قال رئيس قسم علاج الإدمان في مستشفى الطب النفسي الكويتي عادل الزايد في الورقة العلمية التي قدمها خلال المؤتمر الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الخليجية بعنوان «قدرة الأفراد على تحديد أمراض الفصام والاكتئاب» إنه أجرى في الكويت دراسة بيَّنت قدرة الناس على التعرف على مرضى الاكتئاب أكثر من مرضى الفصام.
وخلصت الدراسة إلى حاجة الناس إلى التعرف على الأمراض النفسية بشكل أوسع وأعمق وتوجيههم لضرورة الحصول على العلاج الطبي الصحيح من خلال تقديم الطب النفسي كأحد التخصصات الطبية وخصوصا أن الأمراض النفسية لها أحيانا أساس عضوي يؤدي إلى ظهور الأعراض، مشيرا إلى أن الطب النفسي ليس كما يصور بأنه مختص بالمختلين عقليا والمجانين.
وأوضح الزايد أن «عينة الدراسة شملت 309 أفراد عاديين وزودنا كل فرد بورقتين في الأولى سيناريو مرض الاكتئاب وفي الثانية سيناريو مرض الفصام، واتفقت عينة الدراسة على أن المصابين بالمرضين لا يحتاجون إلى العلاج الطبي بل يحتاجون إلى الذهاب لشيوخ الدين لتلقي العلاج بالقرآن لطرد الجن أو السحر أو العين، هدفنا من البحث هو التعرف على قدرة الناس في التعرف على الأمراض النفسية وتقديم النصيحة الصحيحة لمصابين بالأمراض النفسية بهدف عمل برنامج تعريفي بالأمراض النفسية لرفع مستوى الوعي المعرفي لدى مختلف أفراد المجتمع بشأنها».
وزاد «تواصلنا مع وزارة الإعلام وأصبح لدينا ظهور منظم لمجموعة من الأطباء النفسيين على القنوات الفضائية كما شمل التعاون بعض القنوات الفضائية الخاصة، ولمسنا بعدها زيادة عدد الحالات الجديدة الواردة للمستشفى، الأمر الذي نتج عن توعية المجتمع».
25 % من مرضى الاكتئاب يحاولون الانتحار
أفاد رئيس قسم علاج الإدمان في مستشفى الطب النفسي الكويتي عادل الزايد، أن 25 في المئة من مرضى الاكتئاب يحاولون الانتحار، وأضاف «في لحظة شدة المرض يفقد المريض الاستبصار ولا يكون لديه إدراك سليم لتصرفاته، ما يحتمل أن يلحق بنفسه الأذى، لذلك فمن الضروري جدا علاج الاكتئاب».
وأوضح الزايد «ربما نختلف مع بعض الأطباء النفسيين في المرحلة التي يجب أن يبدأ فيها علاج مرضى الاكتئاب، ففي المرحلة البسيطة يمكن الصبر ومتابعة حالة المريض في العيادة، ولكن لابد من التدخل بالعلاج في المرحلة المتوسطة والشديدة، ومن الصعب تحديد حالات الاكتئاب الموجودة في مجتمعاتنا لأن عددا كبيرا من حوادث السيارات تحدث أحيانا بسبب الرغبة في الانتحار».
واستطرد أن «أحد مرضى الاكتئاب الذين عالجتهم وهو متزوج من امرأة واحدة، وخلال شهرين أو أكثر تزوج ثلاث نساء، وبعد متابعته العلاج وتحسن حاله سألته عن سبب زواجه بثلاث نساء في فترة بسيطة زمنيا فأجابني أنه نوع من الانتحار الاجتماعي».
وبسؤال الزايد عن الحد الفاصل بين الكآبة والاكتئاب، أجاب «إذا استمر شعور الكآبة أكثر من أسبوعين يسمى اكتئابا».
وفيما يتعلق بأدوية الاكتئاب وعما إذا كانت تؤدي إلى الإدمان، أوضح أن «أدوية العلاج النفسي لا تسبب الإدمان وهي آمنة ومن خلالها يمكن علاج المريض بشكل مباشر كما أن أعراضها الجانبية ليست خطيرة».
العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ