنتخب اليوناني حامل اللقب على رأس مجموعة ثالثة.

أما المجموعة الأخيرة فوضع على رأسها المنتخب الهولندي صاحب أفضل نتائج في تصفيات يورو 2008 وتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم الماضية 2006 بألمانيا.

إقالة ماكلارين في عيون الصحافة

وصبت الصحافة الانجليزية جام غضبها بقسوة شديدة على المنتخب الانجليزي الذي أهدر فرصة ذهبية للتأهل للنهائيات الأوروبية إذ كان بحاجة إلى نقطة التعادل فقط من أجل التأهل ولكنه فشل في انتزاعها من ضيفه الكرواتي.

ووصفت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية المنتخب الانجليزي بعد هذا الإخفاق في عنوانها قائلة «ميئوس منه، قليل الحظ، عاجز».

أما صحيفة «ذي تايمز» البريطانية فعلقت بقولها «في ليلة كانت نظافة الشباك فيها كافية للتأهل يصبح استقبال الشباك لهدف واحد سوء حظ لكن أن تستقبل الشباك ثلاثة أهداف فإن ذلك أمر مثير للشفقة بالفعل».

ووعد رئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم جيوف طومسون لدى إعلانه إقالة ماكلارين بـ «تغيير جذري وفحص متشعب ودقيق لكل خطة الإعداد للمنتخب الانجليزي».

وفي الوقت نفسه الذي بدأ فيه المسئولون في إنجلترا التحقيق لفحص أسباب الإخفاق اجتاحت الاحتفالات تركيا وروسيا والسويد والبرتغال.

احتفالات روسية

بالهدية الكرواتية

ولكن أكبر هذه الاحتفالات كان في روسيا بالتأكيد إذ يدين المنتخب الروسي بالفضل في تأهله للنهائيات لنظيره الكرواتي الذي تغلب على المنتخب الانجليزي في عقر داره في الوقت نفسه الذي حقق فيه الفريق الروسي فوزا هزيلا 1/صفر على مضيفه منتخب أندورا في مباراة ثانية بالمجموعة.

وحقق المنتخب الروسي بذلك الشيء الذي لم يكن مرجحا قبل خوض الجولة الأخيرة من التصفيات.

ووجهت الصحافة الروسية تحية حارة إلى المنتخب الكرواتي فذكرت صحيفة «سوفييت سبورت» الروسية الرياضية أمس «شكرا لك كرواتيا» بينما علقت صحيفة «سبورت إكسبريس» الروسية الرياضية أيضا على تأهل المنتخب الروسي بأنه «معجزة».

وقال المدير الفني للمنتخب الروسي الهولندي غوس هيدينك «المنتخب الكرواتي أدى برجولة حقيقية واحترم فعلا مبادئ اللعب النظيف».

وسبق أن قاد هيدينك منتخب كوريا الجنوبية للفوز بالمركز الرابع في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان كما قاد المنتخب الاسترالي للوصول إلى الدور الثاني (دور الستة) عشر في كأس العالم 2006 بألمانيا للمرة الأولى التي يصل فيها الفريق إلى الدور الثاني في تاريخه.

أما المنتخب التركي فقد حقق الفوز على نظيره البوسني 1/صفر ليتأهل للنهائيات، كما حجز المنتخب السويدي بطاقة تأهله للنهائيات عبر الفوز على لاتفيا 2/1، بينما أحرز المنتخب البرتغالي النقطة التي يحتاجها بتعادله السلبي مع نظيره الفنلندي.

اليونانيون يتغنون بالعجوز ريهاغل

وكان المنتخب اليوناني حامل اللقب صاحب أفضل النتائج في تصفيات يورو 2008 إذ حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة وخسر مباراة واحدة أيضا ليحصد 31 نقطة في نهاية مشواره بالتصفيات.

وذكرت صحيفة «سبورتايم» اليونانية «الأول مجددا. ريهاغل يحطم الأرقام القياسية واحدا تلو الآخر» في إشادة بالمدير الفني للمنتخب اليوناني المدرب الألماني أوتو ريهاغل الذي قاد اليونان للفوز على المجر 2/1 في المباراة رقم 75 له في قيادة المنتخب.

وكان ريهاغل قاد المنتخب اليوناني للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية الماضية في البرتغال العام 2004 في واحدة من كبرى مفاجآت اللعبة عبر التاريخ.

وبذلك يكون ريهاغل تفوق على المدرب اليوناني ألكيتاس باناغولياس الذي قاد المنتخب اليوناني للتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية العام 1980 بإيطاليا وإلى كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.

وقال ريهاغل الذي يحتفل بعيد ميلاده السبعين العام المقبل: «خلال الفترة التي قضيتها باليونان والتي تزيد عن ست سنوات أقيل أكثر من 75 مدربا حول العالم وهو ما يثير مزيدا من الدهشة».

ويشعر المدير الفني للمنتخب الاسباني المدرب لويس أراغونيس بالسعادة أيضا بعد تأهل فريقه للنهائيات أيضا على رغم البداية المتعثرة له في التصفيات والتي مني فيها بهزيمتين أمام ايرلندا الشمالية والسويد. وقال أراغونيس: «كنت على اقتناع دائما بأننا سنتأهل. هنأت اللاعبين وأبلغتهم بضرورة الاستمرار على المستوى نفسه لأن أمامنا الآن سبعة أشهر للاستعداد لكأس الأمم الأوروبية».

أما المنتخب الألماني الذي سقط في فخ التعادل السلبي على ملعبه مع ويلز فسيكون من الفرق المرشحة أيضا للمنافسة بقوة على اللقب الأوروبي وخصوصا أنه كان أول المنتخبات المتأهلة عبر التصفيات.

وأصبح المنتخب الألماني الفريق الوحيد الذي يصل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية عشر مرات إذ تأهل الفريق لجميع البطولات الأوروبية التي جرت منذ فوزه ببطولة العام 1972 ببلجيكا والتي شارك فيها الفريق تحت اسم ألمانيا الغربية.

وفاز المنتخب الألماني بلقب كأس الأمم الأوروبية أيضا مرتين أخريين عامي 1980 و1996. وبخلاف المنتخب الألماني تشهد كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2008) مشاركة سبعة منتخبات أخرى سبق لها الفوز بلقب البطولة وهي اليونان (2004) وفرنسا (1984 و2000) وهولندا (1988) وجمهورية التشيك (1976 تحت اسم تشيكوسلوفاكيا) وإيطاليا (1968) وإسبانيا (1964) وروسيا (1960 تحت اسم الاتحاد السوفيتي).

العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً