مع فوزه مجددا بألقاب 3 من البطولات الأربع الكبرى وتتويجه بلقب كأس الأساتذة للمرة الرابعة في آخر 5 سنوات، رسم لاعب التنس السويسري روجيه فيدرر خطا جديدا في لوحة تألقه وأكد هيمنته على عالم التنس وتربعه على عرش اللعبة البيضاء من دون منازع في عام 2007.
وأنهى فيدرر موسم 2007 بفوزه بلقب بطولة كأس الأساتذة في شنغهاي بالصين ليكون اللقب الرابع له في البطولة في آخر 5 سنوات بالتغلب على الاسباني ديفيد فيرر في نهائي البطولة.
ونجح فيدرر الذي يتربع على قمة التصنيف العالمي لمحترفي التنس منذ أكثر من 200 أسبوع في الفوز بألقاب 3 من بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى في عام 2007 كما أحرز ألقاب 8 بطولات ووصل برصيده من الانتصارات إلى 68 فوزا مقابل 9 هزائم فقط على مدار الموسم.
وينتظر أن يكون هدف فيدرر في عام 2008 هو الحفاظ على صدارته للتصنيف العالمي للمحترفين وإحراز لقب بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) ثاني بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرته مع اللعبة.
ويسعى فيدرر أيضا إلى تحطيم الرقم القياسي في عدد ألقاب بطولات «جراند سلام» التي يحرزها أي لاعب خلال مسيرته والمسجل باسم الأميركي المعتزل بيت سامبراس ويبلغ 14 لقبا، إذ حصد فيدرر 12 لقبا في هذه البطولات حتى الآن، وبالتالي فإنه قد يحطم هذا الرقم القياسي خلال عام 2008.
وحقق فيدرر تقريبا في عام 2007 كل ما يطمح إليه أي لاعب تنس ومنها الوصول بإجمالي جوائزه المالية من المشاركة في بطولات العام فقط إلى 10 ملايين دولار.
وأكد فيدرر أنه أفضل لاعب نموذجي، إذ يجمع دائما بين إمتاع وإسعاد المشجعين واهتمام وتهافت الرعاة عليه والحفاظ على قواعد الرابطة العالمية لمحترفي التنس.
ولكن ذلك لا ينطبق على عدد من لاعبي التنس الآخرين خصوصا مع ظهور فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والتي تفجرت في صيف هذا العام ويبرز من بين المتورطين في هذه الفضيحة اللاعب الروسي نيكولاي دافيدنكو المصنف الرابع على العالم.
ويسعى دافيدنكو ومحاموه حاليا إلى تفنيد الاتهامات الموجهة إليه بالمشاركة في التلاعب بنتائج المباريات ومنها المباراة التي انسحب منها مدعيا الإصابة في بطولة بولندا خلال آب/أغسطس الماضي ليفوز بها اللاعب الأرجنتيني مارتن فاسالو أرجيلو الذي لم يكن مرشحا للفوز على الإطلاق.
ولجأت الرابطة العالمية لمحترفي التنس إلى الكثير من الوسائل لبدء حربها على الفساد، إذ استعانت بمحققين بريطانيين ورجال شرطة سريين سابقين في سكوتلانديارد للوصول إلى أساس القضية التي قد تسبب فقدان اللعبة صدقيتها ونقائها.
وفي خطوة لإظهار قوة الحرب على مشاركة اللاعبين في المراهنات التي تجرى عبر الانترنت تقرر إيقاف اللاعب الايطالي أليسيو دي ماورو لمدة 9 أشهر بسبب مشاركته في المراهنات على 120 مباراة علما أنه ليس طرفا في أي منها كما فرضت على اللاعب غرامة مالية قدرها 60 ألف دولار.
ووضع إتيان دي فيليرز رئيس الرابطة العالمية قاعدة جديدة تقضي بضرورة أن يبلغ اللاعب الذي يطلب منه التلاعب بنتائج المباريات مسئولي الرابطة بذلك في غضون 48 ساعة وإلا يصبح متورطا في التلاعب بنتائج المباريات.
ويبدو فيدرر بعيدا تماما عن مثل هذه المشكلات مثله مثل منافسه الاسباني رافاييل نادال المصنف الثاني على العالم.
وقال فيدرر: «مشاركة أي لاعب في المراهنات على مباريات التنس أمر خاطئ تماما ولذلك يجب أن يتعرض للغرامة أو الإيقاف. وتتوقف العقوبة على نظرة المسئولين. ولكنني أعتقد أنه من الضروري التعامل بقسوة مع مثل هذه الحالات... المشجعون يمكنهم المشاركة في المراهنات لكن ذلك يجب ألا يحدث بين المشاركين في المباريات. إنها المشكلة التي نعانيها الآن».
وبعيدا عن هذه المشكلات ينتظر أن يتحول الصراع الثنائي بين فيدرر ونادال إلى صراع ثلاثي في عام 2008 مع تحسن أداء اللاعب الصربي الشاب نوفاك ديوكوفيتش (20 عاما) والذي وصل إلى المباراة النهائية لبطولة أميركا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) رابع بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى في موسم 2007 .
كما وصل قبلها للدور قبل النهائي في كل من بطولتي فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) وإنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) ثاني وثالث البطولات الأربع الكبرى.
ويحتاج ديوكوفيتش فقط إلى رفع لياقته البدنية بعدما وضح عليه الإجهاد في المراحل الأخيرة من هذا الموسم الطويل الشاق.
وعلى رغم غيابها عن بطولة أستراليا المفتوحة أولى البطولات الأربع الكبرى في موسم 2007 بسبب ظروف انفصالها عن زوجها أنهت لاعبة التنس البلجيكية جوستين هينن موسم 2007 بدفعة معنوية هائلة إذ أنهت الموسم على قمة التصنيف العالمي للمحترفات.
وفازت هينن بلقب بطولتي فلاشينج ميدوز ورولان جاروس ليكونا ضمن 10 ألقاب فازت بها.
ونجحت هينن في توسيع الفارق الذي يفصلها عن باقي منافساتها اللاتي تراجعن بشكل كبير وإن أظهرت لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا بعض ملامح التفاؤل في نهاية الموسم من خلال وصولها إلى نهائي بطولة مدريد بعد صراع طويل مع الإصابة في الكتف.
أما السويسرية مارتينا هينجز المصنفة الأولى على العالم سابقا فاضطرت للانسحاب مجددا من ملاعب التنس وإعلان اعتزالها مرة أخرى وسط حوادث مؤسفة تتعلق بالإعلان عن ثبوت تعاطيها المنشطات على رغم تأكيدها على أنها مجرد ضحية لاختبار خاطئ للمنشطات أوضح تعاطيها لمادة الكوكايين.
وينتظر أن تقضي هينجز (27 عاما) التي تحظى بمساندة تامة من مواطنها فيدرر ومن أسطورة التنس واللاعبة السابقة بيلي جان كينج معظم فترات عام 2008 في السعي لإثبات براءتها ضد الاتهامات التي اضطرتها للاعتزال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي
العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ