عاد النائب الأول لرئيس نادي المحرق الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة إلى الواجهة في الصحافة الرياضية المحلية بعد غيبته عدة أشهر بسبب ظروفه الخاصة.
إذ كان «الوسط الرياضي» على موعد مع الشيخ راشد في هذا الحديث الشامل والصريح عن أوضاع الكرة المحرقاوية وآخر مستجداتها وخصوصا قرار انسحاب النادي من البطولة التنشيطية وكأس السوبر وكذلك العلاقة بين المحرق واتحاد الكرة بشأن اللاعبين التسعة وآلية مشاركتهم بين النادي والمنتخب إذ جاء حديث الشيخ راشد صريحا في جميع هذه الأمور.
* بداية... ما هي دوافع المحرق في الانسحاب من البطولتين التنشيطية والسوبر؟
- كان من الصعب مشاركة المحرق في البطولتين في ظل الظروف التي واجهها الفريق بغياب نحو 14 لاعبا مع المنتخبات الأول والأولمبي والشباب وكذلك لدينا محترف موقوف هو البرازيلي ريكو... فكيف يمكن للفريق المشاركة، فمثلا الهدف المنشود من المشاركة في البطولة التنشيطية هو الاستفادة في إعداد الفريق ونحن في المحرق في ظل الغياب الكبير للدوليين في المنتخبات فضلنا الاعتذار عن المشاركة.
أما بالنسبة إلى اعتذارنا عن مباراة السوبر المقررة أمام النجمة فهو للسبب نفسه إذ لدينا ثمانية لاعبين مع المنتخب الأول الموجود في ماليزيا وعاد قبل يوم واحد من موعد مباراة السوبر فكيف يمكن اشراك هولاء اللاعبين بالإضافة إلى غياب لاعبينا في منتخب الشباب، ونحن لم نعتذر عن المباراة وكنا حريصين على المشاركة واقترحنا على اتحاد الكرة تأجيل موعد المباراة من 31 أكتوبر/ تشرين الأول إلى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني ليتسنى للاعبين العودة والراحة والتدريب مع الفريق ولو تدريبين على الأقل بعد العودة من السفر والرحلة الشاقة في الذهاب والعودة من ماليزيا لكن للأسف اتحاد الكرة لم يتجاوب ولم يتعاون ويراعي لاعبينا وكأنهم «ماكينات» وليسوا بشرا!
والمشكلة ان اتحاد الكرة كان يرفض دوما مقترحنا بزيادة عدد اللاعبين في الكشف الرسمي للموسم ولم يوافق سوى قبل ثلاثة أسابيع بزيادة العدد إلى 35 لاعبا، وهنا يجب التأكيد على أن هناك تفاوتا بين الأندية فلا يمكن أن نعامل ناديا يضم 14 لاعبا في المنتخبات مع ناد لا يضم أي لاعب ولا نراعي هذا التفاوت حتى في جدول المباريات!
«الضرائب وبنك اتحاد الكرة!»
*وماذا عن عقوبة اتحاد الكرة بتغريم المحرق ألف دينار وحرمانه من كأس السوبر 2008؟
- بالنسبة الى الغرامة فهذا أصبح شيئا روتينيا من اتحاد الكرة تجاه المحرق منذ موسمين ولو تحسب الغرامات التي اتخذها الاتحاد على المحرق لوصلت عشرات آلاف الدنانير واعتقد أن اتحاد الكرة يتعامل مع المحرق بنظام الضرائب و»الأتاوات» ويجب علينا في المحرق أن نخصص حسابا في موازنتنا يسمى «بنك اتحاد الكرة»، أما بالنسبة الى حرماننا من كأس السوبر فمن وجهة نظري الشخصية أفضل عدم مشاركة المحرق في مباريات كأس السوبر وهو مقترح قدمته إلى مجلس إدارة النادي لأنه في نظري أن المحرق بمكانته وتاريخه وبطولاته ليس محتاجا إلى كأس السوبر بل إن المحرق أرفع من السوبر التي للأسف بطولة فاقدة لمعناها وأهدافها ويجب أن يقوم اتحاد الكرة بالإعداد المناسب لها من جميع النواحي وليس تسييرها بأية صورة كمباراة والسلام وللأسف مباراة السوبر في البحرين هي مباراة أقل من جيد.
كما أنه إذا كان الاتحاد الإسباني قام بتأجيل إحدى مباريات فريق ريال مدريد في الدوري لمدة أسبوع واحد نظرا الى ارتباطه بمباراة في البطولة الأوروبية على رغم أن ذلك القرار يكلف الكثير جراء ارتباطات النقل التلفزيوني والجمهوري الكبير فيما الاتحاد البحريني يرفض تأجيل مباراة للمحرق ولو 48 ساعة!
* إذن مشكلة لاعبيكم الدوليين مازالت مستمرة بين المحرق واتحاد الكرة؟
فعلا نحن نواجه مشكلة ليست في مد المنتخب بلاعبي المحرق وهو شرف نعتز به منذ سنوات طويلة لكن المشكلة هو عدم قدرة الاتحاد على مراعاة المحرق ولاعبيه الدوليين ولو من خلال برمجة مباريات المحرق الذي يشارك محليا وخارجيا فضلا عن ارتباط مجموعة كبيرة من لاعبينا مع المنتخبات الأول والأولمبي والشباب، ورئيس النادي الشيخ أحمد بن علي يدفع مبالغ كبيرة لمجموعة من اللاعبين من ضمنهم الدوليون الذي يقضون أوقاتا كثيرة بعيدا عن النادي لارتباطهم مع المنتخبات بالإضافة إلى أن هولاء اللاعبين وصولوا إلى الفريق الأول بعد مراحل من إعدادهم وتهيئتهم لعدة سنوات في مراحل الفئات، ونذكر هنا المهاجم محمد جعفر الزين الذي لايزال يعاني من إصابة الرباط التي تعرض لها مع المنتخب وخسرنا جهود اللاعب.
«سنطبق النظام الدولي على محترفينا»
* وهل لديكم توجه لتغيير تعاملكم مع هذه المشكلة؟
نعم، حان الأوان ليتعامل المحرق بأسلوب مختلف مع اتحاد الكرة يقوم على الاحترافية وخصوصا أن لدينا لاعبين محترفين وآخرين تربطنا معهم عقود، وهناك خيارات وتصورات نتداولها في مجلس إدارة النادي من بينها تطبيق النظام الدولي على محترفينا بحيث يسمح لهم الانضمام إلى المنتخب قبل 72 ساعة من كل مباراة، وهي فترة كافية، وعلى الجميع يعلم بأن المحرق «مطول باله» كثيرا ويدفع الكثير في سبيل خدمة المنتخبات الوطنية ويتحمل المسئولية من دون أن يراعيه أحد!
«مشكلة جون وفتاي»
*ما هي نظرتكم للمشكلة التي حدثت في غياب اللاعبين جون وفتاي عن المنتخب الأولمبي في لقاء أوزبكستان ومعاقبتهما بإيقاف مباراتين؟
- اعتقد أن اتحاد الكرة يستمتع في رمي المسئولية وأخطائه على نادي المحرق في هذه القضية وغيرها علما بأن اللاعبين يعاملان محترفين، وهناك اتفاق مسبق مع اتحاد الكرة بشأن هذه الأمور لكن لايزال المحرق يتحمل المسئولية لوحده.
*ما هو تقييمكم لوضع المحترفين العرب والأجانب في فريق المحرق حاليا؟
-لدينا حاليا البرازيليان ريكو وجوليانو منذ الموسم الماضي والأردني نايف العبابنة الذي ننتظر إجراءات تسجيله وبطاقته الدولية، وعموما مسألة المحترفين يتحمل قرارها مدرب الفريق سلمان شريدة الذي يختار اللاعب المناسب في ضوء حاجة الفريق من دون تدخل إداري.
«حقيقة رحيل وجغو»
*وما هي حقيقة رحيل المحترف المغربي إسماعيل وجغو على رغم عدم انتهاء عقده مع المحرق؟
-عقد وجغو مع المحرق موقع لمدة موسمين وينتهي بنهاية 2009 والذي عرفناه أن وجغو رحل إلى بلاده منذ أشهر بسبب ظروف عائلية وتم تقديرها من قبل إدارة نادي المحرق لكننا فوجئنا بعدها أن اللاعب لدية رغبة البقاء في بلاده واللاعب في أحد الأندية من أجل اختياره إلى المنتخب المغربي، وعموما المحرق لن يقف يوما في وجه وجغوا أوغيره من اللاعبين لكن تمنينا لو انه كان واضحا بعدما سمحنا له بالبقاء في بلاده وسريان عقده الاحترافي.
«احتراف الدخيل ورنغو»
* هل صحيح أن إدارة المحرق رفضت احتراف عدد من لاعبيها في قطر والكويت مثل محمود «رنغو» وعبدالله الدخيل؟
- بالعكس المحرق لم يقف يوما حجر عثرة أمام احتراف ومصلحة أي لاعب بدليل أن عدد محترفي المحرق وصل في بعض السنوات إلى خمسة محترفين، لكن الشيء الذي نؤكد عليه حرصنا على مصلحة اللاعب وعدم التفريط فيه بسهولة في الذهاب إلى أندية درجة ثانية وبعروض مادية هزيلة تضر اللاعب نفسه، ونحن في المحرق لدينا تجربة سابقة مع أحد لاعبي النادي الذي ذهب للعب في ناد درجة ثانية فواجه ظروفا صعبة من دون أن يستفيد فنيا أو ماديا، وكم أتمنى لو لاعبونا الحاليون الذين تلقوا عروضا مشابهة الاستفادة من ذلك الدرس كيلا يقعوا في المطب، علما بأنهم مواهب صاعدة ولاعبو منتخب والفرصة متاحة أمامهم للحصول على عروض احترافية أفضل، وبالنسبة إلينا في مجلس الإدارة حرصنا على مناقشة العرضين الرسميين اللذين تلقيناهما من ناديين كويتيين (رنغو والدخيل)، ونحن نفضل القيام بتعويض اللاعبين ماديا وبقاءهما مع المحرق بدلا من الذهاب بعروض هزيلة!
«سالمين ليس محترفا»
* وماذا عن نجم المحرق الدولي محمد سالمين بعد عودته إلى الفريق من رحلته الاحترافية فهل تعاملونه محترفا؟
- سالمين ابن النادي وعاد إلى فريقه وبيته برغبته من دون أي مقابل مادي ونحن نرى عودة سالمين مهمة جدا للفريق لما يشكله من ركيزة أساسية للفريق سواء في الجانب الفني أو المعنوي.
«دوري المجموعتين»
* مع انطلاقة الدوري الكروي الجديد... كيف ترون دوري الموسم الجاري؟
- أعتقد أنه حان الأوان لتتغير رؤيتنا كمسئولين في اتحاد الكرة والأندية للدوري وتتعدى نظرتنا مجرد خوض المباريات لكسب النقاط الثلاث فقط من دون الاهتمام بتطوير المستوى الفني والعمل على جذب الجماهير إلى الملعب، ونحن في المحرق على رغم فوزنا بلقب الدولي 27 مرة إلا أننا نطمح إلى أن تكون غالبية فرق الدوري جيدة وقوية ليرتفع المستوى والمنافسة المثيرة، ونحن اليوم في البحرين بعد مرور أكثر من 50 عاما على بدء الدوري يجب أن نغير من أفكارنا وأهدافنا ونستفيد من خبرتنا الطويلة والمتراكمة في مجال تطوير الكرة ونضع الحلول لرفع مستوى الدوري ولا نكتفي بعرض المشكلات والتباكي عليها من دون عمل.
* ما هي مقترحاتكم لتطوير الدوري؟
- المقترحات والأفكار كثيرة، وأذكر منها ما سبق أن طرحناه منذ موسمين، انه إذا كان اتحاد الكرة يشتكي قلة الملاعب وزحمة المشاركات الخارجية للمنتخبات فلماذا لا يقوم على الأقل بتغيير نظام الدوري التقليدي إلى نظام المجموعتين بحيث يتم تقليص عدد المباريات لكن للأسف أن اتحاد الكرة وصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى تغيير أسلوب عمله والتنظيم الداخلي بدلا من البقاء على وضعنا نفسه منذ 50 عاما.
«حل لجان اتحاد الكرة»
* ما القصد من تغيير استراتيجية ونظام عمل اتحاد الكرة؟
- أتذكر انني قبل ثلاث سنوات طرحت على اتحاد الكرة فكرة ضرورة حل اللجان الداخلية العاملة في الاتحاد مثل المسابقات والمنتخبات و(الفنية) وغيرها وتحويلها إلى إدارات ثابتة داخل الاتحاد تضم متخصصين في مختلف اللجان وبرواتب مثل الموظفين على أن يتحول مجلس إدارة الاتحاد المنتخب إلى إدارة عليا للاتحاد تقوم بالإشراف العام والمتابعة، وهذه الفكرة ليست بدعة أو اختراعا بل مطبقة في الكثير من الدول ومنها اتحاد الكرة الأردني الذي يشابه ظروف وإمكانات الاتحاد البحريني، وهذه الفكرة تضمنها تقرير الاتحاد الدولي «الفيفا» بعد زيارة وفده إلى البحرين، وهي مسألة مهمة وضرورية لكي يتم العمل بصورة سليمة بدلا من الوضع الحالي الذي يقوم على أسلوب الاجتهادات الفردية والعمل التطوعي الذي لا يساعد على التطور والإبداع، ونحن لا نقلل من دور وجهود الإخوان العاملين في إدارة اتحاد الكرة حاليا ومن سبقوهم لكن من المصلحة العامة تغيير آلية العمل، ويجب أن يتحول أعضاء مجلس الإدارة الحاليين إلى الإدارة العليا على أن تقوم الإدارات التنفيذية بجميع المهمات للمسابقات والمنتخبات والتخطيط لأن الوضع الكروي اختلف في العالم أجمع ويجب أن نساير ذلك وفق امكاناتنا.
* ولكن أين دور الأندية في التعاطي مع اتحاد الكرة والقضايا الكروية؟
- ما أرمي إليه من تغيير ليست مسئولية الأندية بل هو تغيير في النظام الرياضي العام سواء داخل اتحاد الكرة أو بقية اتحاداتنا الرياضية ومسئولية المؤسسة العامة للشباب والرياضة المشرف على عمل الاتحادات، ويجب أن تقوم بدورها في إعادة تنظيم اللوائح الداخلية للاتحادات.
العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ