عندما انطلقت بطولة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى العام 1930 في أوروغواي لم تكن تحظى بالشعبية والشهرة نفسيهما التي تحظى بها البطولة حاليا.

وعلى مدار نحو ثمانية عقود مضت تزايدت شعبية البطولة تدريجيا حتى وصلت الآن إلى ما لم تصل إليه في أي وقت سابق إذ تمتد المراحل المختلفة للتصفيات المؤهلة للبطولة إلى نحو عامين في مختلف أنحاء العالم حتى يتقلص عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات والتي يصل مجموعها إلى 205 منتخبات إلى 32 منتخبا فقط تخوض النهائيات.

ولم يكن نظام التصفيات ضروريا للمشاركة في أول بطولة لكأس العالم والتي استضافتها أوروغواي العام 1930 إذ شارك في البطولة 13 منتخبا فقط منهم تسعة منتخبات من أميركا الجنوبية وأربعة منتخبات أوروبية.

وعلى رغم رفض الكثير من المنتخبات الأوروبية السفر إلى أوروجواي والمشاركة في البطولة لأسباب مختلفة فقد اجتذبت البطولة اهتماما هائلا.

واحتشد 93 ألف مشجع في استاد «سينتيناريو» بالعاصمة مونتيفيديو لمتابعة المباراة النهائية للبطولة في 17 يوليو/ تموز 1930 وهو اليوم نفسه الذي تحتفل فيه أوروغواي بعيد استقلالها.

وفي المباراة النهائية نجح منتخب أوروغواي في التغلب على نظيره الارجنتيني 4/2 في مواجهة مكررة بينهما لنهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد 1928.

وبعدها بأربع سنوات فقط شارك في التصفيات المؤهلة للبطولة 32 منتخبا ليتأهل منهم 16 منتخبا للنهائيات التي استضافتها إيطاليا العام 1934.

وللمرة الوحيدة في تاريخ كأس العالم شارك منتخب الدولة المضيفة في التصفيات المؤهلة للبطولة وتأهل المنتخب الايطالي للنهائيات التي اعتذر منتخب أوروجواي حامل اللقب عن عدم المشاركة فيها لعدم رغبته في السفر بسبب الفتور الذي تعاملت به المنتخبات الأوروبية الأربعة مع بطولة العام 1930.

وللمرة الثانية على التوالي نجح أصحاب الأرض في الفوز باللقب إذ توج المنتخب الايطالي بكأس العالم.

وارتفع عدد المنتخبات المشاركة في تصفيات كأس العالم 1954 إلى 45 منتخبا.

وارتفع العدد مجددا إلى 55 منتخبا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958 والتي أقيمت نهائياتها في السويد إذ قسم الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) المنتخبات المشاركة في التصفيات إلى مناطق قارية للمرة الأولى.

كما بدأ الفيفا تطبيق قاعدة جديدة في التصفيات تقضي بضرورة خوض أي فريق لمباراة على الأقل في التصفيات من أجل المشاركة في النهائيات بعدما تأهلت بعض المنتخبات للنهائيات في بطولات سابقة من خلال انسحاب منتخبات أخرى.

ونتيجة لذلك أجبر منتخب الكيان الصهيوني الفائز بتصفيات المنطقة الإفريقية والآسيوية على خوض دور فاصل أمام منتخب ويلز ليخسر ويفشل في التأهل للنهائيات.

وقرر الفيفا زيادة العدد في النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا بداية من كأس العام 1982 مع توزيع التصفيات على الاتحادات القارية الستة في إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسط والكاريبي) وأوروبا وأوقيانوسيا.

وشارك في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك 121 منتخبا بينما تراجع العدد إلى 116 منتخبا فقط في التصفيات المؤهلة لكاس العالم 1990 بإيطاليا.

ورفع الفيفا عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 1998 إلى 32 منتخبا في فرنسا وشارك في التصفيات المؤهلة لهذه البطولة 174 منتخبا.

وللمرة الأولى انضمت جميع منتخبات أميركا الجنوبية في مجموعة واحدة بالتصفيات.

وتقرر إقامة كأس العالم 2002 بالتنظيم المشترك بين كوريا الجنوبية واليابان للمرة الأولى وتأهل منتخبا البلدين المضيفين إلى النهائيات مباشرة من دون خوض التصفيات، كما تأهل المنتخب الفرنسي بطل 1998 إلى النهائيات مباشرة بصفته حامل اللقب.

وتصارع 199 منتخبا في التصفيات على المقاعد الباقية في النهائيات وعددها 29 مقعدا.

وشهدت تصفيات كأس العالم 2006 مشاركة حامل اللقب (البرازيل) في التصفيات للمرة الأولى في تاريخ البطولة بدلا من تأهله التلقائي إلى النهائيات إذ كان من بين 197 منتخبا خاضت التصفيات المؤهلة للبطولة التي شارك فيها المنتخب الألماني صاحب الأرض مباشرة من دون خوض التصفيات.

كما يتأهل منتخب جنوب إفريقيا فقط على النهائيات المقبلة في جنوب إفريقيا العام 2010 مباشرة بينما يشارك المنتخب الايطالي حامل اللقب في التصفيات المؤهلة للبطولة. بينما تتنافس باقي منتخبات العالم على 31 مقعدا باقية في النهائيات.

وتستحوذ أوروبا على 13 مقعدا في النهائيات بكأس العالم 2010 مقابل ستة مقاعد لإفريقيا من بينها مقعد جنوب إفريقيا و4.5 مقعد لأميركا الجنوبية ومثلها لآسيا و3.5 مقعد لاتحاد منطقة كونكاكاف ونصف مقعد فقط لاتحاد أوقيانوسية.

وبدأت فعلا التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في أغسطس /آب الماضي ليخرج 34 منتخبا فعلا من التصفيات قبل إجراء القرعة في ديربان اليوم (الأحد).