اهتمت صحيفة «هاندلز بلات» الألمانية المتخصصة بتوقعات أسعار النفط خلال العام 2008 وذكرت في عددها الصادر أمس (الأحد) أن العام الجديد قد يشهد تراجعا مشروطا في الأسعار التي سجلت أرقاما قياسية في 2007.
وأوضحت الصحيفة أن العالم سيحتاج في العام الجديد كميات تتراوح بين 85 و87 مليون برميل نفط خام يوميا، مقابل 85 مليون برميل توفرها أسواق النفط في ظل رفض منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) زيادة حصص الإنتاج اليومية لأسباب تتعلق بانخفاض سعر الدولار والخوف من إغراق السوق وهبوط السعر بشكل كبير.
وأشارت إلى آراء الخبراء بشان أسباب ارتفاع الأسعار وفي مقدمتها عمليات المضاربة والمشاكل الفنية والأعطال التي تصيب معامل تكرير النفط وارتفاع الطلب مع قلة المعروض فضلا عن تراجع الاحتياطي في أهم الدول المنتجة وخصوصا المملكة العربية السعودية التي انخفض إنتاجها بشكل ملحوظ خلال 2007 على رغم الارتفاع الكبير في الأسعار.
وأضافت الصحيفة أن انخفاض أسعار النفط في 2008 إلى نحو 70 دولارا للبرميل مرهون بعدة عوامل أهمها تحسن الأوضاع في العراق والتوصل إلى حل بشأن الملف النووي الإيراني وحدوث تقارب كبير على المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
في الوقت نفسه حذرت الصحيفة من حدوث ارتفاع غير مسبوق في سعر النفط في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لضربة عسكرية أو سقوط العراق في حرب أهلية دامية أو وقوع موجة من التفجيرات في السعودية أو تنفيذ فنزويلا تهديداتها بفرض حظر على تصدير نفطها إلى الولايات المتحدة.
وحددت الصحيفة العوامل التي ستتحكم أيضا في ارتفاع سعر النفط خلال العام 2008 ومنها استمرار عملية التطور والنمو في بعض الدول وفي مقدمتها الصين التي سيزيد احتياجها النفطي بمعدل 50 في المئة إضافة إلى الهند وروسيا وهي دول ترتفع فيها أعداد السيارات بوتيرة سريعة.
وفي المقابل أفردت الصحيفة العوامل التي قد تؤدي إلى انخفاض السعر وهي ارتفاع إنتاج العراق من 1,9 مليون برميل يوميا إلى 2,3 مليون برميل خلال 2007 وإمكان مضاعفة هذه الكمية خلال 2008 بشرط استقرار الأوضاع، فضلا عن انتعاش الدولار من جديد وتراجع أداء الاقتصاد الأميركي بشكل يقلل من الطلب على النفط في أكبر دولة مستهلكة له في العالم.
العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ