قبل 4 أشهر، كانت فكرة قضاء عطلة أعياد ميلاد سعيدة مستبعدة تماما بالنسبة للاعبين الأميركيين الجنوبيين جوليو بابتيستا وإرنستو تشيفانتون.

ولكن كلا اللاعبين يتطلعان الآن لقضاء عطلة سعيدة بعد الأهداف المهمة التي سجلاها حديثا لفريقيهما الاسبانيين لكرة القدم، ريال مدريد واشبيلية.

وكان بابتيستا عاود الانضمام لصفوف ريال مدريد في أغسطس/ آب الماضي بعد قضاء موسم واحد غير سعيد بصفوف نادي ارسنال الانجليزي على سبيل الإعارة ليجد المدرب الجديد لريال مدريد الألماني بيرند شوستر يخبره أن النادي يحاول بيعه.

وفي اشبيلية، تلقى تشيفانتون الرسالة نفسها من مدرب فريقه الاسباني خواندي راموس.

وخلال الصيف الماضي تلقى اللاعبان الكثير من العروض للانضمام إلى أندية أخرى ولكنهما فضلا البقاء مع فريقيهما بالدوري الاسباني والكفاح من أجل إثبات خطأ راموس وشوستر.

وكما كان متوقعا، بدأ بابتيستا (26 عاما) الموسم جالسا على مقاعد بدلاء ريال مدريد. ولكنه نزل الملعب قرب نهاية مباراة ريال مدريد مع ضيفه ريال بيتيس في سبتمبر/ أيلول الماضي وأبهر بابتيستا مدربه شوستر عندما سجل هدفا من تسديدة خلفية رائعة.

ويلعب بابتيستا ضمن التشكيل الأساسي لشوستر منذ شهر الآن ونجح اللاعب البرازيلي في رد الجميل لمدربه الالمانى باستخدام مزيجه النادر من القوة العضلية والموهبة لتحقيق نتائج جيدة.

وقدم «الوحش»، كما كانت جماهير ساو باولو البرازيلي واشبيلية تطلق على بابتيستا، أمس الأول (الأحد) واحدا من أفضل عروضه على الإطلاق متوجا مجهوده بتسجيل الهدف الوحيد لريال مدريد في مباراة قمة الدوري الاسباني «كلاسيكو» في برشلونة ليقود فريقه للفوز على خصمه العتيد 1/صفر في مواجهة متكافئة.

ففي الدقيقة 36 من المباراة أسكت بابتيستا جماهير برشلونة الغفيرة باستاد «كامب نو» بلعبة ثنائية مع زميله الهولندي رود فان نيستلروي مسجلا هدف الفوز بالمباراة من تسديدة قوية بقدمه اليمنى.

وبهذا الهدف حقق بابتيستا نجاحا آخر مع شوستر، وكان المدرب الألماني سعيدا من جانبه بهذا الأمر. فوصل الفارق الذي يفصل ريال مدريد عن برشلونة في صدارة ترتيب الدوري الاسباني لهذا الموسم إلى 7 نقاط لمصلحة ريال مدريد ما يجعله في وضع جيد للحفاظ على لقبه بالمسابقة المحلية هذا الموسم.

وصرح بابتيستا لقناة «كانال بلوس» التلفزيونية الفرنسية بعد فوز أمس قائلا: «كان من الرائع أن أسجل هدفا مهما كهذا».

وبذلك أصبح من المرجح أن يحتفظ «الوحش» بمكانه في ريال مدريد الآن مع حلول المخضرم جوتي محله على مقاعد البدلاء.

هذا بالإضافة إلى أنه أصبح ضمن التشكيل الأساسي لمنتخب البرازيل بقيادة المدرب كارلوس دونغا بعدما كان عنصرا بارزا في الفريق البرازيلي الفائز بلقب بطولة كأس أميركا الجنوبية «كوبا أميركا» في يوليو/ تموز الماضي.

اما تشيفانتون فلا يقل سعادة في الوقت الراهن عن بابتيستا بعدما ترك مكانه الدافئ بمقاعد بدلاء اشبيلية ليسجل هدفا لفريقه في المباراة التي تغلب فيها على راسينج سانتاندر 4/1 بالدوري الاسباني السبت الماضي.

واحتفل تشيفانتون بالهدف كما لو كان قد فقد عقله إذ خلع قميصه وألقى بنفسه وسط الجماهير. وصرح تشيفانتون لمحطة «كادينا كوبي» الإذاعية الاسبانية عقب المباراة قائلا: «إنني سعيد للغاية بمجرد العودة للعب من جديد... بعد كل ما حدث لي». وكانت بداية تشيفانتون ضعيفة مع اشبيلية في الموسم الماضي عندما انضم مهاجم أوروغواي لصفوف الفريق الاسباني قادما من موناكو الفرنسي، إذ شارك تشيفانتون في 17 مباراة لاشبيلية بالموسم الماضي سجل خلالها أربعة أهداف فقط.

وفي أغسطس/ آب الماضي أخبره راموس بأنه عليه أن يبحث لنفسه عن ناد آخر. ولكن تشيفانتون رفض، وتم استبعاده من القائمة الرسمية لاشبيلية في بطولتي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.

ثم ترك راموس نفسه اشبيلية في أكتوبر/ تشرين الأول من أجل تدريب توتنهام الانجليزي، وتولى مانولو خيمينيز تدريب الفريق ليقرر بعدها منح تشيفانتون (27 عاما) فرصة جديدة بالفريق.

وتدور أحاديث الانتقال في اشبيلية حاليا عن رحيل ألكسندر كيرجاكوف عن صفوف الفريق في كانون الثاني/يناير المقبل وبقاء تشيفانتون كلاعب بديل للمهاجمين الاساسيين باشبيلية، لويس فابيانو وفريدريك كانوتيه.

حقا... كم يمكن لاربعة أشهر فقط أن تحدث كل الفارق في المشوار الرياضي لابرز لاعبي كرة القدم بالعالم