قد تكون هيلاري كلينتون فشلت في مسعاها لتصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة، إلا أنها ستعود عقب اختيارها وزيرة للخارجية، إلى مقدم الساحة لمواجهة تحديات جمة ما يشكل فرصة لها لتدوين اسمها في التاريخ.
وستواجه السيدة الأميركية الأولى سابقا المعروفة بأنها لا تستسلم، تحديات هائلة في الخارج بما في ذلك استمرار الحرب في العراق وأفغانستان فضلا عن تهديدات الإرهاب التي عادت إلى الواجهة مع هجمات مومبي الأخيرة في الهند.
لكن التحدي الأكبر الذي ستواجهه سناتورة نيويورك (61 عاما) صاحبة الشخصية القوية، سيكون تحسين صورة بلدها والبدء بمرحلة جديدة للسياسة الخارجية الأميركية وعد بها الرئيس المنتخب باراك أوباما.
ويمكن لكلينتون أن تعتمد من الآن على دعم كبير جدا في الخارج بفضل الصورة التي خلفتها بصفتها السيدة الأميركية الأولى سابقا وبفضل سمعة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الطيبة في العالم.
وبعد خسارتها في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، عملت كلينتون، التي كانت السياسة الخارجية أحد محاور حملتها الرئيسية، بجهد لفوز أوباما وحثت ملايين الناخبين المؤيدين لها على دعم محاولة هذا الأخير ليصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن تعيينها وزيرة لخارجية الولايات المتحدة «سيكون موضع ترحيب» في الخارج.
وقال سولانا خلال زيارة أخيرة في واشنطن «تتمع بشخصية قوية وهي شخص مناسب ومؤهل وتتمتع بالخبرة وهي معروفة. أظن أن ذلك سيكون موضع ترحيب لدى غالبية من الناس».
وقال الصحافي بوب وودورد الأحد في مقابلة تلفزيونية «الفريق الذي يبدو أن أوباما اختاره في مجال الأمن القومي رائع».
وقيل إن كلينتون ترددت في البداية قبل القبول بالمنصب. لكن معلومات أشارت إلى أنها حصلت على ضمانة بإمكانية الوصول إلى الرئيس مباشرة.
وقال خبير شئون الأمن القومي ديفيد روثكوف «إنها تتمتع بمقام عالمي. ستكون قادرة على التعامل مباشرة مع الرئيس وتمرير رسالتها بشكل فعال معه وستكون أحد أفضل المدافعين عنه على الساحة الدولية».
وفي منصب وزيرة الخارجية، ستواجه كلينتون تطلعات عالية جدا من قبل العالم الذي رحب بوعد أوباما بإحداث تغيير جذري، بعد حكم جورج بوش الذي استمر ثمانية أعوام.
وأقرت كلينتون نفسها بالتحديات المطروحة قائلة خلال حملتها الانتخابية إن «الرئيس المقبل سيرث حربين وحملة على المدى الطويل ضد الشبكات الإرهابية وتوترا متصاعدا مع إيران في سعيها إلى امتلاك السلاح النووي». كما شددت على الحاجة إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والعرب.
وسيتوج تعيينها في هذا المنصب حياة سياسية مميزة بدأتها من خلال حركة الاحتجاج على حرب فيتنام وعززتها في حملاتها الانتخابية للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عامي 2000 و 2006 حيث هي عضو في لجنة الجيوش الأميركية.
وتتمتع هيلاري كلينتون بعزيمة تثير إعجاب خصومها حتى. فعلى رغم النكسات التي أصيبت بها في حملتها الانتخابية الرئاسية، كانت تظهر على الدوام مبتسمة ومفعمة بالنشاط. وكانت لا تتردد في مهاجمة خصمها أوباما متهمة إياه، وخصوصا بالافتقار إلى الخبرة في مجال السياسة الخارجية.
وولدت هيلاري رودام كلينتون لعائلة بروتستانتية في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1947 في شيكاغو (ايلينوي، شمال) وهي محامية لامعة متخصصة في حقوق الأطفال وأم لسيدة أعمال شابة في السابعة والعشرين تدعى تشيلسي كلينتون.
عملت طويلا في ظل زوجها على رغم الإهانات التي تعرضت إليها بسببه، ولاسيما علاقته بالمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي
العدد 2279 - الإثنين 01 ديسمبر 2008م الموافق 02 ذي الحجة 1429هـ