العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ

تحيات وأماني وآمال

أود أولا أن اشكر قنوات الجزيرة الرياضية على وفرة الدروس التي تقدمها في كرة القدم ومتعة مشاهدة كرة القدم الحقيقية حين نقلت مباراتي القمة الايطالية بين الانتر وميلان والاسبانية بين الريال وبرشلونة، وكانت دروس فيها لكل من يحب أن يشاهدها أو أن يلعبها أو يديرها، لأنهم يلعبونها ليستمتعوا بها، فلا ترى اللاعبين مشغولين مع الحكم أو العكس، والكل يعمل ما هو مطلوب منه وبحسب تعليمات المدرب، ويستخدم المهارات الفنية لمصلحة الفريق.

في الجانب الآخر لو جئنا إلى اللاعبين وأسعارهم فهي خيالية فيكفي أن كاكا راتبه السنوي مع الميلان يفوق الستة ملايين يورو، لكن من هو كاكا؟ هو لاعب ملتزم بمعتقداته محافظ على صحته، ويقال إنه في طفولته كان يساعد أبيه الذي كان يبيع الخضار ولكن طموحة كبير فاجتهد حتى وصل إلى هذه المكانة من الشهرة والمال ومع ما وصل إليه من شهرة وما حصل من مال من الكرة المستديرة ظل محافظا على طموحاته في الكرة المستديرة، أما عندنا فالقصة غريبة، فما أن يحترف اللاعب فإن طموحة يقف عند ما وصل إليه وكأنه وصل بطولة كأس العالم ويبدأ مستواه في الهبوط وتبدأ الأندية الخليجية في التفكير في الاستغناء عنهم لأنهم يملكون فكرا ضيقا فما حصلوا عليه كاف، ذلك لأنهم لا يلعبون لكي يستمتعوا بالكرة المستديرة ويمتعوا الجماهير التي لن تأتي إلى الملعب إلا إلى مشاهدة الممتع، فانظروا إلى ملعب السنسيروا كيف امتلأ عن آخره لأن الجماهير الحاضرة متاكدة ان اللاعبين سيلعبون كرة قدم حقيقية، فيها جهد يبذل وعزيمة الفوز وتركيز أمام المرمى. أتمنى من مدربينا أن يتعلموا ويعلموا لاعبيهم ذلك.

أما من الناحية الإدارية فنحتاج إلى متخصصين في العمل الرياضي من ناحية التسويق الرياضي والإدارة الرياضية لجلب الرعاية من قبل الشركات العاملة في البحرين وهي كثيرة، لكن أنديتنا تريد الشركات أن تأتي إليها وتدفع لها وهي جالسة في مكاتبها. ولو جئنا إلى القناة الرياضية فإن عليها أن تتعلم من القنوات الخليجية الرياضية في كيف تعمل لتحصل برامجها على الرعاية من قبل الشركات العاملة في بلدانهم. ولا تتعذر بشح الإمكانات، بل يجب عليها أن تعمل بجد لجلب الشركات الراعية لبرامجها من خلال العمل الجاد وتوظيف الكفاءات البحرينية وغير البحرينية المتخصصة في التسويق الرياضي.

كما لا ننسى المدربين الذين يجب عليهم تطوير أنفسهم أولا، فالتدريب علم وعمل يكسب المدرب المال كما يكسبه الشهرة، والشهرة تأتي من خلال النجاحات والنجاح لا يأتي إلا بتطوير الذات والقدرات في أنفسهم. اما حكامنا ولله الحمد فإنهم ممتازون ولكنهم يحتاجون إلى الفرصة والثقة بالنفس فهم لا يقلون شأنا عن الحكام الأوروبيين.

ختاما نرجو ونأمل ونتمنى من قيادتنا أن ترعى شباب هذه المملكة وأن تجعل منهم أبطالا ونجوما نفتخر بهم ويرفعوا علمها خفاقا في جميع المحافل، ونرجو أيضا من الصحافة الرياضية والقائمين عليها النقد الذي لا يكون للنفس مكان له وتكون الكلمة الصادقة هي المعيار فكثرة النقد غير محبذ عند الجميع.

محمد ناصر الرويعي

العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً