تبدأ شركة طيران خاصة مسجلة في الهند أول رحلاتها إلى منطقة الخليج بالطيران إلى البحرين والكويت في الأسبوع الأول من العام 2008 في وقت ازدهرت فيه أعمال شركات الطيران الخاصة في منطقة الخليج التي تنعم بنمو اقتصادي غير مسبوق مصحوب بوفرة مالية هائلة لدى قطاع واسع من رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة.
وذكر تقرير أن شركة جت أيرويز ستكون أول شركة طيران هندية خاصة تسيّر رحلات يومية مباشرة من الهند إلى البحرين والكويت، وأنها ستبدأ رحلاتها من كوتشي إلى المنامة من بمعدل رحلة يوميا في الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل، بالإضافة إلى رحلة يومية مباشرة كذلك من بومبي إلى البحرين.
وتشغل شركة جت أيرويز أسطولا حديثا مكونا من 75 طائرة، من ضمنها طائرات بوينغ الأميركية وايرباص الأوروبية بالإضافة إلى طائرات توربوروب. وتبلغ رحلات الشركة الهندية الخاصة أكثر من 350 رحلة يوميا إلى محطات مختلفة. ويأتي تشغيل الرحلات المباشرة للشركة إلى البحرين والكويت بهدف الاستفادة من نمو حركة السفر بين الهند ودول الخليج العربية الست التي تحتضن نحو 10 ملايين عامل أجنبي معظمهم من شبه القارة الهندية والفلبين، معظمهم في المملكة العربية السعودية إذ يبلغ عدد الأجانب فيها نحو سبعة ملايين شخص. ويعمل في البحرين نحو 250 ألف أجنبي، أي نحو ثلث عدد السكان.
كما ستبدأ شركة طيران خاصة أخرى مسجلة في المملكة وهي «طيران البحرين» التي أطلقها مستثمرون بحرينيون وسعوديون أولى رحلاتها في 17 يناير بطائرتين مستأجرتين من نوع ايرباص (A321) ترتفع في أبريل/ نيسان إلى 3 طائرات، وستطير إلى كل من دبي ومشهد وبيروت والإسكندرية كمرحلة أولى. وستبدأ رحلاتها إلى دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة في الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط المقبل.
ويبلغ رأس مال الشركة الجديدة المدفوع 8 ملايين دينار، يشكل المساهمون البحرينيون 68 في المئة والسعوديون 32 في المئة. وتسعى الشركة إلى الحصول على حصة تبلغ نحو 16 في المئة من سوق الطيران الخاصة وستستهدف أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وإيران والهند.
كما بدأت شركة رايزن جت، وهي إحدى شركات الطيران الخاصة في البحرين لرجال الأعمال والمسئولين التنفيذيين، تشغيل رحلات في ظل نمو الطلب على الطيران الخاص الذي ارتفع إلى نحو 30 في المئة في العام 2006. وتسعى الشركة إلى الاستحواذ على نحو 10 في المئة من سوق الطيران في المنطقة. وتم تأسيس شركة رايزن جت برأس مال مصرح به قدره 30 مليون دولار أميركي ورأس مال مدفوع مقداره 10 ملايين دولار أميركي، من خلال مساهمين من مجموعات وأفراد من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال مسئولون إن الشركة الجديدة لن تنافس شركة طيران الخليج المملوكة الآن إلى الحكومة البحرينية بعد تخلي بقية الملاك وهم حكومات قطر وأبوظبي وسلطنة عمان عن حصصهم في الشركة بسبب الخسائر التي لحقت بها.
كما ذكروا أن سوق الطيران في المنطقة في ازدياد مضطرد وأنه بناء على الإحصاءات المتوافرة فإن « عدد الطائرات العاملة بالمنطقة تعادل 18 في المئة من المجموع الكلي للطائرات، وإننا نشهد معدل نمو يصل ما بين 15 و20 في المئة في العام، وهو أمر مؤثر إذا قورن بالمعدل نفسه في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والذي يعادل خمسة في المئة». وتتنافس الشركات المصنعة للطائرات إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الرفاهية سواء في توفير جميع أنواع الاتصالات أو برمجيات قيادة الطائرة في وقت ينمو فيه النشاط التجاري في الشرق الأوسط وآسيا، إذ بلغ حجم تعاملات شركات الطيران الخاص أكثر من 13 مليار دولار في العام 2005.
والازدهار في الأعمال الذي تنعم به هذه الشركات الخاصة يأتي بسبب النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده دول الخليج العربية والناتج عن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى مستويات قياسية بلغت أكثر من 90 دولارا للبرميل الواحد، وهو الأمر الذي أدى إلى سيولة وفيرة وزيادة النشاط التجاري وبالتالي زيادة الحاجة إلى تنقل رجال الأعمال. لكن بعض شركات الطيران في المنطقة تعاني من ارتفاع أسعار وقود الطائرات الذي يقدر خبراء صناعة النفط قيمته بنحو 80 مليار دولار مع معدل نمو سنوي في حدود 10 في المئة وأن ارتفاع أسعار وقود الطائرات يترك آثارا على النتائج المالية لشركات الطيران العربية والعالمية على رغم أن شركات الطيران تفرض رسوم وقود على المسافرين لتغطية جزء من الكلف
العدد 1936 - الإثنين 24 ديسمبر 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1428هـ