بدأت أمس (الإثنين) في العاصمة النمسوية (فيينا) أعمال الدورة الـ 12 للمؤتمر العام لمنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) بحضور رؤساء ووزراء ومسئولين كبار من مختلف دول العالم.
ويتدارس ممثلو الدول الـ 172 الأعضاء في المنظمة على مدى 5 ايام جدولا حافلا بالقضايا أبرزها كيفية الإسراع في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة في الدول النامية باعتبار الصناعة الوسيلة الوحيدة لتقليص معدلات الفقر نظرا إلى كونها القطاع الرئيسي الذي يمكن عبره تحقيق زيادة في النمو الانتاجي.
كما سيبحثون في مساهمة «اليونيدو» في مساعدة الدول الفقيرة عبر زيادة قدراتها الانتاجية والدخول في الأسواق العالمية وضمان الطاقة وحماية البيئة في ظل التغيرات البيئية وكيفية ربط حماية البيئة بالنمو الاقتصادي. وسيشهد اليوم الأول للمؤتمر عقد منتدى تحت عنوان: «التنمية الصناعية في عالم متغير» يتم التركيز فيه على كيفية بناء الامكانات الصناعية والتجارية والبيئية ودور القطاعين العام والخاص في تحقيق هذه السياسات بما يضمن الحد من معدلات الفقر في دول العالم الثالث.
كما سيبحث المشاركون في دور «اليونيدو» في تعزيز التعاون القائم بين الاتحاد الأوروبي من جهة وكل من إفريقيا ودول الكاريبي من جهة أخرى إذ سيتركز النقاش على الفرص والتحديات التي يواجهها النمو الاقتصادي والمصاعب في هذه الدول وما تحتاج إليه من مساعدة من قبل منظمة «اليونيدو» والدول الصناعية.
يذكر أن «اليونيدو» لديها برامج إقليمية تهتم بتعزيز ورفع مستوى الأداء الصناعي في الدول الفقيرة وكيفية الاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها «اليونيدو» ولا سيما في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة وحماية البيئة.
ويقول خبراء «اليونيدو» ان ما يثير القلق هو ارتفاع عدد الفقراء الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم خلال العقود الثلاثة الماضية إذ وصل عددهم الى أكثر من 278 مليون نسمة في 39 دولة.
ويجزم الخبراء بأن تحقيق التنمية الصناعية يعد إحدى الوسائل المهمة في مكافحة الفقر والبطالة والتخلف وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز فرص الرخاء في العالم.
يذكر أن المؤتمر العام لـ «اليونيدو» يعقد مرة كل عامين إذ سيشارك في الدورة الحالية رؤساء دول ومجموعة من وزراء الصناعة والطاقة والتنمية والتخطيط في عدة دول صناعية ونامية وممثلون عن منظمات غير حكومية.
وكانت «اليونيدو» التي تتخذ من فيينا مقرا لها تأسست في العام 1966 ثم تحولت الى منظمة متخصصة تابعة إلى الأمم المتحدة في العام 1985 وتعرضت لأزمة مالية حادة بعد انسحاب الولايات المتحدة وعدة دول غربية منها كادت تقضي عليها لولا الإصلاحات الجذرية التي اعتمدها مديرها العام السابق الأرجنتيني كارلوس ماغارينوس الذي تسلم منصبه العام 1997 ثم اعيد انتخابه في العام 2001 لأربع سنوات أخرى ليخلفه المدير العام الحالي كانده ك يوميلكا من سيراليون في العام 2005.
العدد 1915 - الإثنين 03 ديسمبر 2007م الموافق 23 ذي القعدة 1428هـ