تقام اليوم مباراتان ضمن الأسبوع (7) لدوري كأس خليفة بن سلمان للدرجة الأولى لكرة القدم، إذ يلعب في الأولى البحرين (9 نقاط) أمام البسيتين (11 نقطة) الساعة 5.30 مساء، بينما يلعب في الثانية النجمة (6 نقاط) أمام الحد (نقطتان) الساعة 7.30 مساء.
والمباراتان مهمتان للفرق الأربعة سعيا لخطف وحصد النقاط الثلاث، والتعادل في المباراتين يعتبر بمثابة الخسارة.
مباراة البحرين مع البسيتين لها الوقع الخاص من خلال جيرة الناديين، وبالتالي ستترك لها الأثر الايجابي على مجريات المباراة، إذ يسعى كل فريق إلى أن يكون الحسم بيده والخروج بالنقاط الثلاث. البحرين الذي كان متأخرا في ذيل الترتيب من دون فوز ولا هدف خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الدوري، ومع وصول مدربه الجديد المنصف الشرقي بدأ الفريق يتعافى ويظهر بالصورة المتطورة من مباراة إلى أخرى، إذ يعتمد الشرقي على تنظيم الدفاع بشكل محكم ومن ثم المباغتة في الهجوم السريع على المنافس واستثمار أية فرصة يحصل عليها الفريق في أية لحظة من لحظات المباراة، والخروج بأفضل النتائج، وهذا ما كان عليه الفريق في مباراتي الاتحاد والأهلي، واستطاع المدرب أن يوظف إمكانات لاعبيه لصالح الأداء العام للفريق. قد تلحظ الكثافة العددية في الدفاع للفريق، ولكن بتنظيم محسوب من قبل المدرب، وفي المقابل هناك اعتبار مهم في أن الفريق في هجومه المرتد يسعى مع كل كرة لإحراز هدف يربك الآخر، وهذا ما شاهدناه في مباراة الأهلي بالهدف المبكر.
ولكن فليدرك البحرين أنه يلعب أمام فريق متمكن لديه المفاتيح الكثيرة لبناء الهجمات وصناعة الكرات الخطرة بل وإحراز الأهداف، وبالتالي ستكون مهمة الوسط لدى الغزال الأساسية ابطال مفعول تلك الهجمات، أما الخط الخلفي فسيعاني كثيرا فيما لو سمح خط الوسط لوسط البسيتين بإيصال الكرة للمهاجمين، وبالتالي سيقع في المحظور. التنظيم الدفاعي يحتاج لأن يبدأ من الهجوم حتى وصوله إلى الخط الخلفي تكون المنافذ مغلقة على الفريق الآخر.
أما البسيتين فظهر بصورة جيدة من كل النواحي وصار يدخل مبارياته بنفس بطولي من خلال التنظيم السلس للصفوف الثلاثة داخل المستطيل الأخضر، ولكن ما ينقص الأزرق هي النهاية السعيدة أمام المرمى خصوصا في مباراته أمام المحرق إذ كان هو المستحق للفوز ولكن إضاعة الفرص السهلة أبعدته عن النقاط. واللافت للفريق أنه يلعب على ردة الفعل للفريق الآخر في بعض مجريات المباريات، أي بمعنى آخر أن أية اهنزازة تحدث سواء مع فريقه أو المنافس فمع ظروفها يتحدد أداؤه، وهذا ما لاحظناه في طرد الكواري وروبرت، إذ عجز الفريق في الدقائق المتبقية عن مواصلة الأداء نفسه الذي بدا عليه المباراة مع أن الشكل العام للمباراة لا يوحي بأن المنافس لديه القدرة على الهجوم حتى مع النقص العددي، ولكن يحدث العكس وهذه حال نفسية يجب ادراكها بصورة عاجلة.
عموما البسيتين من الفرق المنظمة تكتيكيا وفنيا ولديه أكثر من مفتاح وأفضلهم وجيه الصغير الذي يقوم بدور الموزع للكرات على مساحات الملعب وصناعة الكرات الأولية بصورة محكمة، إضافة إلى ربيع العفوي الذي يلعب خلف المدافعين تارة وتارة أخرى مع المهاجم الآخر، ولدى ياسر عامر مفتاح آخر لو تصرف به بشكل جيد من خلال تركه الأنانية والاحتفاظ بالكرة غير المبرر واللعب الجماعي يعطي الصورة الجمالية للفريق وأكثر فاعلية في الخطورة. ومشاركة روبرت اليوم بعد غياب مباراتين لسبب الطرد الذي تعرض له أمام النجمة سيعطي الهجوم أكثر قوة لامتلاكه المهارات وأخذ المراكز والمواقع المناسبة للتهديف. والطرفان من ناحية نواف المالكي في الانطلاقات اليسرى له مع محمد صالح سند في الجهة اليمنى مفتاح آخر ايضا، كما أن لانطلاقات محمد جمعة بشير أو باسل سلطان من الخط الخلفي للهجوم يجعل انطلاقاتهم مفتاحا آخر، وهذا ما شاهدناه عندما أحرز محمد جمعة بشير هدفا في الأسبوع الثاني، وكذلك باسل سلطان في الأسبوع الأول، مع التوازن للحفاظ على سلامة مرماهم الذي يحرسه سيدشبر إبراهيم وحسن حرم، وكلاهما لديه القدرة على الحماية. فهل يستطيع البسيتين الفوز والاقتراب من الصدارة، أم أن الغزال يواصل صحوته نحو المقدمة بمفاجأته الفرق كلها؟
النجمة والحد
أما المباراة الثانية وتجمع النجمة مع الحد فهذه أيضا من خلال المعطيات السابقة للفريقين تدل على أن حصد النقاط الثلاث هو ما يفكر فيه الفريقان.
النجمة الذي اختلف أداؤه بشكل كبير عن بداية الموسم والموسم الماضي، وقع في نهر الخسائر، وصار يلعب تحت ضغوط نفسية لم يستطع الجهاز الإداري انتشاله سريعا من هذا الواقع. وخلال مباراته أمام الاتحاد وجدنا الفريق يلعب من دون هوية معتمدا على أداء لاعبيه بالمجهود الفردي، أضف إلى ذلك غياب الروح القتالية التي كان يتمتع بها الفريق، وهذا الأمر له الأثر الكبير في النتائج السلبية.
قد يعذر مدرب الفريق الحربان في تغيير طريقة اللعب من 3/5/2 إلى 4/4/2، إذ تعامل الحربان بما معه من عناصر بشرية بالنوعية في ظل غياب أكثر من لاعب بسبب الإصابة، وان عاد علي سعيد فانه مازال بعيدا عن الحال البدنية المطلوبة، ولذلك يحتاج إلى المزيد من الوقت وهو ورقة الفريق الرابحة ومفتاح أساسي للهجمات الخطرة عبر الكرات العرضية، أضف إلى ذلك غياب حسين بودهوم المتميز في الجهة اليسرى أيضا خلق نوع من الجفاء عند الجهة اليسرى، وبالتالي لم يستطع المشعان التأثير بالانطلاقات ولم تكن لدية الشجاعة عند الانطلاقة تجعل هذه المنطقة حبيسة الدفاع، وأيضا غياب سالم موسى للإصابة الذي كان في الموسم الماضي صانع الألعاب ومفتاح آخر للفريق خلف المهاجمين، وعدم وجود البديل الذي يمتلك القدرة في المهمة نفسها أمام الهجوم، فلم يتغير من أسلوبه أي شيء وصار مكشوفا لدى المنافسين وخصوصا عندما يلجأ الفريق إلى إرسال الكرات الطويلة والعالية غير المبررة والمجدية، وبالتالي يضيع المجهود الجماعي بأكلمه. وللمحترفين الدور الأبرز في صنع طريقة اللعب والأسلوب، ولكن محترفي النجمة مازالوا بعيدين عن الأداء المطلوب وإن كان أفضلهم جوزيف. ولدى حمد فيصل الشيخ إمكانات جيدة في أن يكون مفتاحا مؤثرا، ولكن هذا اللاعب كثير الاحتفاظ بالكرة والمراوغة وعدم لعب الكرة من أول لمسة إلا في حالات نادرة، وبالتالي لا نستطيع أن نضع طريقة اللعب على أساس أنه مفتاح للهجمات الخطرة.
الدفاع النجماوي يحتاج إلى علاج سريع خصوصا في العمق وأهداف الاتحاد الثلاثة تشهد على ما نقول ولا تحتاج إلى تعليق أكثر.
أما الحد ذلك الفريق الذي لعب أول 3 مباريات بصورة جيدة فتوقعنا له ليس بالبقاء فقط ولكن المنافسة على المراكز المقدمة، ولكن يفاجئنا الفريق بانتكاسة سريعة في 3 أسابيع تعرض لها إلى الخسائر من دون سابق انذار، وكان بإمكانه فعل ما يمكن، ولكن غياب الروح القتالية سبب هدر النقاط وإهدار الفرص السهلة أمام المرمى.
قلنا في تحليلات سابقة ان الفريق يحتاج إلى قناص ومحترف سوبر يعرف طريق المرمى من أسهل الطرق ولا يعاني في إحراز الأهداف، مع أنه يمتلك مهاجما جيدا كان هداف الدرجة الثانية لموسمين، ولكن سوء الطالع لهذا اللاعب المحترف ديفيد وقف معاندا له في إحراز الأهداف، وبالتالي كانت النتيجة سلبية للفريق.
على مدرب الفريق خالد تاج إيجاد مهاجم قناص إلى جانب ديفيد ولا يجوز الاعتماد الكلي على هذا اللاعب الذي هو الآن خارج الإطار لردة الفعل السلبية لعدم إحرازه الأهداف كما كان يمتاز بها سابقا، ووجود مهاجم آخر قد يعيد له التوازن ويساعده على إحراز الأهداف.
هذه الانتكاسة في النتائج والعروض الفنية في مقامها الأول أن الفريق معظم لاعبيه من الوجوه الشابة القليلة الخبرة، وما تحتاجه الآن اعادة تأهيل من جديد ولا نعتقد أن اعتذار المدرب خالد تاج سيكون له النتائج الايجابية المعاكسة لواقع الفريق، إذ ان كل اللاعبين من دون استثناء مرتاحون وراغبون في استمرارية تاج، وهذا الأمر قد يربك الفريق ولو بالتصريحات، فلذلك نأمل من تاج أن يعمل على استقرارية الجهاز الفني والفريق.
التنظيم الدفاعي الذي كان عليه الفريق في المباراتين الأوليين وخصوصا أمام الرفاع يجب أن يعود مرة أخرى، ولدى الفريق القدرة الفنية على التنفيذ، وبالتالي على اللاعبين الإحساس بالمسئولية والابتعاد عن الضغط النفسي؛ لأن الدوري مازال بعيدا ولا يفكر بأنه سيكون الهابط؛ لأن مثل هذا القرار سابق لأوانه وقد يطيح بالفريق مبكرا، ولذلك عليهم الاتسام بالشجاعة والابتعاد عن الروح الانهزامية، حينها سيكون الفريق في أفضل حالاته، ونحن بانتظار عودته من هذه المباراة
العدد 1936 - الإثنين 24 ديسمبر 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1428هـ